أولى

الحريري بين تركيا
والسعودية وفرنسا

يشكل موقف الرئيس السابق سعد الحريري من المشاركة في الحكومة الجديدة، سواء بترؤسها أو بتسمية من يترأسها أو بالاكتفاء بالمشاركة فيها ضمن مواصفات حكومة اختصاصيين تترأسها شخصية مقبولة من الجميع، النقطة المفصلية في رسم مستقبل المرحلة المقبلة.

مقايضة الرئيس الحريري للسعي نحو انتخابات مبكرة باستقالة الحكومة شكلت إشارة أولى على تموضعه على خط التسويات، خصوصاً أن وضعه الانتخابي يضعه في صف القلقين من الانتخابات المبكرة وليس القادرين على تهديد الخصوم بها، لكن رغم أن الحريري يعيش قلق تأثير العودة للحكم على مستقبله الانتخابي ويفضل البقاء بعيداً عن صورة التعاون مع رئيس الجمهورية فاصلاً بين تسهيل قيام حكومة يشترك فيها بصورة غير مباشرة أو مباشرة وبين خصومته التي يرغب باستمرارها مع العهد كسباً لمزاج شارعه الانتخابي، يدرك صعوبة الجمع بين الموقفين.

يبقى أن العقدة الرئيسية التي يعيشها الحريري تقع على الضفة الإقليمية أكثر مما تقع على الضفة الداخلية، حيث يقع الحريري بين حسابات ترجح عنده الموقف الفرنسي القائم على تجنب فتح الساحة اللبنانية أمام التوسّع والتمدد التركي الذي يهدد البيئة الحريرية قبل غيرها ويعرف أن التشدد السعودي بوجه المبادرة الفرنسية بالانفتاح على حزب الله وحلفائه سيرجح الكفة التركية، حيث المعلومات عن تفكير روسي إيراني بالتعاون مع تركيا في لبنان وليبيا مطروحة في التداول وتشكل إحدى خلفيات التحرك الفرنسي.

الحضور المصريّ يحاول تمثيل القراءة الفرنسية باللغة العربية والحريري ينتظر نتائج المسعى الفرنسي المصري قبل أن يقول كلمته وحتى يحدث ذلك ينتظر اللبنانيون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى