رياضة

حافظ جلول: أوقفني الاتحاد بدلاً من حافظ عمّار! وقّعت للنجمة لقاء سيّارة وثلاثة آلاف ليرة

} ابراهيم وزنه

على الرغم من وقوفه على حافة «السبعين» من عمره، لم يزل حافظ فايز جلول (مواليد العام 1951) يتمتّع بلياقة عالية في مجال استذكاره للمحطات الكروية التي عاشها وعايشها، أكان على ملعب الرمل العالي في برج البراجنة حيث كانت البداية والانطلاقة، أو مع الشبيبة المزرعة، الفريق الجاهز لاستقدام المواهب «البرجية» وصولاً إلى النجمة حيث أمضى في الصفوف «النبيذية» ثلاث سنوات قبل اعتزاله اللعب بداعي الاصابة. للوقوف على مسيرته في عالم المستديرة الساحرة، كان اللقاء بحضور صديقيه وحافظي أسرارهالكابتن بسام فرحات والدكتور خليل الموسوي، فماذا نقرأ في التفاصيل؟

ملعب الرمل ملاذنا الوحيد والشبيبة محطتنا الأولى

ترعرع حافظ جلول في بيت كروي، حيث كان قد سبقه إلى الملاعب شقيقاه الكبيران عادل ومحمد، ومن جبّ آخر لآل جلّول برز محمد جلول «أبو عدنان» فكانت له صولات وجولات وإمتدادات مع ابنه فاروق وحفيده أحمد، عن بداياته مع اللعبة، يقول حافظ: «كان ملعب الرمل العالي الملاذ الوحيد للمندفعين إلى اللعبة الشعبية، وكانت برج البراجنة قد بدأت بتوريد اللاعبين إلى الأندية المشهورة، كنا نمضي معظم أوقاتنا في الملعب، نلعب أكثر من مباراة وفي أكثر من مركز، ومع أكثر من فريق، كان لكلّ حيّ فريقهبدأت حارساً للمرمى مع فريق يشرف عليه ابراهيم رحّال وكان يضمّ بين صفوفه أحمد فستق (محاضر دولي في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم حالياً) وعلي الموسوي وابراهيم الهندي ومحمد نجمة وشقيقي محمد وحسين ناصر، ولاحقاً رفضت مواصلة اللعب في مركز حراسة المرمى فرحت ألعب في وسط الملعب ومهاجماً وبرزت في تسجيل الأهداف والتمرير المتقنفي تلك الفترة كنا نلعب تحت أنظار اللاعبين الذين سبقونا إلى الأندية الكبيرةإلى أن أختارنا لاعب الشبيبة المزرعة وإبن البرج علي حمّود للانتقال إلى فريق الشبيبة (درجة ثانية) بعد أن مهّد الطريق ـ وعلى طريقته ـ مع مسؤولي النادي العريق، يومها كان أكبرنا لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره، فالتحقت مع أحمد فستق ومحمد الحمصي وحسين ناصر ومحمد جلول بالفريق في العام 1965 ، وكان مع الشبيبة مجموعة من أبناء البرج كعلي حمود وعبد القادر خير وفاروق الغالي وحافظ عمّار وفضل السباعي، لعبنا العديد من المباريات ضمن «شباب الشبيبة».

أوّل مباراة في الأولى 1968

عمّار ضرب الحكمفعوقب جلول!

يخبر الكابتن حافظ، بأن مشاركته في أوّل مباراة في بطولة الدرجة الأولى تحققت في موسم (1968 ـ 1969) إلى جانب صديقه أحمد فستق، وقد لقيا تشجيعاً كبيراً من المسؤولين في النادي ومن لاعبي منطقتهم، مع الاشارة إلى ان المدرب الشهير بوغدان هو من دعم عملية ترفيعه للفريق الأول، ليعلّق حول تلك الفترةلقد سررت كثيراً باللعب مع أسماء كبيرة، وكانت الأجواء أكثر من رائعة، ومع الشبيبة سافرت إلى الأردن وسورية، ولغاية اليوم تربطني صداقات مع لاعبي تلك الحقبة التي أعتبرها ذهبية».

ومن ذكرياته «المضحكة المبكية» مع الشبيبة، يسرد: «خلال مباراتنا ضد الراسينغ في موسم 1973 ـ 1974 وفي ضوء تحامل الحكم علينا ـ وهو من آل بو فرحات ـ حصل إشكال على أرض الملعب، فسارع المرحوم حافظ جلول إلى لكمه وأثناء وقوعه على الأرض وقع وجهه في وجهيوفي اليوم التالي أصدر الاتحاد قراراً أوقفني بموجبه سنة عن اللعب بحجة أنني ضربت الحكموحصل ذلك «السيناريو» بعد ترتيب الأمور ليلاً وسط تدخلات قام بها قائد فريق الراسينغ سهيل رحال مع ادارة ناديه المسيطرة على اللعبة بكافة تفاصيلها ومقرراتها، وهكذا تمّ إيقافي بالرغم من أنني لست الفاعل! والأكيد أن حاجة الفريق إلى جهود الهدّاف حافظ عمّار في المباريات المقبلة قضت برسم هذا الاخراج الظالم والمجافي للحقيقةوأذكر أن الصحافة الرياضية تناولت القضية باستهجان».

إنتقلت للنجمة موقوفاً لقاء سيارة وراتب 3000 ل.ل.

عن ظروف انتقاله للنجمة، ومن يقف خلف هذا القرار؟ أجاب حافظ مستذكراً: «خلال مباراة للنجمة ضد الشبيبة المزرعة في موسم 73 ـ 74 ، أبليت فيها البلاء الحسن وأديّت دوراً محورياً في الوسط والهجوم وفي التمرير والتسديد، أبدى السيد عاطف سنان ومعه أبو علي العدو رغبتهما أمام رئيس نادينا جورج مجدلاني بضمّي إلى الفريق النبيذي بعد انتهاء الموسم الجاري، ولاحقاً جرت مفاوضات طويلة ومعقدة بين مجدلاني ورئيس نادي النجمة الحاج عمر غندور أسفرت عن اعطائي الاستغناء الحر، بعدها وقّعت عقداً احترافياً مدوّناً في سجلات الاتحاد اللبناني لكرة القدم بتاريخ 16 تموز من العام 1974». وعمّا حصّله من النجمة لقاء التوقيع، يقول حافظ: «اشتروا لي سيّارة جديدة من شركة داتسون بالاضافة إلى تخصيصي براتب شهري قدره 300 ليرة لبنانيةعلماً بأنني أكملت بقية مدّة إيقافي وانا في صفوف النجمةومع النجمة خضت الكثير من المباريات وسجّلت في بعضها أهدافاً مؤثّرة، أبرزها ضد التضامن بيروت على ملعب المدينة الرياضية، ويومها فزنا بنتيجة 1 ـ 0 ، وكانت المرّة الأولى التي تعتمد فيها خطّة 4 ـ 3 ـ 3 بعدما كنا نلعب بخطة 4 ـ 4 ـ 2، أما أجمل ذكرياتي مع النجمةفكانت يوم لعبت إلى جانب بيليه في 6 نيسان من العام 1975 ، النجمة بمواجهة ضد منتخب جامعات فرنسا»… يضحك الكابتن حافظ مستذكراً ما فعله شقيقه محمد (مواليد 1948) قبل المباراة .. يومها توجّه ناحية الراحل سمير العدو وقال له بأعلى صوته: «إذا ما لعّبت أخي حافظ بدنا ننزل عالملعب ونعطّل المباراة»، مع العلم أن محمد جلول هو من أبرز الكارهين لنادي النجمة والمقرّبين من الأنصاروبينه وبين شقيقه حافظ «خبريات» وذكريات، وقد اشتعلت الحرب بينهما في اللحظة التي انتقل فيها حافظ للنجمة.

ذكريات واعتزال بداعي الاصابة

ومن دفتر ذكرياته النجماوية أيضاً، يفلفش جلّول قارئاً: «في أوائل العام 1975 استضاف فريق البرج على ملعبه فريق أمل النجمة، تابعت المباراة من المدرج، ومع كل هدف كان يسجله لاعبوه البرج صارت الجماهير تعمد إلى استفزازيوعندما أصبحت النتيجة 2 ـ 0 لمصلحة البرج، توجّهت إلى سيارتي وارتديت ثيابي وشاركت في الشوط الثاني، أذكر في تلك المباراة سجّلت ثلاثة أهداف لكن النتيجة انتهت برجاوية 4 ـ 3».

أما عن مغادرته الملاعب، فيوضّح جلول: «تعرّضت لاصابة في الرباط الصليبي في العام 1976 أثناء مشاركتي مع النجمة في مباراة وديّة في السعودية أمام فريق الهلال، ولما عدت من السفر وطالت فترة العلاج مع تدهور الأوضاع الأمنية اضطررت للابتعاد عن اللعبة والملاعب تدريجياً مع تفرّغي لعملي واستعدادي لتوديع العزوبية».  ومن منطلق تعلّقه باللعبة الشعبية، توجّه الكابتن حافظ إلى ميادين التدريب وعلى فترات متقطّعة مع فريق الارشاد الذي انطلق منه، وحالياً يعرف بنادي شباب البرج (صعد إلى مصاف أندية الدرجة الأولى في لبنان في العام 2018 )، وواصل في مشاركة رفاقه القدامى في خوض المباريات التمرينية والودية، باسم «قدامى البرج»، ومع رفاق الماضي الجميل تشتعل الحوارات الكروية بشكل اسبوعيفي سياق التعليق والتحليل والتفضيل وصولاً إلى «التزريك».

غصّةمن نجم بلا أرشيف

عندما طلبت من الكابتن حافظ جلّول تأمين بعض الصور التي تلقي الضوء على مسيرته في الملاعب لنشرها في التحقيق الخاص به، أخذ نفساً عميقاً، ثم قال والأسى يلفّ محيّاه: «من أين آتيك بالصور وكل ما كنت أملكه من صور كروية واجتماعية وحتى صور عرسي قد احترقت خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان في العام 1982 … للأسف احترق بيتي مرتين خلال شهر واحد في ذلك الصيف اللهّابسأحاول أن أتصل ببعض رفاق الزمن الغابر لتأمين ما تيسّرويا ريت بعد نشر التحقيق يبادر من يملك صورا أظهر فيها للاتصال بي وسأكون له من الشاكرين ولن أنسى فضله».

بطاقة شخصية

ـ الاسم : حافظ فايز جلول

ـ محل وتاريخ الولادة: برج البراجنة 1951

ـ الوضع العائلي: متأهل من سلوى عواضة وله منها 3 أبناء (حسن وسارة ورشا).

ـ المهنة: موظف في شركة ديما من العام 1976 ولغاية تقاعده في العام 2015.

ـ مركزه : وسط مهاجم

ـ لاعبه المفضّل عالمياً: لاعب فريق برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى