أولى

سورية في مواجهة
العاصفة الجديدة

 نايف أحمد القانص _

سورية هي البلد العربي الأول الذي دفع ولا يزال يدفع حتى اليوم ثمن مواقفه الثابتة تجاه القضايا العربية المحقة، وعلى رأسها قضية فلسطين. حتى على المستوى الإقليمي والدولي، سجّلت سورية بمواقفها الثابتة وسياستها المستقلة عن الإملاءات الخارجية مواقف بطولية شجاعة.

نذكر أثناء الحرب العراقية الإيرانية كيف كانت لسورية رؤية ثاقبة كاشفة لأبعاد تلك الحرب المشؤومة ومن يقف خلفها وأبعادها التدميرية التي أريدَ منها تدمير إيران والعراق وكانت عبارة عن انتقام من الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأنها رفضت الانصياع للإملاءات الأميركية والهيمنة الصهيونية.

سورية هي البلد العربي الوحيد الذي وقف في وجه النظام في العراق، معتبرة أنّ الحرب على إيران خطأ لا يخدم إلا أعداء الأمة، كما وقفت بكلّ قوة وصلابة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومرّت السنين وتكشَّف للعالم أجمع أن الموقف السوري من تلك الحرب القذرة هو الوحيد الذي كان على صواب.

عندما تكالبت الصهيونية مع الأعراب والقوى الإرهابية ودول الغرب على سورية منذ 2011 وحتى يومنا هذا، كانت إيران من البداية إلى جانب سورية، وهذا ما أكد رؤية الرئيس الخالد حافظ الأسد ومقولته بأنه سيأتي يوم ويتخلى كل العرب عن سورية ولن تكون إلى جانبها سوى إيران.

وفعلاً استطاعت سورية وحلفاؤها الصادقون من الجمهورية الإسلامية وروسيا الاتحادية وحزب الله والقوى الرديفة  مواجهة قوى الإرهاب العالمية والانتصار في المعركة العسكرية على أميركا والصهيونية والقوى الإرهابية، وعلى رأسها النظام الأردوغاني، لتبدأ بعد عشر سنوات من الصمود والانتصار المعركة الأهمّ وهي معركة البناء وإعادة سورية إلى وضعها الطبيعي، لكن هذا الأمر أزعج تلك القوى فلجأت إلى الحرب الاقتصادية الشاملة، ورغم أنّ الحرب الاقتصادية كانت مترافقة مع الحرب العسكرية منذ البداية، لكن الأمور اختلفت الآن وتغيّرت المعادلات لتكون حرباً اقتصادية شاملة دخل فيها المرابون بكلّ قوتهم، إلى جانب قوى الرأسمالية والاتحادات الاحتكارية والأسواق السوداء والفوضويون وكلّ قوى الاستخبارات العالمية وجيش كبير من النورانيين، وقد أُعدَّ لهذه الحرب مخطط لم يسبق له مثيل منذ ما قبل الحرب العالمية الأولى.

لعلّ قانونقيصرهو واحد ضمن المخطّطات البديلة التي أُعدّت لاستهداف سورية، بعد فشل إسقاطها عسكرياً، وليس غريباً أمام هذه الحملة الشرسة والحرب على الليرة السورية بشكل خاص والاقتصاد السوري بشكل عام أن تتعرّض لهذا الانهيار أمام الدولار، بل الغريب والمعجزة أن تصمد سورية ويصمد اقتصادها، رغم أنّ المخطط المعدّ ضدّ سورية واقتصادها رُصدت من أجله إمكانيات أقوى الدول والاقتصادات في العالم.

ما نراه اليوم يمثل حالة من حالات الثبات والمقاومة أمام واقع لا يستطيع أي نظام في العالم مقاومته، وستتمكن سورية ومعها حلفاؤها الصادقون من الانتصار في هذه المعركة كما انتصرت بهم ومعهم في المواجهة العسكرية.

*سفير اليمن في دمشق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى