ثقافة وفنون

الروائيّة الفلسطينيّة سلوى البنا لـ«البناء»: القاسم المشترك في كل ما كتبت هو فلسطين الأدب متعة وراحة للقلب شرط أن لا يكون سلاحاً للهدم

علي بدر الدين

الأديبة الروائية والقصصية والإعلامية، سلوى البنا، ليست بحاجة إلى تعريف، لأنّ شهرتها سبقتها الى التحليق عالياً في فضاء عالم الأدب والرواية والقصة، وعلى الخريطة العربية والدولية، لغزارة نتاجها وتميُّز كتاباتها التي تحاكي الإنسان والقضية.

وجهتها، فلسطين دائماً، وهي المسكونة في عقلها، وروحها، وقلبها، الذي ينبض حباً وعشقاً لفلسطين الحبيبة.

التقت «البناء» الروائية الفلسطينية، وسألتها، كيف تعرّف سلوى البنا نفسها للقارئ؟

ـ فلسطينية لا تزال تقبض أصابعها على جمر القضية وتصوغها عشقاً بحجم وطن.

نسألها: من الصحافة الى الأدب، وتحديداً الرواية والقصّة القصيرة، أين وجدت سلوى نفسها أكثر؟ وما هو الرابط برأيك بين الأدب والصحافة؟

أجابت: الأدب هاجسي كان ولا يزال منذ طفولتي، من بداية تشكيلي للحروف.

في الحقيقة هو موهبة تحاكي الحلم، تولد مع صاحبها وتُصقل بالممارسة، وتُغنيها التجارب ويُنضجها انصهار الكاتب فيها وتماهيه مع عوالمها. لقد كتبت القصة القصيرة والرواية وأنا طالبة في الإعدادية والثانوية،

حتى في طفولتي المبكرة كنت أختفي لساعات في ما يسمّى «تتخيتة»، وأترك لخيالي العنان ليصوغ مغامرة مشوّقة أقرب الى قصة قصيرة، وهذا ما أعنيه بالحلم، ترابط الخيال مع الصورة وترجمته لحروف، وضخ الروح فيها لتنبض الحياة بالشخوص والأمكنة.

لذا لا أستطيع القول إنّ الصحافة سبقت الأدب وإنْ كانت في تجربتي قد أضافت وأغنت الأدب، على عكس ما يعتقد البعض بأنها تنعكس سلباً على الأدب.

{ كيف ومتى ولد أوّل عمل إبداعي لك؟

ـ أول عمل أدبي مطبوع، كان رواية «عروس خلف النهر»، وهي أقرب الى القصة الطويلة، منها الى الرواية، وتتناول في أحداثها تجربتي الشخصية، في النضال والشهادة من خلال ارتباطي بالمناضل المقاوم ابراهيم اسطمبولي، الذي اغتاله العدو الصهيوني قبل زواجنا بأسبوع.

بهذا العمل أردت أن أكرّس وجود الشهيد في نبضي، وهذا ما حدث فعلاً، فهو لا يزال حياً في داخلي ويرافقني في كلّ محطات حياتي.

من تلك الرواية انطلق قلمي ليخط لاحقاً «الآتي من المسافات» و «مطر في صباح دافئ» و «امرأة خارج الزمن» و»عشاق نجمة» و»ست الحسن» عدا المجموعات القصصية.

 القاسم المشترك في كلّ ما كتبت، هو فلسطين بمعنى الالتزام بالقضية.

أعتقد أنّ أحدث أعمالي رواية «عشاق نجمة» ورواية «ست الحسن» تعدّى إطارهما حدود فلسطين ليضيء على واقعنا العربي والهجمة الشرسة التي تستهدف تمزيقه وتفتيته وابتلاعه وتحديداً سورية ولبنان.

«ست الحسن في ليلتها الأخيرة» تشكل بداية مرحلة جديدة في حياتي الأدبيّة بكلّ المقاييس.

{ ماذا يعني لك الالتزام بالأدب، وأين هو الآن في الرواية الحديثة؟

ـ أعتقد أنّ السؤال، كان يجب أن يكون أين هو الإبداع اليوم، أين هي الرواية؟

لقد تمّ اغتيال الرواية من خلال هدم ثوابتها واعتماد النص المفتوح، وبالتالي تعمّم عنوان الإبداع ليطال كلّ ما تنتجه الأقلام الركيكة ما أفقد الكلمة أهمّ مضامينها، التغييب هنا ليس عفوياً بالتأكيد، أما الالتزام بمعنى محاكاة الأدب لقضايا الناس، فقد أصبح موضة قديمة إذا صحّ التعبير، تعرّض صاحبها للنقد وهذا أيضاً ليس عفوياً.

المطلوب تفريغ الأدب من أهمّ عناصره، وهي التنوير الفكري وشحذ العقول، والحفاظ على مقوّمات الوطن والأمة.

صحيح أنّ الأدب متعة، وراحة للقلب، شرط أن لا يكون سلاحاً للهدم.

{ ما هو جديدك؟

ـ عملي الجديد، يشكل إضاءة صارخة على تجربة بحجم عمرٍ مزروع بكلّ ألوان الحياة، من نجاحات وفشل وومضات حزن ومحطات فرح.

لا أستطيع الآن أن أضع له اسماً أو هوية، أترك لقلمي حرية مطلقة ليشكل هذا المولود الجديد.

***

من مؤلفاتها الروائية: عروس خلف النهر، الآتي من المسافات، مطر في صباح دافئ، المأمور، إمرأة خارج الزمن، عشاق نجمة.

في القصة: الوجه الآخر، كوابيس الفرح، حذاء صاحب السعادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى