مقالات وآراء

الرزق الداشر يعلّم الناس الحرام والوطن الذي لا سلاح يحميه يصبح مستباحاً

} اياد موصللي

«نريد أن نسأل كما يسأل الملوك والأمراء والحكام خاصة في البلاد العربية. لماذا هذا السلاح بيد حزب الله وبعض المجموعات اللبنانية المنتمية الى أحزاب قومية ووطنية؟» سؤال كرّره مؤخراً الملك السعودي. كما كان قد فعل نظراؤه من قبل.

لماذا السلاح بيد حزب الله.. ويأتي الجواب أنه للدفاع عن البلاد ومحاربة «إسرائيل»!

«إسرائيل».. لماذا نحارب «إسرائيل»؟ وهل يحقّ لمجموعة وطنية وقومية ان تكون جيشاً محارباً ضدّ مجموعة «إسرائيلية» وجدت كلّ الترحاب وحسن الاستقبال والتعاون من قادة يحكمون هذه البلاد المسمّاة عربية

كلّ الترهيب «الإسرائيلي لم يثر الغضب الحقيقي والفعلي لمن أثارهم سلاح المقاومة. لماذا؟ لأنّ اليهود جاؤوا الى بلادنا وسكنوا مدننا بموافقة الملوك والحكام، وأسّسوا دولة قوية تضرب وتخرّب بتواطؤ وخنوع القادة

إذا تتبّعنا وجود الصهاينة واعتداءاتهم المتكرّرة المتنوّعة وعروضهم الخانعة الخاضعة استغربنا عدم وجود مقاومة مسلحة.

منذ البداية كانت النوايا غير صادقة لدى الملك عبدالله بن الحسين. والده وافق على أن يتوطن اليهود في فلسطين، وكذلك أخوه فيصل وكان قد وُعِد من قبل هيئة الأمم واليهود بأن يُضمّ إليه القسم العربي الذي يبقى من فلسطين بعد تقسيمها بين العرب واليهود ويولونه ملكاً عليها. بنى الملك عبدالله مواقفه كلها على هذا الأساس.

من سياقات كلّ ما مرّ حتى اليوم يتضح أنه ما من نظام كان يرغب او يريد فتح القمقم وإخراج المارد القومي المقاوم لتبقى هذه الأمة في طفولتها وسباتها العميق، ليبقى الزمام بيد سماسرة التاريخ الحديث أسوة بسماسرة الأزمنة الغابرة وليبقى مصيرنا دائماً على مائدة المصالح وصفقة من صفقات الاستمرار بالحكم تجعل من تلك الأنظمة أداة تحقيق الإرادة الدولية ومصالحها التي تتضارب في معظم مفاصلها مع تطلعاتنا وطموحاتنا ومصالحنا.

بعد كلّ ما مرّ أمامنا لدينا اقتناع راسخ أننا لم نكن جزءاً من مجهود حربي يساهم في إنقاذ فلسطين من أطماع اليهود بل فصل من فصول مسرحية التنازل عن فلسطين.

بدأت الآن فترة حصاد ما زرع وتطويب ما استملك فيصبح ملكاً يهودياً صرفاً تحت عنوان التطبيعوبكل صراحة وفصاحة ساروا في هذا الطريق. أمير البحرين وحاكم الإمارات وقّعا الاتفاقات وحرّرا صكوك الملكية. السعودية جدّدت شروطها عبر تصريحات تركي الفيصل وشهاب الدين اسوأ من أخيه. فقد كتب في جريدة «الشرق الأوسط» السعودية بتاريخ 22-9-2020:

«وضعت المملكة العربية السعودية ثمن إتمام السلام بين «إسرائيل» والعرب وهو قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس…»

من جهة اخرى قال وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان «إنّ المملكة ملتزمة بالسلام مع «إسرائيل» على أساس مبادرة السلام العربية»، وذلك في أول تصريح رسمي سعودي منذ الإعلان عن الاتفاق الإماراتي «الإسرائيلي».

وقال الوزير السعودي في مؤتمر صحافي في برلين: «انّ المملكة ملتزمة بالمبادرة العربية بوصفها السبيل الوحيد للوصول الى حلّ للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، ولتطبيع العلاقات بين إسرائيل وجميع الدول العربية».

وأوضح «انّ مبادرة السلام العربية التي وقعت عليها جميع الدول العربية عام 2002 تضمّنت تصوّراً كاملاً لإقامة علاقات بين «إسرائيل» وكافة الدول العربية بما فيها السعودية».

وأشار وزير الخارجية السعودي الى «انّ الشروط التي تضمنتها المبادرة لم تتحقق»، مشدّداً على «أنّ إقامة علاقات مع «إسرائيل» ستكون ممكنة اذا تحققت هذه الشروط».

وتضمّ مبادرة السلام العربية بنوداً تمنع تطبيع العلاقات مع «إسرائيل» ما دامت غير ملتزمة بإعادة الحقوق الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية.

ولم يعقّب بن فرحان بشكل مباشر على الاتفاق الاماراتي «الإسرائيلي»، غير أنه قال «أيّ جهود تنهض بالسلام في المنطقة وتفضي الى تعليق خطة الضمّ يمكن أن ننظر إليها نظرة إيجابية».

وما زال الأعراب يمارسون نفس أدوار العمالة، فبعد حرب لم يخوضوها أصبحوا سماسرة المفاوضات والتسويات وصكوك التمليك وتطويب فلسطين لليهود، لقد صنع الاستعمار من هؤلاء المشايخ والأمراء حكام دول وهمية، ليكونوا يوماً ما صوته وسوطه وهذا هو دورهم يمارسونه بإيمان وحماس، صدق القول الكريم: «والأعراب أشدُّ كفراً ونفاقاً».

هكذا نزحف خلف عدو وقح واضح النوايا الذي يعبّر عن أهدافه بهذا القول الذي ورد في بروتوكولات حكماء صهيون المجلد الأول حيث جاء فيه:

«عقيدة هذا الشعب المختار انه يستطيع ان يفسد العالم ويعطله ويخرّبه ويقيم على أنقاضه ملكاً يهودياً تلمودياً داوودياً يتفرّد بحكم العالم بأسره، وما الأمم والشعوب إلا حيوانات متخلفة العقل والذهن والفهم…»

عرف اليهود بعدوانيتهم من الآية الكريمة التي وردت في القرآن الكريم: «ولتجدنّ أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا…»

وقال السيد المسيح: «احذروا هؤلاء المرابين اليهود فإنهم يؤسّسون لمملكة الشيطان…»

وقال سعاده: «كلنا مسلمون لرب العالمين منا من أسلم لله بالقرآن ومنا من أسلم لله بالانجيل ومنا من أسلم لله بالحكمة وليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا ووطننا إلا اليهود».

بعد كلّ هذانجد من يسأل لماذا هذا السلاح في لبنان بيد حزب الله والمقاومة القومية والوطنية.

الحقائق واضحة ومثبتة

وفي هذا السياق فقد التقى وايزمن بالأمير فيصل في العقبة في الرابع من تموز 1918 بحضور الكولونيل جويس وهو ضابط بريطاني رافق وايزمن، ونتيجة هذا اللقاء رأى الأمير إمكان تنفيذ البرنامج الصهيوني إذا كان كما حدّده وايزمن.

 وكذلك فعل والده الشريف حسين الذي استجاب لفكرة إقامة اليهود في فلسطين. وكتب الشريف الى إبنه فيصل في العقبة وإلى أتباعه يخبرهم بأنه تلقى تأكيداً بريطانياً بأنّ وجود اليهود في فلسطين لن يتعارض مع استقلال العرب.

لا يمكن ان تكون الحقائق أكثر وضوحاً، لقد سرق الصهاينة بمساعدة عصاباتهم في جميع أنحاء العالم شعباً بأكمله، وأطلقوا على أنفسهم اسمإسرائيل») فلا التلاعب بالمعاني المزدوجة، ولا جبال الدعاية المؤيدة لـ »إسرائيل» ولا أدوار (الخروج) التي تذاع (بالراديو) ولا ملايين الأفلام من هوليوود التي تبيّن العرب إرهابيين متوحّشين، وتبيّن اليهود ضحايا أبرياءبقادرة على تغيير الحقائق الواضحة التي لا مفرّ منها.

الدعاية المؤيدة لـ »إسرائيل» والتي توحي بأنّ فلسطين كانت ارضاً خالية من السكان، فماذا يُقال لأكثر من مليون نسمة طُرِدوا منها منذ عام 1948.

لم يخف اليهود نواياهم وأعلنوها صراحة وبوضوح منذ القرن التاسع عشر بإقامة دولة يهودية واعتبار فلسطين قاعدتها، والتي حدودها من الغرب شمالاً الى النيل جنوباً زاعمين انها «موطن إسرائيل التاريخي الأول»، والتي رأوا أنها الوسيلة الوحيدة التي تؤدّي الى انتظام اليهود في سلك الأمم الأخرى، ومن أهدافها أيضاً قطع الصلة العربية بين فلسطين وامتدادها المجاور.

انّ الحدود التي طالب بها الوفد الصهيوني في مؤتمر الصلح في مذكرته المؤرّخة 3 شباط/ فبراير 1919 هي: «تكون حدود فلسطين تابعة إجمالا للخطوط المبيّنة كما يلي:

«أما شمالاً فيبتدّى الخط من نقطة البحر الأبيض المتوسط على مقربة من جنوبي صيدا ثم يسير على سفوح التلال أو الجبال اللبنانية حتى جسر القرعون ثم باتجاه البيرة فاصلاً بين حوضي وادي القرن ووادي التيم ومن هناك جنوباً فاصلاً بين السفوح الشرقية والغربية لجبل حرمون (الشيخ) حتى غرب بيت جن ثم شرقاً محاذياً القسم الشمالي من نهر المغنية حتى يصل الى الخط الحجازي ويكاد يتصل به من الجهة الغربية».

وأما شرقاً فيسير على مقربة من الخط الحجازي حتى ينتهي في العقبة. وأما جنوباً على خط الحدود مع الحكومة المصرية، واما غرباً فالبحر المتوسط». ولا تقتصر الحدود على هذه الأبعاد، بل يجاوزها التلمود الى أوسع منها، يقول «وايزمن في خطاب ألقاهُ في تشرين الثاني 1921 في كولون و 1932 في القدس – 1933 امام المؤتمر اليهودي:

 «(سوف تمتدّ حدود أرض «إسرائيل»، وتصعد الى جميع الجهات ومن المقدّر لأبواب القدس ان تصل الى دمشق).

«انّ العرب تركوا البلاد مهجورة حتى تخلفت حضارياً ولم يعد هنالك من علاج سياسي لا تصحبه خطة للتنمية، كان على اليهود أن يعملوا بدورهم في إطار كالقيد لأشكال جديدة من الحياة. وعلى ذلك فالعرب في حاجة الى مساعدة اليهود، ومن الممكن ان يعيش الشعبان في سلام، فهناك متسع كبير ومياه وفيرة وعلى ذلك فإنّ على العرب أن يميّزوا بين وطنهم القومي وحقوقهم في فلسطين

إنّ الوطن القومي للعرب يوجد في دمشق وبغداد بينما توجد الأماكن المقدسة لديهم في مكة والمدينة المنورة.

 لقـد ازدهرت ثقافة العرب في بغداد ودمشق وليس في القدس».

كما جاء في مذكرات وايزمن صفحة 318: «قمنا بتطواف واسع ننتقل من مكان الى آخر واجتزنا الحدود السورية الى لبنان وتوقفنا في عدة مواضع ونحن نرى المستعمرات النائية على الحدود، وكانت كل تلة من التلال وصخرة من الصخور برزت تستنطقني في هذه اللحظات وتوحي إليّ في كلّ ثنية من ثنايا الطريق ما علينا إنفاقه في هذه الأرض من عمل وجهد وتخطيط ومال قبل أن تصبح صالحة ليستوطنها العدد الكبير من اليهود».

ورغم كلّ هذه الأهداف المعلنة الواضحة لدى العدو نجد من يندّد بسلاح المقاومة ويطالب بنزعه وتعرية لبنان أمام عدو طامع واضح بشكل فاضح امتداد حدوده في لبنان.

وفي خطاب لأنطون سعاده في أول آذار 1938 قال: «ما أقوله في صدد لبنان والشام أقوله في صدد فلسطين، فالسياسيون الكلاسيكيون هناك لم يتمكّنوا من إيجاد أيّ دفاع مجد يصدّ الخطر اليهودي، لأنّ أساليبهم لا تزال من النوع العتيق المسيطر فيه الصفة الاعتباطية والأنانية والمغرّرة للشعب. ولا بدّ لي من التصريح في هذا الموقف أنّ الخطر اليهودي هو أحد خطرين أمرهما مستفحل وشرّهما مستطير. والثاني هو الخطر التركي. وهذان الخطران هما اللذان دعوت الأمة السورية جمعاء لمناهضتهما.

انّ الخطر اليهود لا ينحصر في فلسطين، بل يتناول لبنان والشام والعراق أيضاً، لا لن يكتفي اليهود بالاستيلاء على فلسطين، فلسطين لا تكفي لإسكان ملايين اليهود. الذين أثاروا عليهم الأمم النازلين في أوطانها وهم منذ اليوم يقولون: «الحمدلله أننا أصبحنا نقدر أن نمارس الرياضة الشتوية في أرض إسرائيل ويعني التزحلق على الثلج في لبنان، فليُدرك اللبنانيون ما هي الأخطار التي تهدّد الشعب اللبناني».

وكرّر سعادة التحذير في عام 1947 إذ قال: «لعلكم ستسمعون من سيقول لكم إنّ إنقاذ فلسطين، أمر لا دخل للبنان فيه. انّ إنقاذ فلسطين أمر لبناني في الصميم كما هو أمر فلسطيني في الصميم كما هو أمر شامي في الصميمانّ الخطر اليهودي على فلسطين هو خطر على سورية كلها. كلمتي اليكم هي العودة الى ساحة الجهاد».

يقول لورنس عن تلك الفترة في الصفحة 388 من كتابه أعمدة الحكمة السبعة: «لقد صدّق هؤلاء العرب رسالتنا وآمنوا بتحقيقها، فارتضوا الموت لأنفسهم في سبيلها».

أميركا اليوم متحمّسة بشكل جنوني لتحقيق أطماع «إسرائيل» وأحلامها مهما كان الثمن. والثمن باهظ على المدى البعيد، حتى قال رئيس الولايات المتحدة السابق باراك أوباما إنّ «إسرائيل» هي الولايات المتحدة وانّ الولايات المتحدة هي «إسرائيل» بصفاقة لا مثيل لها . لـ »إسرائيل» حلمها التاريخي بتحقيق وعد ربها لها «أرضك يا إسرائيل من الفرات الى النيل» وكأنّ رب «إسرائيل» هو غير رب العالم رب السماوات والأرض خلق الإنسان وسخّر له كلّ وسائل العيش والحياة الرحمن الرحيم أب البشرية العادل. رب «إسرائيل» كما عكسته لنا التصرفات والأعمال والأقوال اليهودية ليس هو الرب الذي نعبد ويعبدون، رب «إسرائيل» يأمرهم بقتل الآخرين وسحقهم وتدميرهم كما يقولون هم في كتبهم وفي «التلمود» تحديداً. والآخرون هم المسيحيون والمسلمون. ونظرة اليهود الى غيرهم من الشعوب يحدّدها «التلمود»، بوضوح وصراحة وكذلك أصبحت تعاليم «التلمود» مخططاً «لبروتوكولات حكماء صهيون» برامج محكمة يتمّ تنفيذ مراحلها بدقة متناهية، لأنّ متابعة الارتكابات اليهودية قبل الصهيونية وبعدها والتاريخ حافل بالمجازر والقتل والبطش مما يعكس أدبيات هذا الشعب ومعتقداته القائمة أساساً على الدم والذي تفسّره كتبهم بأنّ «الغوييم» أيّ الغوغاء قتلهم سبيل لنيل الرضى والبركة الإلهية حيث جاء في البروتوكول الثاني ما حرفيته «فكلّ ضحية منا أنها تضاهي عند الله ألفاً من ضحايا الغوييم». لهذا يقصفون المدنيين ويقتلونهم أطفالاً ونساء ورجالاً، قتل الآلاف من الغوييم هو تعويض عن الأفراد من شعب الله المختار.

المخطط ذاته من بريطانيا إلى أميركا

انّ هدف «إسرائيل» الذي تعمل اليهودية العالمية بأجهزتها السياسية والاقتصادية العلنية والخفية لتحقيقه هو السيطرة على العالم. إنّ ما يجري اليوم هو جزء من ذلك تعمل أميركا جاهدة لتحقيقة تحت شعار «الشرق الأوسط الجديد» فماذا تريد أميركا من حربها هذه، سؤال يعود بنا الى سؤال قبله ما الذي كانت تريده بريطانيا عندما أعطت وعد بلفور وماذا كانت تريد إيطاليا عندما أيّدت ذلك الوعد المشؤوم، إنه المخطط ذاته. المخطط الصهيوني الذي نصب شبكة حول البيت الابيض الأميركي وأحاطه بـ «لوبي» يرسم السياسة العليا لرؤساء الولايات المتحدة ويدفع بهم إلى تنفيذ كلّ ما يؤدي الى تحقيق الأحلام اليهودية. من إنشاء الدولة الى تدعيم وجودها الى بسط سيطرتها. «إسرائيل» كانت تحلم بأن يكون جنوب لبنان جزءاً من حدودها وعملت جاهدة من اجل تحقيق ذلك وتعثرت جهودها ورغم المحاولات استقرّت حدود «إسرائيل» كما حدّدها قرار التقسيم وما فرضته بالقوة والتمدّد.

تحاول «إسرائيل» اليوم أن تعيد رسم حدودها كما هي في وعد ربها لها كما تزعم. وترسمها سياسياً إن لم ترسمها جغرافياً. «الشرق الأوسط الجديد» والذي قالت وزيرة خارجية أميركا السابقة كونداليسا رايس خلال حرب تموز ـ آب 2006 إنّ ما يجري في لبنان اليوم هو مخاض ولادة. إنه نفس مشروع «أرضك يا إسرائيل من الفرات الى النيل».

وتبرز أطماع «إسرائيل» التوسعية بأكثر من موقف ولعلّ ما أورده نور الدين مصالحة في كتابه «إسرائيل الكبرى والفلسطينيون ـ سياسة التوسع». الصادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2001، وقد أورد هذا النص أنطوان بطرس في كتابه «قصة محاكمة أنطون سعاده وإعدامه». ومما جاء فيه:

«شجّع الاجتياح العسكري الإسرائيلي للبنان سنة 1982 الكثيرين من اليهود المتديّنين على مناقشة أوامر (الهالاخاه) الملزمة للتوسع الإقليمي تجاه لبنان مهما يكن الثمن. وزعم هؤلاء اليهود المتديّنون انّ أراضي واسعة من لبنان إنما هي ملك لسبط اشير التوراني وحتى بيروت عبرنت الى بنيروتباللغة العبريةايّ بنر واصدر اعضاء من حاخامية الجيش الإسرائيلي منشوراً استشهد بـ»ميراث اشير من سفر يشوع». وفي أيلول من تلك السنة نشرت مجلة «غوش ايموتيم» نيكوداء (النقطة) دراسة ليهوذا اليتسور يدّعي فيها انّ أخطر تشويه لحدود «إسرائيل» كان في الشمال، وفي الشهر التالي أكدت دعاية مدفوعة من «غوش ايمونيم» تأييداً لاجتياح لبنان انّ الجنوب اللبناني كان جزءاً من «ايرتس يسرائيل»، وانّ حرب 1982 أعادت ممتلكات سيطي نفتالي»، وأشير الى حدود «إسرائيل». وفي الشهر نفسه ردّد متطرفون يهود الادّعاء ذاته في كتاب بعنوان «هذا الجبل الطيب» لبنان وأعلن الحاخامون يعقوب اربيئيل ودوف ليثور ويسرائيل اريئيل، اضافة الى متطرفين انّ الجنوب البناني انما هو من اراضي اسباط زيولون واشير ونفتالي الإسرائيلية، وذهب يسرائيل اريتيل الى أبعد من ذلك مؤكداً انّ حدود أرض «إسرائيل» تشمل لبنان حتى طرابلس في الشمال وسيناء وسورية وجزءاً من العراق وحتى جزءاً من الكويت. ودعا في الشهر نفسه الى ضمّ واستيطان معظم أرض لبنان وعاصمته بيروت الى «إسرائيل» مهما كان الثمن.

«بيروت هي جزء من أرض إسرائيل لا اشكال حول هذا. وبما انّ لبنان جزء من أرض إسرائيل يجب التصريح بأن لا نية لنا بالمغادرة، يجب ان يعلم انّ لبنان هو لحم من لحمنا. مثل ما هي تل أبيب وحيفا. واننا نفعل هذا باسم حق السلطة الخلقية الممنوحة لنا في التوراة. وكان على قادتنا دخول لبنان وبيروت مهما يكن الثمن من دون اعتبار لإصاباتنا لأننا نتكلم عن انتزاع أرض إسرائيل، يجب تحويل مياه الليطاني فوراً الى نهر الأردن».

 انّ الخطوات التي تسير عليها دول الخليج تبدأ بمحاربة القوة التي سوف تجابه المخططات الإسرائيلية التي تشكل السعودية وبعض دول الخليج غطاءها وترسها. لذلك تشتدّ الحرب والإجراءات ضدّ المقاومة اللبنانية التي تجمع حزب الله والقوميين الاجتماعيين والفلسطينيين والأحرار الآخرون من الأنقياء

يقول لينين في رسالته الى مؤتمر السلم العالمي عام 1932:

«اننا لا نعطي للجماهير اية فكرة واضحة عن الأسباب التي تؤدّي الى انفجار الحرب والأسباب التي تقود اليها. ومن واجبنا ان نوضح للمواطنين الوضع الحقيقي وان نكشف لهم النقاب عن اسباب النزاعات».

السلاح عنوان لوقفات العزّ

لماذا سلاح حزب اللهسلاح حزب الله هو عنوان لوقفة العزّ

كلّ الحسابات ضبطت بدقة حتى أنّ أدوار كلّ حكومة وكيلة من حكومات العمالة العربية أنيط بها دور، ولكن ما لم يضبط هو أنّ حساب الحقل لم يطابق حساب البيدر وكانت المقاومة اللبنانية هي الرقم الصعب الذي لم يتماش في عملية الطرح والضرب والقسمة، ولكنه كان الرقم الأساس في عملية الجمع فأجهض كلّ المخططات والمخاضات وولدت كونداليسا رايس «فأراً» لأنها لا تقرأ جيداً.

«إذا الشعب يوماً أراد الحياة

فلا بد أن يستجيب القدر»

ويقول سعاده: «ان طريقنا طويلة وشاقة لأنها طريق الحياة وأبناء الحياة ولا يثبت عليها إلا الأحياء وطالبو الحياة أما الأموات وطالبو الموت فيسقطون على جوانب الطريق.. عوا مهمتكم بكامل خطورتها ولا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل…»

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى