الوطن

الراعي يناشد رئيس الجمهورية الإعداد لمؤتمر وطني شامل

اكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي انالمحبّة تقتضي منا اليوم، ومن جميع المسيحيين، أن نتكاتف مع جميع مكوّنات مجتمعنا ودولتنا فنوحّد جهودنا من أجل إنقاذ مجتمعنا من الجوع والعوز والحرمان الشديد بمبادرات إنسانيّة فردية وجماعية وعبر المؤسسات الاجتماعية الإنسانيّة، ومن أجل إنقاذ دولتنا من الإنهيار، محافظين على سلامة سياستها الضامنة نظامها الديمقراطي ونموّ اقتصادها الحرّ ووفرة ماليتها العامة، وإنماء المواطن والمجتمع

وقال في عظة يوم الاحد من الديمان: هذا ما كنّا نأمله مناللّقاء الوطنيّالذي عُقد في القصر الجمهوريّ في الخامس والعشرين من الجاري. لكنّه، بسبب عدم الإعداد له كما يلزم، زاد بكلّ أسف في الإنقسام السياسيّ الداخليّ المتسبب أصلاً بفقدان الثقة بجميع السياسيين والقيّمين على شؤون الدولة. فتسبّب من جديد بالتراجع الاقتصادي، وفلتان الدولار، ورفع عدد الفقراء والعائلات المعدمة. هذا فضلاً عن الصّدمة التي أصابت شبّاننا وشابّاتنا الذين يتظاهرون في ثورة إيجابية منذ حوالي تسعة أشهر، منتشرين على الطرقات وفي السّاحات العامّة، متحمّلين الجوع والعطش والبرد والحرّ. وكم تألّموا من المندسّين والمخرّبين ومن وراءهم، وقد اعتدوا على الأملاك العامّة والخاصّة، وشوّهوا وجه القضيّة التي من أجلها نشأت الانتفاضةالثورة في 17 تشرين الاول الماضي.

وإذ اعرب الراعي عن تقديره لمحاولات رئيس الجمهورية لمعالجة الأوضاع، ناشدهالتعويض عن غياب الشراكة الوطنية والتنوّع  السياسي فيلقاء بعبدا، بالإعداد لمؤتمرٍ وطنيٍّ شامل، بالتنسيق مع دول صديقة، تمكّن لبنان من مواجهة التحديات، ومصالحة ذاته مع الأسرتين العربية والدولية، قبل فوات الأوانكما ناشد الحكومة، رئيسًا ووزراء، العمل على إستعادة الثقة الداخلية والخارجية الآخذة بالتراجع، والقيام سريعًا بإجراء الاصلاحات في الهيكليات والقطاعات التي باتت مطلوبة من الجميع. وقال: كما نناشدهم رسم سياسة الدولة العامّة عملاً بالدستور والروح الميثاقية والثوابت اللبنانية والمبادئ الوطنية. فكفانا انحيازًا وعزلة! كفانا هروبًا من القرارات العادلة والجريئة ومعالجة ما يُسمّىبالنّقاط الخلافيّة، لئلاّ تتمّ فينا المقولة المميتة: “من أخفى علّته مات فيها”! كفانا تعطيلاً للمسيرة نحو الأفضل! كفانا إفقارًا للدولة والشعب وقهرًا للأجيال الطالعة!

ودعا الراعي الشبابإلى الصمود بالوحدة والتضامنمؤكدا انالكنيسة بجميع مؤسّساتها تقف إلى جانبهم بمبادرات اجتماعيّة وتربوية وغذائية

وتوجه الى الاعلام بالقول: ندعو أحبّاءنا في الإعلام المرئيّ والمكتوب والمسموع لأن يبثّوا بدورهم روح الصمود والثقة بالنفس، ويعزّزوا ثقافة البقاء الفاعل على أرض الوطن، والانتصار على تجربة اليأس والهجرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى