الوطن

كتاب مفتوح لدولة الرئيس حسان دياب

عمر عبد القادر غندور*

 دولة الرئيس حسان دياب

 تحية واحتراماً

منذ أن تمّ تكليفكم لرئاسة الحكومة وفق آلية ليست موضوع كتابنا، كنا نحن من المرحّبين والمتفائلين بحصول صدمة إيجابية كونكم من خارج الطاقم السياسي السيّئ الذكر، آملين الدخول في حقبة غير تلك التي عرفناها منذ ثلاثة عقود على الأقلّ والتي أنهكت اللبنانيين فتتابعت عليهم الآلام والأوجاع والعوز، حتى ترحّموا على الزمن الذي كان فيه الأبناء يدفنون آباءهم فصاروا في زمن يدفن فيه الآباء أبناءهم. ومن نكد الحياة ان نحيا الحالتين معاً.

يا دولة الرئيس

لو عددنا مصائب اللبنانيين في الاقتصاد والنقد والاستشفاء والخدمات والحصحصة ومنظومة الفساد الوثنية والمحمية بسلاح الطائفية والمناطقية والزعامات الإرثية لضاق بنا العرض وصغُر الحلّ .

نعلم يا دولة الرئيس أنك بقبولك حمل كرة النار، إنما كنت ترغب في إضاءة شمعة في ظلام الوطن، وكنا نأمل أن تثور على الواقع المهترئ لا أن تعالجه، لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي، وأن ترفض الإرث السياسي المقيت وتحجر عليه، ولا تأبه بمِنة من أوصلك إلى السراي، لأنّ المِنة على الرقاب أشدّ وقعاً من السنان. أما الاستمرار في الترقيع والمحاباة وتبويس اللحي وأنصاف الحلول هو أشبه بموت لا يتحقق وحياة لا تأتي.

 الرئيس حسان دياب رجل علم وصاحب همّة، ولا يليق بمن هو كذلك أن يقرأ في كتب غيره، بل بكتبه وما تخطه يمناه، يعتمد الكفاءة والنزاهة والسيرة معياراً لقراراته والإصرار عليها. تاركاً للغير قبولها او رفضها ولا يتنازل عنها لأسباب طائفية أو حزبية أو مناطقية، سبيلاً إلى تحقيق المصلحة الوطنية، ومن يرى غير ذلك فهو شأنه، محمّلاً الآخرين مسؤولية مواقفهم، وسيكتب التاريخ انّ رئيساً للوزراء وضع لعهده ثوابت وطنية لا تمحى ولا تغيب.

دولة الرئيس ثق أننا نحبّ لك ما نحبّه لأنفسنا ولجميع اللبنانيين، وأشكر اهتمامك وسعة صدرك.

*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى