أولى

بعد عام على 17 تشرين

منذ قرابة عام خرج الشعب اللبناني الى الشوارع والساحات بعشرات الألوف في صرخة غضب بوجه الفساد والسياسات المالية والاقتصادية، وبدا بوضوح من اللحظة الأولى وفتح البث المباشر لقنوات تلفزيونية ذات حسابات وسياسات معلومة الهوى والهوية لتظهير مجموعة محددة من الجمعيات والمنظمات المعروفة التمويل والسقوف كقيادة للشارع الغاضب. وما تراكم خلال أيام من تكامل ثنائي التلفزيونات والجمعيات أننا أمام محاولة لتكرار مشهد الربيع العربي وأن الهدف واضح وهو تحويل حركة الشارع نحو سلاح المقاومة.

خلال سنة تظهرت الصورة بوضوح أكبر وزادت معاناة الناس أكثر وأكثر وصولاً الى بلوغ الوضع الاقتصادي الى الحضيض وتراجع قدرة الناس على العيش. وها هي الأدوية مفقودة والغلاء الفاحش ينهب المداخيل والودائع المصرفية تبخّرت والبطالة توحشت ولكن أداء الذين وضعوا يدهم على غضب الناس واستثمروه وقد انفضح مشروعهم خسروا دعم الشارع وتجاوبه، رغم الزخم الذي وفّره تفجير مرفأ بيروت لغضب الناس.

في تعبير درامي عما آل إليه الوضع هو أننا بعدما رأينا رئيس الحكومة الذي كان يومها على رأس الحكومة يستقيل في ظل إعلان القادة الجدد عن انتصارهم، نراه اليوم المرشح الأوحد لترؤس الحكومة الجديدة وبقبول شعبي وسياسي، بما يكفي لإعلان هزيمتهم.

ضياع الفرصة التغييرية التي فتحتها انتفاضة الغضب في 17 تشرين بقدر ما هو تعبير عن صورة سلبية فقد الشعب اللبناني معها فرصة للتغيير هو تعبير إيجابي عن وعي الشعب الذي منع تحويل غضبه إلى أداة لتخديم مشاريع مشبوهة وأخذ العبرة من تجارب الربيع العربي التي جلبت على البلاد العربية الفوضى والفتن والخراب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى