الوطن

بوتين والأسد يناقشان عبر الفيديو تذليل العقبات لعودة اللاجئين: معظمهم يرغبون بالعودة والعقبة الأساسيّة هي الحصار والإرهاب

أهالي «مورك» يعودون إلى منازلهم بعد انسحاب قوات الاحتلال التركيّة منها.. والحكومة السوريّة ستساعد السكان على إعادة بناء منازلهم

 

اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن «الأولوية أمام الحكومة هي عودة النازحين إلى سورية، ومن الضروري أن يعالج مؤتمر اللاجئين هذه القضية بدءاً من الأسباب»، وأضاف أن الجزء الأكبر من اللاجئين يرغب بالعودة إلى سورية والعقبة الأكبر بالنسبة إليه هو الإرهاب والحصار.

الرئيس الأسد وخلال لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، عبر تقنية الفيديو، أمس، أشار إلى أن الحكومة السورية متحمّسة للخروج بنتائج عملية من مؤتمر اللاجئين، مؤكّداً وجوب «إنهاء الحصار الظالم واللاشرعي، لتتمكّن الدولة السوريّة من تأمين العودة لمواطنيها»، واعتبر الأسد أن مؤتمر اللاجئين سيكون بداية حل لهذه المشكلة.

من جهته، أكّد الرئيس الروسي خلال الاتصال، أن حجم الكارثة الإنسانية في سورية لا يزال كبيراً، مشيراً إلى أن روسيا ستواصل بذل الجهود لتهدئة الوضع في سورية.

وقال بوتين إن «روسيا تؤيد عقد مؤتمر دولي حول اللاجئين، والوفد الروسي سيكون من أكبر الوفود مشاركة».

وأضاف أن «هناك أكثر من 6.5 مليون لاجئ خارج سورية معظمهم مواطنون قادرون على العمل، واللاجئون الشباب يمكن أن يشكّلوا تهديداً للدول المضيفة من خلال الوقوع تحت تأثير المتطرفين».

ووصف بوتين العمل الجاري ضمن صيغة أستانا بشأن سورية بـ»الفعال»، وأضاف «حققنا معاً الكثير وتمّ القضاء على بؤر الإرهاب».

ومنذ عام 2017 تجري في نور سلطان (أستانا سابقاً)، محادثات حول الشأن السوري في إطار ما يُسمّى بصيغة أستانة، وفي كانون الثاني/ يناير 2018 استضافت مدينة سوتشي الروسية مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي كان أول محاولة منذ بداية الصراع لجمع مجموعة واسعة من المشاركين في منصة تفاوض واحدة.

وكانت النتيجة الرئيسيّة للمؤتمر قرار إنشاء لجنة دستوريّة، تعمل في جنيف وتتمثل مهمتها الرئيسيّة في إعداد الإصلاح الدستوريّ.

وفي سياق متصل، أعرب السفير الروسي في سورية ألكسندر يفيموف عن قناعته بنجاح مؤتمر اللاجئين المزمع عقده في دمشق، وأشار إلى أنه يجري العمل في موسكو على وضع إجراءات جديدة للدعم المادي لسورية.

وفي حوار مع صحيفة «الوطن» السورية، أضاف مبعوث الرئيس الروسي الخاص لتعزيز العلاقات مع سورية، أن ثمة عدداً كافياً من الذين يتشابهون مع بلاده في التفكير، وأوضح أنه «في الوقت نفسه يوجد هناك أيضاً من يحاول، ومنذ لحظة الإعلان عن خطط عقد المؤتمر، تعطيله أو تشويه سمعته بكل الطرق الممكنة».

وأعرب السفير الروسي عن اعتقاده بأن مؤتمر اللاجئين الذي سيعقد في دمشق الأربعاء المقبل، «سيشكل خرقاً للحصار الدعائيّ والإعلاميّ الغربيّ ضد القيادة السوريّة، وسيمكنها من الوصول إلى السوريين الذين يسعون حقاً للعودة، لكنهم يتحفظون على ذلك بسبب مخاوف موضوعية أو مصطنعة من أحد ما».

وأضاف أن المؤتمر «مصمم على دعم جهود أولئك المهتمين حقاً بمصير ورفاهية جميع السوريين، إضافة إلى الموجودين خارج سورية نتيجة الحرب» وأنه سيشكل «منصة لمناقشة موضوعية لمجموعة كاملة من القضايا المتعلقة بمساعدة السوريين في العودة إلى ديارهم، واستعادة وحدة الشعب السوري».

وفي سياق آخر، أشار السفير الروسي لدى دمشق إلى أنه يجري التحضير «بشكل معمّق ودقيق لعقد الاجتماع الدوري الجديد للجنة المشتركة الروسيةالسورية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني في دمشق، كما يجري حالياً العمل في موسكو على وضع إجراءات مختلفة جديدة للدعم المادي لسورية».

وأعرب عن أمله بأنه «سيتم اتخاذ قرار نهائي بهذا الشأن قريباً».

وأشار يفيموف إلى أن بلاده تبذل كل الجهود لدعم سورية، وقال إنها «تزوّدها بالقمح مجاناً، حيث زوّدتها بنحو مئة ألف طن خلال عام 2020، وذلك على الرغم من الظروف التي تواجهها روسيا نفسها جراء تداعيات العقوبات الغربية ووباء كورونا».

وأضاف أن روسيا تعمل في مختلف المحافل الدولية «بهدف مواجهة ظاهرة العقوبات الأحادية الجانب، التي تعاني منها روسيا أيضاً» وأوضح أنها تنتهز كل فرصة لتظهر للعالم «الطبيعة غير القانونيّة وشبه الإجراميّة للعقوبات الغربية، والتي بسببها يحرم المواطن السوري، وتحت ذرائع مصطنعة تماماً من الحصول على العديد من السلع الأساسية والأدوية ومواد البناء وقطع الغيار والوقود وغيرها من الموارد المهمة الأخرى».

على صعيد متصل، بدأ أهالي مدينة مورك السورية بالعودة إلى منازلهم وأراضيهم الزراعية، بعد مغادرة جنود الاحتلال التركي نقطة مراقبته في المنطقة.

وسيطرت قوات الاحتلال التركيّة من خلال نقطة المراقبة على المدينة ومحيطها، ولم تغادرها حتى بعد طرد القوات السورية المسلحين من المدينة الصيف الماضي، ورفضت تركيا سحب نقطة المراقبة في ذلك الوقت.

من جهتها، قالت ميس مصطفى وهي من سكان المدينة: «لفترة طويلة لم أرغب في العودة إلى مورك بسبب نقطة المراقبة التركية، وأثناء وجودها هنا لم أكن أشعر بالأمان، كنت أخشى ألا أعود إلى أسوار موطني أبداً، ولكن الحمد لله الحكومة السورية قامت بذلك حتى غادر الأتراك».

ووصلت الدفعة الأولى من الحافلات وهي تقل 350 عائلة إلى مورك، من الذين أجبروا على مغادرة المدينة خلال القتال، وتعمل السلطات على إعادة بناء البنية التحتية للمدينة، وتوفير الخدمات الاجتماعية.

من جهته، قال محافظ حماة محمد طارق كريشاتي للصحافيين: «الحكومة ستساعد السكان على إعادة بناء منازلهم وسنفتح المدارس والمستشفيات».

وأخلت القوات التركية مطلع الشهر الحالي، وبشكل نهائي نقطة المراقبة التي أنشأتها في بلدة مورك في ريف حماة الشمالي قبل أعوام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى