أولى

التعايش مع كورونا والحكومة

 

رغم كل الحديث عن قرب وضع تداول لقاحات وأدوية فعالة لمواجهة وباء كورونا، يبدو أن قدر البشرية التعايش مع هذا الوباء لسنوات مقبلة. وهذا التعايش لا يستطيع أن يتم بالطريقة التي عرفناها خلال ستة شهور مضت.

الإقفال والتوقف عن الأعمال والمدارس والجامعات لا يصلح للتحوّل كنمط حياة لأن النشاط الاقتصادي والتعليمي بلغ مرحلة التهديد بالسقوط والانهيار وظهور أزمات أشد فتكاً من الوباء نفسه.

العودة للحياة الطبيعية والاستخفاف بالوباء والسخرية من الإجراءات الوقائية، خصوصاً التهرّب من التباعد الاجتماعي ومن اعتماد العزل الشخصي للمصابين وخرق أغلبية الناس لشروط الوقاية الشخصية أنتج ملايين الإصابات في العالم وحصد أكثر من نصف مليون وفاة والتهديد القادم أعظم.

في لبنان ندخل المرحلة الأشد صعوبة في التعايش مع كورونا فلم تعد ممكنة العودة للإقفال ووقف الأعمال والنشاط الحياتي وتحويل البقاء في المنازل إلى نمط حياة. فالجوع والفقر والانهيار المعيشي أشدّ فتكاً بأكثر من نصف اللبنانيين المعرضين لخطر المجاعة وبالمقابل يسود الاستهتار والتهاون في حياة الناس اليومية بكل معايير الوقاية.

على الحكومة الإسراع بفرض غرامات ماليّة على كل مَن يخرج في الشارع ومَن يقصد الأماكن العامة بدون كمامة ويتذكّر اللبنانيون محاضر الضبط بربط حزام الأمان وهي لا ترتقي في أهميتها وتأثيرها على صحة وحياة الناس إلى خطر الاستهتار بوضع الكمامات ويجب لحظ غرامات مرتفعة على كل مصاب لا يلتزم العزل الحقيقي المنزلي وشمول الغرامة لكل من يتستّر عليه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى