أولى

الداعوق: رحيل روبرت فيسك خسارة كبيرة للبنان وفلسطين والعرب… وللصحافة الحقيقية الجادّة

 

أعرب قنصل إيرلندا العام في لبنان خالد الداعوق عن الأسف الشديد لرحيل الصحافي البريطاني روبرت فيسك، يوم الأحد الفائت في منزله في العاصمة الإيرلندية دبلن، عن عمر ناهز 74 عاماً، بعد إصابته بسكتة دماغية.

ولفت الداعوق في بيان أمس إلى أنّ الراحل هو أشهر المراسلين الصحافيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والبلقان لسنوات طويلة، وقد حصل على جائزة أفضل صحافي بريطاني سبع مرات، وفاز بالعديد من الجوائز عن أعماله المميّزة وتغطياته الميدانية المباشرة للكثير من الأحداث والمحطات التاريخية في الشرق الأوسط منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث كان يوجّه الانتقادات اللاذعة والقاسية للولايات المتحدة و»إسرائيل» بشكل خاص والسياسات الخارجية للدول الأوروبية والغربية عموماً.

أضاف الداعوق: كان فيسك شاهداً على أبرز حروب العرب ومآسيهم خلال السنوات الأربعين الماضية، حيث أقام في بيروت منذ العام 1976، وغطّى الحرب الداخلية في لبنان، والاجتياحات الإسرائيلية منذ 1978 و 1982 ومجزرة صبرا وشاتيلا وصولاً إلى التحرير عام 2000 ثم عدوان 2006. ووثق تلك المرحلة في كتابه الشهير «ويلات وطن».

كما غطّى الحرب السوفياتية في أفغانستان، والثورة الإيرانية عام 1979، والحرب العراقية ـ الإيرانية 1980 ـ 1988، وبعدها حرب الخليج عام 1990.

ويُعدّ فيسك أحد أبرز الصحافيين العالميين المؤيدين للقضية الفلسطينية، وشارك في تغطية حرب غزة 2008، وتحدّث عن مجازر الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين، وكتب العديد من التحقيقات الهامة جداً وساهم في كشف الكثير من جوانب السياسات الأميركية والأوروبية والإسرائيلية ضدّ المنطقة العربية، ووضع كتاباً بعنوان «الحرب العظمى من أجل الحضارةغزو الشرق الأوسط»، وناصر فلسطين ولبنان والعراق وسورية التي وقف معها وكتب عنها الكثير في مراحل عديدة وخاصة خلال السنوات الماضية في مواجهة «الحرب الكونية» كما وصفها فيسك نفسه.

وكان من أشدّ المعارضين لما يُعرف بـ «صفقة القرن» التي أعدّها للمنطقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ علق عليها بالقول «إنّ خطة ترامب قالت وداعاً لحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، ووداعاً للقدس عاصمة لفلسطين، ووداعاً للأونروا، لكنها رحّبت بالاحتلال الصهيوني الدائم للضفة الغربية والضمّ الكامل للمستوطنات الإسرائيلية التي أقيمت هناك منتهكة القانون الدولي».

وقد نعى الرئيس الإيرلندي مايكل دي هيغنز مواطنه وصديقه الشخصي قائلاً: «لقد أصبتُ بحزن شديد عندما علمت بوفاة روبرت فيسك». أضاف: «بغيابه، فقدَ عالم الصحافة والمتابعة الجادّة لشؤون الشرق الأوسط واحداً من أهمّ أركانه». كما غرّد رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن على «تويتر» قائلاً: «لقد حزنت لسماع نبأ وفاة الصحافي روبرت فيسك. كان شجاعاً ومستقلاً في تقاريره، مع فهم عميق لتعقيدات تاريخ الشرق الأوسط. وساعد العديد من الناس على فهم تلك التعقيدات بشكل أفضل. فليرقد بسلام».

يُذكر أنّ فيسك كتب أطروحته للدكتوراه عن «حياد إيرلندا» خلال الحرب العالمية الثانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى