الوطن

قبلان: البلد لن يُترك للمرتهنين والمراهنين مهما كانت الأثمان

 

رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان «أن البلد مكشوف ومهدّد أمنياً واقتصادياً واجتماعياً، وهناك من يرعى ويموّل وينظم ويدير شبكات وظيفتها منع قيام الدولة والوصول بالبلد إلى الفتنة، لهؤلاء نقول: إذا كنتم تعتقدون بأن التجويع والاستنزاف المالي واللعب بالسوق السوداء وإطباق الحصار أكثر والتهديد بالويل والثبور، يدفع بحواضن المقاومة للتخلّي عنها، فأنتم واهمون»، مؤكداً أن «المقاومة تعني لبنان الكرامة والسيادة، تعني الأمن والأمان، تعني الانتماء الوطني الحقيقي وليس المقنّع، تعني الضمانة الضرورة لا بل الواجبة في ظل هذه العاصفة الأميركية الإقليمية التي تتعامل مع لبنان وشعبه بعقلية الدواعش».

ودعا في بيان أمس «إلى عدم المقامرة، والتأكيد اليوم وغداً وفي كل حين، على ضرورة إنقاذ البلد وحماية مشروع الدولة، وتأكيد العيش المشترك والسلم الأهلي، فالأوضاع كارثية، والبلد مقبل على أصعب مما نحن فيه، لا ماء ولا كهرباء ولا محروقات ولا دواء ولا طحين ولا مستشفيات ولا أدوات طبية، البلد في مهب الريح، والناس تحت عصف المجاعة، في حين أن من سرق البلد، وصادر أموال المودعين، وحوّلها إلى حسابه وحساب أزلامه يصرّ على رفع الدعم وخنق الناس».

وتابع «هناك من يتعاطى مع عملية تأليف الحكومة، وكأن البلد بألف خير، يماطل ويسوّف ويفرض الشروط ويمارس التعطيل والعرقلة ويطالب بالحصص. جنى عمر الناس لم يسلم من جشعكم، من بطركم، من سوء إدارتكم، من تعنتكم وعنادكم، من تعلقكم بمصالحكم ولو انهار البلد، وها هو فيها، بعدما قوّضتم كل موجبات وأساسيات الانتظام التي لم تعد موجودة في ظل سياساتكم وهيمناتكم التي ألغت الدولة وعطّلت القوانين وعلقت الدستور، والآن رحتم تدفعون اللبنانيين إلى الفتنة، وتحرضونهم على المزيد من الانقسام، تارة بحرب البيانات، وطوراً بحرب الملفات، وأخرى بحرب الصلاحيات، صلاحيات لمن؟ وعلى من؟ لقد دمرتم المرفأ، فمن المسؤول عن أكبر جريمة ارتكبت في حق العاصمة؟ مئات الضحايا وآلاف المهجرين والمنكوبين من الذي أجرم بحقهم؟ إهمالكم هو المسؤول، سوء إدارتكم، عجزكم، صراعاتكم، تلهيكم بالحصص والصفقات، فسادكم، إقطاعكم السياسي، قضاؤكم التابع والمرتهن، هو الذي فتك بالبلاد والعباد».

واعتبر أن «القضاء يجب أن يكون سلطة قانون وليس طريقة انتقام، أو إقطاع سياسي، وأكبر مشاكل القضاء تكمن بارتهان القضاء للسياسة. وهذا ما ندينه بشدة ونرفضه ونحذّر من شره وطغيانه وفساده، لذلك المطلوب أن يتحرر القضاء من خبث بعض السياسيين وعقدهم النفسية والسياسية، حتى لا يتحول القضاء متاريس وخطوط تماس».

وأكد أن «البلد أكبر من الجميع، وأولويات الناس أبدى من أي حصة لهذا أو لذاك، فحذار الاستمرار بلعبة التعطيل والتهديم والتخريب والتحريض تحت أي عنوان كان، فالبلد لن يكون متروكاً للمرتهنين والمراهنين، مهما كانت الأثمان، والأمل كبير بأن البلد سينهض من جديد، طالما هناك طفل من جنوب لبنان رفض التخلي عن دجاجته، رغم ترهيب العدو الإسرائيلي له».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى