الوطن

السعوديّة ترى أن سورية ستعود يوماً ما إلى جامعة الدول العربيّة.. ووقفة وطنيّة جماهيريّة في ‏السويداء تنديداً بما يُسمّى قانون قيصر موسكو تؤكد استعدادها للحوار مع واشنطن حول دمشق

 

أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف استعداد روسيا للحوار مع الولايات المتحدة حول مختلف القضايا الثنائية والدولية، بما في ذلك حول سورية.

وقال ريابكوف خلال المناقشات المكرّسة للعلاقات الروسية الأميركية التي نظمها مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك: «نخوض حواراً معمقاً مع الولايات المتحدة عبر القنوات العسكرية. وآلية منع الصدامات العرضية (في سورية) تعمل، وهي تجربة جيدة نعول على إمكانية تطبيقها على حالات أخرى».

وأضاف: «نؤكد اهتمامنا بتحسين الاتفاق الثنائي مع الولايات المتحدة الخاص بمنع أنشطة عسكرية خطيرة والتفاهم حول منع وقوع حوادث عسكرية خطيرة، بالاعتماد على التجربة السورية».

وتابع: «لكن أمامنا في نهاية المطاف مسائل أكثر تعقيداً من إيجاد صيغة رسمية لتعاوننا مع الولايات المتحدة حول سورية. سنعمل ما في وسعنا لكي تفهم الولايات المتحدة فهماً صحيحاً طبيعة وأسباب خطواتنا».

وأكد «أننا سنوسع آليات حوارنا مع الولايات المتحدة إذا أبدت واشنطن رغبتها في ذلك وردت بالمثل. ونحن من جانبنا مستعدون».

يذكر أنه على الرغم من الخلافات بين موسكو وواشنطن بشأن سورية، لا تزال قنوات الحوار بين البلدين قائمة.

وبعد بدء العملية العسكرية الروسية في سورية عام 2015، أطلقت موسكو وواشنطن قناة خاصة للاتصال بين وزارتي الدفاع للبلدين حول سورية، من أجل تفادي أي حوادث أو صدامات في أجواء سورية.

وفي سياق متصل، قال السفير عبد الله بن يحيى المعلمي مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة إن سورية لا بد أن تعود يوماً إلى جامعة الدول العربية، وهذا بحاجة لخطوات عدة.

وأضاف المعلمي أن العلاقات بين الرياض ودمشق ممكن أن تعود ببساطة في أي يوم وأي لحظة إذا انتهت الأزمة السورية وتم التوافق بين فصائل الشعب السوري على التوجهات المستقبلية في البلاد.

وحول إمكانية فتح سفارة المملكة في دمشق على غرار الإمارات العربية المتحدة، قال المعلمي إنه لا توجد حالياً خطوة مشابهة في الأفق القريب لأن الوقت لم يحن بعد، حسب قوله.

على صعيد آخر، شاركت فعاليات أهلية وشعبية ودينية وشبابية ورسمية في وقفة وطنية جماهيرية أمام مبنى محافظة السويداء رفضاً وتنديداً بما يُسمّىقانون قيصروالإجراءات القسرية الجائرة أحادية الجانب المفروضة على سورية والتأكيد على التمسك بالمواقف والثوابت الوطنية والوقوف صفاً واحداً إلى جانب الجيش العربي السوري والوطن في مواجهة الإرهاب والحرب الاقتصادية.

وأكد المشاركون في الوقفة أن الشعب السوري الذي صمد وضحّى وقدم الشهداء لدحر الإرهاب وداعميه لن تنال من عزيمته وصموده الحرب الاقتصادية التي تشنها قوى العدوان وتصميمهم على مواجهة مفرزات تلك الحرب دفاعاً عن عزة وكرامة الوطن وأن أبناء السويداء سيبقون الأوفياء لإرث الآباء والأجداد النضالي والكفاحي في مواجهة كل المخططات التي تحاك ضد بلدنا.

وشدد المشاركون على أن أبناء السويداء أحفاد قائد الثورة السورية الكبرى المجاهد سلطان الأطرش لن يقبلوا المساومة على مواقفهم ومبادئهم الوطنية مهما عظمت التحديات والصعوبات والتضحيات مستلهمين من إرث الآباء والأجداد وتضحيات الشهداء العزيمة لمواصلة النضال الوطني وداعين إلى إيجاد الحلول الناجعة لتحسين الوضع المعيشي للمواطنين وتخفيف أثر الحصار الاقتصادي والإجراءات القسرية الجائرة أحادية الجانب المفروضة على سورية ومحاربة الفاسدين وتجار الأزمات وتعزيز مقومات الصمود الوطني.

وخلال كلمة له قال محافظ السويداء همام دبيات إن النصر على الإرهاب ومَن يقف خلفه تحقق بصمود شعبنا وتضحيات جيشنا الباسل ونحن ماضون في نضالنا حتى تعود هذه الأرض، كما كانت طاهرة من دنس الإرهاب، مشيراً إلى أن أحفاد سلطان الأطرش تشرّبوا معاني الوفاء والكرامة ومواقف الرجولة والبطولة، مؤكداً أن الرسالة اليوم واضحة بأن سورية ستبقى القلعة الحصينة في وجه الإرهاب وستبقى واحدة موحّدة وفية لمبادئها ودماء شهدائها ورموزها الوطنية.

ولفت أمين فرع السويداء لحزب البعث العربي الاشتراكي فوزات شقير إلى أن من صمد طيلة هذه السنوات ليواجه أعتى المؤامرات سيواصل الصمود رغم كل الظروف الاقتصادية الصعبة التي ستزول قريباً موجهاً رسالة لكل من خرج عن جادة الصواب أن يعود إلى رشده ويهتدي إلى طريق الحق الذي تسير به سورية.

وفي كلمة مسجلة عبر الهاتف توجه من الجولان العربي السوري المحتل عميد الأسرى المحررين الأسير المحرر صدقي المقت برسالة إلى أهالي السويداء والمشاركين في الوقفة قال فيها: أحييكم من الجولان العربي السوري المحتل وأنقل لكم تحيات أهلكم الرافضين لهذا الاحتلال والأوفياء دوماً لسورية وشعبها وقائدها.

وأضاف أن قوى التآمر والعدوان على سورية تسعى عبر أدواتها إلى فرض إرادتها على الشعب السوري وبث الفتنة بين أبنائه، لكن ذلك لن يتحقق بسبب وعي شعبنا وإدراكه لهذه المؤامرات وأهدافها القذرة، مؤكداً أن السويداء ستبقى القلعة الحصينة التي تحمي الوطن وفية لتاريخها وإرثها النضالي والكفاحي ولنضال الآباء والأجداد ولسورية وجيشها وشعبها وقائدها ومشيراً إلى أن وقفة اليوم أصدق تعبير عن عظمة جبل العرب وبطولات الأجداد والدماء الطاهرة التي سالت دفاعاً عن أرضه ضد المستعمرين بقيادة المجاهد سلطان الأطرش.

وأشار العميد المتقاعد جواد الأطرش خلال كلمة له إلى أن أبناء وأحفاد القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان الأطرش قدموا التضحيات والشهداء في سبيل أن يبقى الوطن حراً عزيزاً، مبيناً أن ما يجري اليوم على الأرض السورية ما هو إلا استكمال للمخططات العدوانية حيث لجأ الأعداء إلى أسلوب الحصار الاقتصادي وسياسة التجويع بعد فشلهم عسكرياً وداعياً الأصوات التي تحاول الإساءة للوطن أن تعي جيداً أن أبناء السويداء هم مع الوطن وجيشه وقائده ومؤكداً ضرورة محاربة الفساد والفاسدين وتجار الأزمات الذين يتلاعبون بقوت المواطن.

فيما لفت الشيخ ياسر أبو فخر في كلمة له إلى أهمية تلاقي الغيارى المخلصين للوطن وقت اشتداد المحن ليرفعوا رايات المجد والعز والفخار فوق كل سفح ورابية وهم يقولون إن الوطن وطننا والجيش رمز عزتنا وكبريائنا.

وعقب الوقفة توجّه المشاركون في مسيرة جابت وسط المدينة مروراً بساحة السيد الرئيس مرددين الهتافات والشعارات الوطنية وموجهين التحية للجيش العربي السوري وتضحياته في مواجهة الإرهاب والعدوان ولأهلنا الصامدين في الجولان العربي السوري المحتل ولقائد الوطن ومؤكدين الوقوف خلف قيادته حتى تحقيق النصر المؤزر وتطهير كل شبر من أرض الوطن من براثن الإرهاب وأدواته ورعاته وتحرير كل أراضينا المحتلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى