الوطن

فارس فتّوحي أطلق أول مشروع زراعي لمؤسسته في ميروبا: الضغوط لن تحبط عزيمتنا ولا بدّ من التعاون لمواجهة الأزمة

افتتح في ميروبا ـ كسروان أول مشروع زراعي لمؤسسة فارس فتّوحي على أرض مقدّمة من وقف مار الياس الحي في ميروبا.

وبعد النشيد الوطني، ترحيب من عريف الاحتفال، رئيس المؤسسة فارس فتّوحي، استهلها بالقول: “الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالاِبْتِهَاجِ” (مزمور 126:5).

قد ينطبق هذا المزمور على واقعنا اليوم، إذ انّ الشعب اللبناني يمرّ بأزمة اقتصادية حادة، دفعت كلّ واحد منا للعودة إلى الأرض لا بل إلى الجذور.

وتابع فتّوحي: بعد سنوات طويلة من الاتكال على الاستيراد وإهمال ثروتنا أو ما يمكن أن تؤمّن لنا أقله من قوتنا اليومي، فها نحن قد عدنا!

واضاف: بداية، نتوجه بالشكر الى الاب بيار سمعان، وجميع الحضور معنا اليوم فرداً فرداً، ووقف كنيسة مار الياس الحي في ميروبا التي قدّمت قطعة أرض من أجل المساهمة في هذا المشروع الزراعي، حيث نأمل ان تتوسع مثل هذه المبادرات بعدما باتت العناية بالزراعة حاجة ملحة في الظروف الصعبة التي نمرّ بها، ومن هنا نوجه رسالة الى الكنائس في لبنان ان تضع أراضيها بتصرف المجتمع لاستثمارها زراعياً وتأمين الغذاء، خصوصاً انّ لبنان يستورد 70 بالمئة من حاجاته الغذائية، واليوم أصبحت الأسعار مرتفعة جداً نتيجة الأزمة الاقتصادية والمالية التي نمرّ بها.

وتابع فتّوحي قائلاً: لمواجهة هذه الأزمة لا بدّ من تعاون الجميع، لأنّ مثل هذه المبادرات، لا توصل الى الحصاد المبتغى إلا إذا كانت مستدامة، لذا فإننا نطالب المعنيين في الدولة من وزارات ومؤسسات عامة بدعم القطاع الزراعي كركن أساسي في الاقتصاد الوطني وحمايته، لا سيما بعد الإهمال الذي أصابه في السنوات الماضية.

وأشار فتّوحي إلى أنّ الاستثمار في الزراعة يسدّ حاجات البلدات الغذائية، وهذا ما بشرنا به اليوم، ونأمل بفضل التعاون القائم بيننا ان نصل الى هذا الهدف.

من جهة أخرى، وفي وقت نأمل فيه ألا تطول الأزمة الاقتصادية، كونها لا تنفصل عن سلسلة الضغوط الخارجية والتدخل في شؤوننا من أجل إخضاع البلد، ولكن هذه الضغوط لا يمكن أن تحبط من عزيمتنا، فنحن اعتدنا الصمود والبحث عن السبل التي تؤمّن لنا الحياة الكريمة، وبإذن الله سنجدها.

ولكن، علينا أن نأخذ من هذه الأزمة العبر ونستنتج منها الحلول، فقد حان الوقت أن يتغيّر مفهوم التعاطي السياسي في لبنان، من تعدّد الولاءات والمصالح، الى التركيز على الإنسان أولاً وتأمين حاجاته لا سيما على المستوى المعيشي والاقتصادي. ونحن في هذا السياق نؤيد كلّ الخطوات الإصلاحية لإنقاذ البلد التي يُصرّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على جعلها من المسلمات، لا بل ثوابت الدولة، لتشكّل مدماك الثقة الذي على أساسه سيستعيد لبنان عافيته.

وختم فتّوحي قائلاً: من الواجب الوقوف إلى جانب بعضنا البعض، لا سيما في ظلّ فشل الدولة في تأمين كافة المتطلبات الأساسية للمواطن، وهذه المبادرة الزراعية هي الأولى من نوعها لمؤسسة فارس فتوحي الاجتماعية، ضمن برنامجها الذي سيتوسّع ليشمل مختلف بلدات كسروان الفتوح، التي تحتاج الى الاهتمام الكبير، وهو أمر ستضعه مؤسسة فتّوحي نصب أعينها للوقوف الى جانب أهلنا في هذه المنطقة المحرومة. مع علمنا انّ الدولة تتقاعس عن تلبية متطلباتها، فنحن منهم وهم منا. ففي مفهومنا للعمل الاجتماعي الأفعال هي التي نأخذ بها ولا نكلّ إلا لحين تحقيقهافنكون كالحب الذيوَقَعَ بَعْضُهُ في الأَرْضِ الصَّالِحَة، وَنَبَتَ فَأَثْمَرَ مِئَةَ ضِعْف” (لوقا 8 / 4).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى