رغم الألم الذي يعتصر القلوب.. النسوة صمدنَ لدعم الرجال في حرب النار فكان النصر المشرّف
بطولات سورية تحيي الروح
رشا رسلان
جهود الفعاليات السورية مجتمعية وأهلية وعسكرية من الجيش السوري شكل مشهداً وطنياً ومؤثراً في مسار عمليات إخماد الحرائق التي طالت مساحات واسعة من ريف محافظة اللاذقية إلى جانب الجهود الكبيرة لرجال الإطفاء والدفاع المدني وعناصر من الجيش العربي السوري ما يؤكد مجدداً أهمية التعاون والتشاركية في كل المواقف على المستوى الوطني.
كاميرا سانا رصدت جانباً من مساهمة الأهالي إلى جانب رجال الإطفاء في إخماد الحرائق في الريف الشمالي، حيث قال رفيق جليكو من سكان قرية النملة إنه ما من كلمات تصف الحزن الذي خيم علينا ونحن نشاهد الرماد يتطاير في كل مكان ورائحة الحرائق التي عمت جميع المناطق لكن وحدة الأهالي وتضافر جهودهم في إخماد الحرائق يعكس الروح الطيبة والقيم النبيلة التي نشأنا عليها وينبغي على الجميع أن يكونوا يداً واحدة للمساعدة ومواصلة الحياة لأن إرادة الحياة أقوى.
“ألسنة اللهب التي كانت تلسع وجوهنا ورائحة الدخان التي كادت تخنقنا أمر لا يمكن وصفه“، هكذا عبر كل من علي داؤود وفادي ديوب من سكان قرية الفجر عن مواجهة الحرائق المشتعلة ورويا كيف اجتمعا مع مجموعة من الشباب عند رؤية النيران تقترب منهم وكيف عملا على فتح خطوط نار بين الغابات الحراجية وأراضي القرية والتبريد بالمياه بينما تولى الرجال الكبار تأمين خروج النساء والأطفال والعجزة حرصاً على سلامتهم لحين وصول سيارات الإطفاء والبلدوزرات التي لبت نداءنا رغم الضغط الهائل في مشهد مؤلم تخفق له الروح.
منير رزوق مختار قره فلاح تحدث عن الجهود الجبارة لأبناء قرى الفجر والضحى والزيتونة وقره فلاح والمناطق المجاورة الذين اندفعوا من دون أي تردد او تقاعس لمساعدة طواقم الإطفاء ووقف النيران التي كانت تشتعل بوتيرة سريعة مصدرها منطقة أم الطيور وبدأت الاقتراب من منازل الأهالي مع حلول مساء يوم أول أمس، وزادها سوءاً تغير اتجاه الرياح.
طارق الحطاب رئيس مركز حماية الغابات في قسطل معاف قال: لقد تمكنا من إخماد الحرائق التي كانت تنتشر بسرعة جنونية وتلتهم الغابات الحراجية على الطريق الواصلة بين قريتي الفجر وقره فلاح بفضل جهود العمال وتقاسم المهام ومساعدة الأهالي.
وأكد استنفار جميع العاملين بالمركز وتوزعهم في مواقع اندلاع الحرائق لمراقبتها والإبلاغ عن أي مستجدات بعد إخمادها، مبيناً أن “الوضع حالياً تحت السيطرة لكن لا بد من توخي الحذر والبقاء في حالة جهوزية تامة خوفاً من هبوب الرياح القوية مرة أخرى”.
علي درويش مرافق إطفائية أكد أن الرياح الشرقية وسرعتها كانت العقبة الأكبر في وجه الجميع وبذلنا ما بوسعنا لتطويق النيران باستخدام المناجل والأمشاط والمناشير الكهربائيّة إلى جانب البلدوزرات لفتح خطوط نار وقال “كان الخطر يحيط بنا من كل جانب والنيران تشتعل على كل الجهات ولا سيما أننا كنا على الخطوط الأماميّة وفي مواجهة مباشرة مع ألسنة اللهب”.
قره فلاح
واستذكر نوار قره فلاح عامل إطفاء في دائرة الحراج اللحظات الحرجة التي قضاها مع مجموعة من زملائه في أحد الوديان في منطقة ام الطيور بعد أن حاصرتهم النيران وتمكنوا من النجاة بأعجوبة بعد إصابات متنوعة جراء النيران واستنشاق الدخان الكثيف.
السيدة انتصار رزوق من قرية الفجر رفضت الخروج وآثرت البقاء مع مجموعة من النسوة لمساعدة الشباب في نقل الماء وفتح خطوط نار باستخدام الأمشاط التي زودهم بها عمال الحراج ومد خراطيم المياه إلى أطراف القرية لتبريدها ومنع النيران من الوصول إلى الأراضي الزراعية والمنازل. وقالت إنه “لشرف كبير لنا أن نقف إلى جانب رجالنا لحماية أرضنا وممتلكاتنا”.
شرف الدين
العامل حسين شرف الدين من مديرية حراج ريف دمشق الذي وصل إلى اللاذقية مع زملائه منذ مساء يوم الجمعة لمؤازرة طواقم الاطفاء عبر عن أسفه الشديد لما الم بغابات اللاذقية مشيراً إلى أن وعورة الطرقات وكثافة الاشجار والدخان وارتفاع السنة اللهب في بعض المناطق زادت من خطورة الوضع وحدت من امكانياتنا للتقدم والتصدي للنيران لذا كنا نواجهها بالمياه وفتح خطوط النار.