آخر الأخبارأنشطة قومية

«القومي» والكورة والأهالي أحيوا أربعين شهداء كفتون والجيش والكلمات تؤكد أنّ دماء الشهداء حمت لبنان من مخطط إرهابي كبير

هنيبعل كرم بإسم رئيس الحزب: شهداء الحزب والجيش والمقاومة جميعاً أبطال برتبة وطن يقاتلون عدو وجودنا والحياة النائب سليم سعاده: لنتمسك بإيماننا وبجوهر رسالتنا وعقيدتنا وسلوكنا لأنّ الإنسان الجديد يسكن في عقولنا ونفوسنا وهو خلاصنا الوحيد والأكبر جورج ديب باسم عائلات الشهداء: نطالب الدولة اللبنانيّة وخاصة الحكومة أن تتحمّل مسؤولياتها وأن تقوم بإحالة هذا الملف القضائي الى المجلس العدلي

*فإنّ استشهد منّا فادي فكلنا رهن الفداء وإن استشهد منا علاء فلأمتنا قد رهنّا الدماء وإن استشهد منا جورج فنحن أمة جاورجيوس العظيم تصرع التنانين الواحد تلو الآخر، ولن يكون لكم يا أبناء الظلام مكان بيننا طالما هناك صوت يدوّي في أمتنا تحيا سورية

 

أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي وبلدة كفتون والكورة، ذكرى أربعين الشّهداء فادي سركيس، علاء فارس، وجورج سركيس، وشهداء الجيش اللبناني، الذين ارتقوا في مواجهة المجموعات الإرهابية في الشمال.

بداية انطلقت المسيرة من منزل والد الشهيد علاء فارس، وجابت شوارع القرية وصولاً إلى إزاحة الستارة عن لوحة تحمل أسماء الشهداء الثلاثة وتعلن تسمية الشارع بأسمائهم. وصولاً إلى ملعب نادي كفتون، مكان الاحتفاء بذكرى أربعين الشهداء وشهداء الجيش.

حضر الذكرى الى جانب عائلات شهداء كفتون، عائلات شهداء الجيش اللبناني، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي ممثلاً بهنيبعل كرم، عضو الكتلة القومية النائب سليم سعاده، عضو المكتب السياسي حسان صقر، رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء نهلا رياشي، منفذ عام الكورة الدكتور جورج البرجي، منفذ عام عكار ساسين يوسف، منفذ عام طرابلس فادي الشامي، منفذ عام الضنية محمد هرموش، منفذ عام البترون خالد عبدالله، وأعضاء هيئات المنفذيات.

كما حضر عضو المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمد صالح، ومسؤول حزب الله في الشمال الشيخ رضا أحمد، المحامي نقولا بو نقولا ممثلاً تيار المردة، قاضي المحكمة الشرعية في طرابلس الشيخ وسام السمروط، رجل الأعمال الرفيق غسان رزق، وعدد من رؤساء البلديات والفاعليات وحشد كبير من القوميين والمواطنين.

انعام جنّورة رزق: سجدت لكم ملائكة السماء لقدسية إيمانكم أن الحياة كلها وقفة عز فقط

وبعد صلاة قصيرة على أرواح الشهداء ترأسها كاهن البلدة الأب بسام ناصيف. قدّمت الاحتفال انعام جنّورة رزق بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ثمّ بكلمة معبّرة من وحي الشهادة ومن وحي العقيدة القومية الاجتماعية أكّدت فيها الاعتزاز بالشهداء وبمسيرتهم القومية الاجتماعية وبتضحياتهم الكبيرة في الذود عن لبنان بما كشفت دماؤهم من مخطط إرهابي كبيروجاء في كلمة التقديم:

شهداؤنا هم طليعة انتصاراتنا، رفقائي رفقاء القَسَم فادي جورج وعلاء شهداء المؤسسة العسكرية في الجيش اللبناني الحبيب شربل أحمد لؤي أنطوني محمد ونهاد يا أبطال كفتون وعكار والشمال ولبنان كل لبنان.

اجتمعنا اليوم لنحتفل بنصركم لنكرّم عنفوانكم ولنخلد ذكراكم فجئنا كسيل النهر الهادر الذي لا يُعيقه نقيق الضفادع ولأن الحقيقة يجب أن تُقال كل الوطن ينادي باسمكم، الكورة وكل لبنان يدينان لكم لأنكم نسيتم جراحكم النازفة وضمّدتم جراح وطنكم باستئصالكم الفتنة بدمائكم الطاهرة التي ما إن انسكبت حتى تحوّلت زوابع حمراء ضمّتكم إلى صدرها وحلّقت بكم عالياً فوق السحاب، لأنكم الأسمى والأنقى وواجب على كل مواطن أن يرفع صوركم لأن لولاكم لكنا اليوم في مكان آخر.

 ننحني إجلالاً لأرواحكم التي كسرت قيود الطواغيت فتساميتم وحققتم الإنسان الكامل فسجدت لكم الملائكة في السماء تستقبلكم لأنكم تمتلكون قدسية إيمان بأن الحياة وقفة عز فقط.

علاء جورج فادي محمد شربل لؤي أنطوني نهاد وأحمد للقضية نفسها استشهدتم ومشيتم الدرب ذاتها ذوداً عن هذا البلد الذي عشقتم وعلى الصورة التي أحببتم، الصورة البعيدة عن التعصب والطائفية الصورة التي تجسدت باستشهادكم وجمعت في ذكراكم قدس الأب بسام ناصيف خادم رعية القديس لوقا في بلدة كفتون والقاضي الشيخ رئيس المحكمة الشرعية في طرابلس الدكتور وسام السمروط.

كفتون هذه البلدة الحبيبة الهادئة الوادعة المتئكة على ضفاف نهر الجوز الراقية بسكانها ولطافة جوها تستيقظ كل صباح من غفوتها كالحسناء ويرسل الفجر مع حسنائه خيوط الشمس لتنهض من غفوة النجوم والقمر فيكون بزوغ الفجر محتضناً نهر الجوز تصفق له أشجار الصفصاف ويغني القمر لخرير المياه وكأن إسوارة تحيط بمعصم عذراء فتسدل جدائلها لامعة بلمسات البراءة والطيبة والكرم التي تربّى عليها أهل كفتون والتي جبلت طينتهم من ترابها ومائها فقدموا أغلى ما عندهم قرباناً على مذبح هذا الوطن فكان لهم في التضحيات صولات وجولات وكان أولهم الشهيد جورج فياض، الشهيد الأمين خليل فارس، الشهيد الملازم أول نديم سمعان، الشهيد فادي سركيس، الشهيد جورج سركيس، الشهيد علاء فارس.

هللي يا أم الشهيد وزغردي..

قف يا والد الشهيد شامخاً ولا تنحني..

ارقصي يا أخت الشهيد رندحي وترنمي..

افتخر يا أخ الشهيد وقل هذا الشهيد أخي..

انعمي يا زوجة الشهيد بلقبك الجديد البهي..

بوركتم يا أولاد الشهيد بذاك الأب الهني النقي..

احرصوا يا رفقاء الشهيد على الحزب والقسم والأمانة..

جورج ديب: نشكر القضاء المختص والجيش اللبناني وقوى الأمن على الأداء المحترف، وعلى المستوى العالي في التفاني بالعمل

وألقى المحامي جورج ديب، كلمة باسم عائلات الشهداء قال فيها:

شرّفني أهل الشهداء يوم طلبوا أن ألقي كلمة باسمهم، فهذا حِمْلٌ ووسام أضعه على صدري وأتشرّف به..

منذ أربعين يوماً تلقينا خبر استشهاد علاء فادي وجورج، وجاء أثر الخبر ووقع على أنفسنا وقوع الصاعقة، وصارت الأسئلة تحوم في رؤوسنا، أين وكيف ومتى ولماذا استُشهِدوا ومَن الذي فعلها، أسئلة كثيرة وتحليلات أكثر وآراء لا تُعَد ولا تُحصى، إلا أن شعوراً انتابنا ومنذ اللحظة الاولى تحوّل مع الأيام الى يقين أكيد أن ابناءنا الشهداء لم يسقطوا بحادث صغير إنما حموا بدمائهم كفتون والقويطع والكورة والشمال ولبنان كله، ومنعوا بدمائهم الطاهرة مشروعاً ومخططاً دموياً كبيراً لو قدّر له أن يتحقق لكان الشمال كله يغرق بالدماء.

بشهادتهم حققوا قول سعاده العظيم «قد تسقط أجسادنا أما نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود»، وقد فرضتها باستشهاد الشهداء وفرضوها قولاً وفعلاً، في نفس كل رجل وامرأة وطفل وشاب وكهل، في كل منزل وقرية وبلدة، أبطالنا فادي جورج وعلاء، لم يسقطوا إنما ارتفعوا شهداء على مستوى الحزب والوطن. فهم أرادوا أن يختموا حياتهم بالفداء والعزّ واقتدوا بالزعيم الذي قال إن الدماء التي تجري في عروقنا عينها ليست ملكاً لنا بل هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها. وهكذا كان، فلما ندهت الأمة لبّوا وافتدونا كلنا بدمائهم، إلا أن تراب الأمّة لم يكتفِ بدماء شهدائنا بل عاد ليستسقي من جديد دماء ستة شهداء للمؤسسة العسكريّة الذين ارتقوا في مواجهة المشروع الظلاميّ الداعشيّ.. هذه المؤسسة التي لم تتأخّر عن البذل في سبيل حماية الوطن وسيادته.

أضاف: بعد حصول الاستشهاد وفي عرس الشهادة صدح صوت الحق بلسان سيادة المطران سلوان موسى الذي نطق بما يليق بالكنيسة المشرقيّة فله منّا ألف تحيّة وتقدير واحترام، كما وفي الوقت ذاته أعلن حضرة رئيس الحزب أن دمنا غالٍ جداً وأن دمنا غير مستباح، وأننا نطالب الدولة بأن تنتقم من القتلة، وإلا فالحزب سيقوم بالانتقام بنفسه، وفي اليوم عينه تمّ تكليفنا لمتابعة الملف القضائي وتحمّل المسؤولية فيه، علماً أنه يومها لم يكن هناك من خيوط مهمة قد تكشفت وأصبحت معركة التحدّي، وهنا لا بدّ أن نشكر كل الزملاء الذين بادروا الى الاتصال بنا والطلب الينا ان يكونوا شركاء معنا في حمل هذا الملف القضائي الكبير وهم النقيبة أمل حداد نقيبة المحامين في بيروت سابقاً، النقيب فادي غنطوس نقيب المحامين في طرابلس والأساتذة بطرس فضول، منير داوود، نبيه حمود، رامي لطوف، جلال عون وريشار رياشي، فكان الادعاء باسم عائلات الشهداء وباسم الحزب السوري القومي الاجتماعي.

وتابع: تمّت مواكبة الملف بجدية كبيرة ومهنية عالية من القضاء المختص الذي واكب ويواكب الملف بتفانٍ وإخلاص كبيرين، ومن الجيش اللبناني والقوى الأمنيّة وأجهزتها وأزرناهم في عملهم ولم نترك دائرة مختصة على كافة المستويات إلا وقرعنا بابها طالبين ومحرضين على ملاحقة هؤلاء المجرمين. فألف شكرٍ للقضاء المختص والجيش اللبناني وقوى الأمن على هذا الأداء المحترف، وعلى هذا المستوى العالي في التفاني بالعمل.

وبسبب تضافر كل هذه الجهود ها نحن اليوم وبعد اربعين يوماً على فقدانكم يا ابطالنا الشهداء نلتقي لنقول لكم ناموا قريري العيون فمن اعتدى عليكم ومن معه جميعهم اما خلف القضبان وإما قد قتلوا..

ويا أمهات وزوجات وأخوات الشهداء أن الدمع لن يجفّ إلا أني أقولها لكن ارفعن رؤوسكن فأقماركم الثلاثة حفرت اسماءها بحروف من ذهب وفي سجلات الخالدين، ولأنكم يا جورج وفادي وعلاء شهداء على مستوى الوطن والجريمة التي حصلت تطال الوطن وكل إنسان في لبنان والدولة ومؤسساتها العسكريّة والأمنيّة وتبعاً لماهية الاعتداء ومستوى الاستهداف فنحن من هنا نطالب الدولة اللبنانيّة وخاصة الحكومة أن تتحمّل مسؤولياتها وأن تقوم بإحالة هذا الملف القضائي الى المجلس العدلي حتى ينال المجرمون ما يستحقون من أحكام.

وفي الختام أقول لمن ارتكبوا جريمة كفتون، الداعشيين وأمثالهم من الجماعات الإرهابية المجرمة، إننا هنا نتوعّدكم وعلى الملأ أننا سنلاحق الملف القضائي حتى خواتيمه ولن نرضى إلا أن تنالوا أشد العقوبات وصولاً الى الاعدام لأن هذا ما تستحقون، فإن استشهد منا فادي فكلنا رهن الفداء وإن استشهد منا علاء فلأمتنا قد رهنّا الدماء وإن استشهد منا جورج فنحن أمة كما جاورجيوس العظيم في الشهداء تصرع التنانين الواحد تلو الآخر، فكلنا علاء وكلنا جورج وكلنا فادي، ولن يكون لكم يا أبناء الظلام مكان بيننا طالما هناك صوت يدوّي في أمتنا تحيا سورية

النائب سليم سعاده: لا نقبل إلا بكشف الحقيقة كاملة والاقتصاص من القتلة

ثمّ ألقى عضو الكتلة القومية النائب سليم سعادة كلمة قال فيها:

«يعزّنا ويشرّفنا ويصبّرنا أن يجتمع ويمتزج وتختلط دماء شهدائنا الأخيار في كفتون بدماء شهدائنا الأبرار في الجيش اللبناني الباسل. ونعلن هذا بكل فخر وثقة وثبات وإباء لأن النهضة القومية الاجتماعية تشد الطوائف المتنازعة اليها لتوحّدها وتصهرها يداً واحدة وقبضة واحدة في وجه الجهل والجهالة والجاهلية. ولأن الجيش اللبناني أيضاً كما النهضة يشدّ الطوائف المتنازعة إليه ليوحدها ويصهرها يداً واحدة وقبضة واحدة في وجه الجهل والجهالة والجاهلية».

وشدّد قائلاً «يا أهلنا في كفتون وفي القويطع وفي الكورة الخضراء بزيتها وكتبها. يا أهلنا في شمالنا اللبناني العزيز، لقد صدق شهداؤنا في كفتون سعاده حين قال: إن الدماء التي تجري في عروقنا ليست ملكاً لنا بل وديعة الأمة فينا حين طلبتها وجدتها».

وأضاف: «نزفت كفتون دماء شهدائنا على مذبح وطن وأمة بكاملها وفي مواجهة مباشرة مع إمارة التكفير والإرهاب والحقد والدمار. إني أخاطبكم اليوم في هذه الذكرى الزكية والعطرة، نيابة عن شهدائنا فادي وجورج وعلاء. أن أتحدّث بإسم شهدائنا وأن أزفهم لكم هو حق وواجب في آن واحد. فهم الذين منحوني ثقتهم الغالية من دون تردّد في الاستحقاق الانتخابي الأخير. والثقة هي أغلى ما يملكه الإنسان في كل زمان ومكان. أعرفهم فرداً فرداً كما أعرف نفسي. وأحبّهم كما أحب نفسي وأتمسك بثقتهم الغالية نقية صافية حرة صادقة ناصعة نظيفة حتى يومها الاخير والى حين ان نلتقي».

وتابع: «يا أهلنا، نحن لسنا من دعاة الثأر والانتقام لأن قاموس النهضة لا يبشّر بتلك الغرائز والأحقاد. فقاموس النهضة القومية الاجتماعية هو قاموس فكري فلسفي عقائدي حضاري إنساني أخلاقي ومناقبي. لكننا في الوقت نفسه نؤكد ونشدّد على ضرورة إظهار الحقيقة كاملة وإحقاق الحق والوصول الى خواتم هذا الاعتداء الآثم والبغيض. لذلك لا بد لنا هنا من ان نشكر جميع الاجهزة الامنية والعسكرية بدءاً بمخابرات الجيش اللبناني وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي على ما قاما ويقومان به من عمل دؤوب وتضحيات كبيرة، بهدف ملاحقة العصابات التي تقف وراء هذه الجريمة الإرهابية».

وقال: «يا أهلنا، إن جرح كفتون الوديعة والحميمة والودودة جرح عميق وغزير، لن يمحوه زمن قريب أو زمن بعيد. فشبابنا هم ثروتنا ومستقبلنا وسعادتنا وحياتنا وعزتنا وعزاؤنا، كما أن النفوس المريضة والعقول المقيتة الظلماء التي خططت ونفّذت هذه المجزرة الهمجية البربرية يصعب شفاؤها أكان من المجتمعات الفقيرة أو الغنية».

وأكد: «رجاؤنا الوحيد هو التمسك بإيماننا وبجوهر رسالتنا وقضيتنا وعقيدتنا وسلوكنا ومحبتنا وغيرتنا لأن الإنسان الجديد يسكن في عقولنا وضمائرنا ونفوسنا وهو خلاصنا الوحيد والأكبر. واذكروا دائماً أننا لا نيأس ولا نخاف ولا نتراجع أبداً، فنحن ابناء الحياة والحياة لنا».

الشيخ وسام السمروط: الإرهابيون لا يمثلون كلام الله ولا دعوته القائمة على المحبة والتسامح

ثم ألقى القاضي الشيخ وسام السمروط كلمة تحدّث فيها عن قدسية شهادة الشهداء الذين ارتقوا في مواجهة الارهابيين، لافتاً إلى أن الارهابيين لا يمثلون كلام الله ولا دعوته القائمة على المحبة والتسامح، وإنما هم طفرات مشوّهة للدين، وخطيرة على المجتمع.

كلمة مركز الحزب : رفقاؤنا نموذجاً للانتماء لأرض مقدسة وأمثولة ملحمية في سماء الأمة تضيء

وألقى ناظر الإذاعة في منفذية الكورة هنيبعل كرم، الكلمة المركزيّة نيابة عن رئيس الحزب وائل الحسنية جاء فيها:

نلتقي في ذكرى انتصار الدماء، انتصار الجراح وانتصار الشهادة، ويا لقاء الجرح كم عزيز!

يا طيبَ ثرى القامات المباركة، ويا شذى الجباه المعفّرة بالعزّ والإباء، يا لقاء الجرح كم عزيز!

نقبض على الجمر في غمرة الأسى، نردُّ الى البيادر قمحها، أجساد العابرين بالصّراع الى الحياة، نهزأ بالرّدى لأنّا الشهداء.

نومئ للموت أن تقدَّم، لأنّا الشهداء!

نعلو القمم، نطأ الذُّرى.. لأنّا الشهداء!

نكتب مجد لبنان لأنّا الشهداء.

قوافل قوافل إلى العزّ نسير، لأنّا الشهداء!

نقف في عيون عواصف الزمان أبطالاً صابرين مجاهرين مناضلين هاتفين تحيا بلادي حرّة عزيزة كريمة هنية سنية جماعة واحدة لا تقبل القبر مكاناً لها تحت الشمس.

التحية أولاً والتقدير والشكر والامتنان والتمجيد، لشهدائنا الأبطال، شهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي أينما كانوا وفي أي موقع مشرّف ارتقوا.

والتحية أولاً، وبالرتبة ومرتبة الشرف ذاتها لشهداء الجيش اللبناني البطل، أينما كانوا وفي أي موقع مشرّف ارتقوا.

والتحية اولاً، وبالرتبة مرتبة الشرف نفسها لشهداء المقاومة أينما كانوا، وفي أي موقع مشرّف ارتقوا.

هؤلاء جميعاً أبطال برتبة وطن، هؤلاء جميعاً قاتلوا ويقاتلون عدواً همجياً واحداً أينما كان على أرضنا وفي أي موقع كسرنا فيه رأسه وغطرسته بأقدام أبطالنا وجعلناه طعاماً لنمل الأرض.

والتحية اولاً، وبالرتبة ومرتبة الشرف ذاتها إلى الأرحام التي أنجبت، إلى أسر الشهداء جميعاً، الصابرين بتعب والحاضرين بهمّة.

إننا بهذه الارادة وهذا العزم والإيمان، نتألم ونجدّ ونكدّ ونقدّم التضحيات الغالية والعالية، ونبذل الأرواح والدماء والدموع والقلوب والأجساد والأموال، لكننا لا ننسحق، لأننا فخورون بجراحنا، لأنها جراح أعزاء لا جراح أذلاء.

في هذه الذكرى العزيزة، ذكرى أربعين رفقائنا الشهداء فادي وعلاء وجورج، واستشهاد أبطال جيشنا لا بدّ أن نضيء على بضع نقاط.

أولاً، أن ميزة الشهادة، استشهاد الأبطال الثلاثة ومن بعدهم استشهاد أبطال الجيش في مواجهة المجموعات الإرهابية، هي أنهم واجهوا إرهاباً مدعوماً دوليّاً، واجهوه على أرض كفتون وأسقطته أرض كفتون وشبابها الأبطال، واجهوه بصدورهم العارية وبقبضاتهم الباسلة وهزموه بوقفة العزّ تلك، وبشجاعتهم وحضورهم وما ملكوا من مواهب البطولة والكرامة، واجهوه وأفشلوه وانتصروا عليه كما وجنّبوا لبنان فتنة كبيرة، ودماً عزيزاً وخسائر فادحة كان من الممكن أن تُضاف الى خسائرنا الكبيرة في الأرواح والماديات التي تصيب لبناننا العزيز، هذه الشهادة هي بهذا الحجم وأكبر.

ثانياً، لقد أكدت هذه الشهادة عزم القوميين الاجتماعيين الذين تنادوا من مختلف المناطق ومن خارج الوطن وعرضوا الغالي والرخيص لمواجهة المجرمين وللذّود عن الكورة وعن الحزب والأهالي إذا لزم الأمر. وهذه كانت مسألة جدّية تعكس مدى الوعي والتصميم والغيرة والمحبة والحضور الإيجابي، والرغبة بالوقوف في الصفوف الأمامية في المواجهة.

وفي هذا السياق نذكر بأن موقف قيادة الحزب كان بأننا سلّمنا الأمر للدولة والجيش والأجهزة الأمنيّة لتقوم بدورها، لأننا أولاً لسنا قطّاع طرق فوضويين، ولأننا ثانياً لم نزل نؤمن بالدّولة في هذا الزمن الصعب رغم محاولات إضعافها وجعلها عاجزة منهارة.

إننا إذ نشكر هذه المؤسسات من جيش وقوى أمنية وقضاء، على سعيها وجديتها وسرعتها في كشف الإرهابيين والقبض عليهم والقضاء على بعضهم والاقتصاص منهم، نؤكد تمسكنا بمنطق الدولة القوية، لا دولة الدويلات والطوائف والعشائر والمناطق والمحاصصات، نؤكد أننا لم نزل نؤمن بضرورة إقامة دولة الوضوح كوضوح دماء الشهداء، لا دولة الوشوشات والغموض والوصايات والمساومات.

لم نزل نؤمن بضرورة إقامة دولة العدل لا دولة الفساد، دولة الحق والخير والجمال، الدولة المدنية القوية القادرة الحرّة التي تقف إلى جانب الحقِّ الوطني وترفع صوتها ويدها وسلاحها بوجه أي عدو بوضوح وجرأة وشجاعة كوضوح دماء شهدائنا وشهداء الجيش، فتحمي بذلك خيراتها وثرواتها وأرضها وبنيها بشرف وعزّ وكرامة.

نؤمن بدولة نحيا فيها حياة الأحرار لا حياة العبيد في سعينا اليومي، وفي سعينا الوطني من أجل مستقبل مشرقٍ مشرّفٍ لنا ولأولادنا ولأجيال لم تولد بعد، لأجل هذا نبذل الأرواح والدماء، لا شيء آخر ولا لشيء أقل، ولن يكون.

ثالثاً، إن هذه الشهادة كما سابقاتها، تؤكد من جديد أن العدوَّ متربص بنا، لا رحمة ولا شفقة في قلبه مهما ارتدى أثواب الحملان على المسارح السياسية والدبلوماسية، ونحن سنبقى رأس حربة في هذا الصراع طالما أن فينا دماء، في زمن قلّت فيه دماء الشرف عند كثيرين.

إن حربنا مع الإرهاب ومع أعداء الأمة، وبخاصّة العدو اليهودي هي حرب لا هوادة فيها، يقرّر استراتيجيتها وحركتها وحدودها سواعد الذين أقسموا أن الدماء التي تجري في عروقنا عينها ليست ملكاً لنا، بل هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها، كما وجدتها في دماء شهدائنا الأبرار وفي دماء شهداء الجيش المباركين.

إن هذه الدماء لها وحدها حقّ التقرير بين الخضوع للعدوّ تحت ضغط الإرهاب أو الاعتداء او التهديدات، وبين كسر هذا العدو بمسمّياته المتعدّدة لدحره من أرضنا، وإلى الأبد.

رابعاً، إن ميزة هذه الشهادة التي اختصرها الإعلام بخطوط عريضة، هي أن الدماء فيها هي دماء قومية وطنية جامعة، لا دماء طائفية تسكب على أرض الوطن كمن يصبّ الزّيت على النار.

خامساً وأخيراً، وهذا عهد ووعد وقسمٌ مكتوب على الجبين، نحن في الذِّود عن الكورة وعن الوطن كله، كنا ولم نزل وسنبقى، كما كان شهداؤنا الأبطال، مقدامين مبادرين إلى جانب جيشنا والمؤسسة العسكرية والأمنية، لم ترهبنا سكاكين الإرهاب سابقاً ولن ترهبنا اليوم، كما لم ترهبنا صواريخ العدوّ ولا دباباته وسمومه الكثيرة.

ولهؤلاء نقول إنَّ لنا في أنطون سعاده الشهيد القائد القدوة، مثالاً ومدرسة ونهجاً وسلاحاً وقضية، يزول العالم ولا تزول.

في هذه الذكرى، نجدّد الشكر والامتنان والاعتزاز بالشهداء فادي وعلاء وجورج، وسائر الشهداء الأبطال.

تحية العزّ القومي لكم أيها الأبطال الشجعان، عزاؤنا أن كلّ واحد منكم قد تجسَّد في ذاكرتنا، في ذاكرة لبنان والحزب والكورة، مثالاً للتضحية والبطولة والالتزام والشرف، ومثالاً للانتماء إلى أرض واحدة عزيزة على قلوبنا، وأمثولة ملحمية في سماء الأمة تضيء، أما الإرهابيون وأعداء لبنان، فإلى مزابل التاريخ.

تخلّلت المناسبة قصيدة عن الشهداء القتها ابتسام فارس وقصيدة ثانية ألقاها غسان عساف.

في الختام عُرض فيلم قصير يوثّق لحظات من حياة الشهداء: فادي وعلاء وجورج، ومن حياة شهداء الجيش السّتة، وتمّ توزيع دروع من خشب الزيتون حفرت عليها اسماء شهداء كفتون والجيش اللبناني والملازم الشهيد نديم سمعان والشهيد خليل فارس والشهيد جورج فياض، والتقطت صور تذكاريّة جمعت أهالي شهداء الحزب مع أهالي شهداء الجيش اللبناني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى