أخيرة

محردة المتجذّرة تاريخاً وحضارة تغسل دمها بعرس ميلاد مرنِّمة: المجد للحياة

فاطمة فايز ملحم ـ محردة

هنا للإنسان جذور تغور في الصخر والتراب مئات آلاف السنين. فأنّى لك أيها الغريب الدخيل المسخ أن تقتلعني!

هكذا كانت تهتف محردة من عيون أهلها وعشاقها، وأولهم الأطفال الملائكة الذين توّجوا عرس الميلاد في محردة ليغسل الجراح ويبلسم النفوس أن المجد للحياة.. فالحياة هي الأبقى ولا تزول.. وكلهم يغزوننا يخرّبون، يقتلون، يسفكون.. ويزولون ككلمات عابرة.. ونحن نبقى الأبقى إلى الأبد

حجّت حماة وريفها آخر الأسبوع إلى محردة ليس فقط لتقيم احتفالاً ميلادياً، فمعناه الديني يعني بعضهم، لكنه بمعناه السوريّ القوميّ يعني كل سوريّ يتنفس هواء محردة وعفّر جبينه بترابها تبرّكاً، وتفاعل مع اهلها، وزفّ شهداءها وضمّد جراح جرحاها ليفهم قيمة الحياة وقيمة الجهاد في سبيل الحياة، وأننا أمة جديرة بالحياة ومستعدة للموت في سبيل الحياة.

عرس محردة الميلادي غسل دم الجراح من قلوب الحزانى، فرنّموا وفرحوا ورقصوا وسبّحوا ليكتمل العيد بنبض قلوبهم. إذ كان يوم 14 تموز 2012 دموياً على محردة، كغالبية أيامها في مواجهة مسوخ الرجعية والإرهاب، حيث فجّر انتحاري سيارته المفخخة في الحي الغربي منها أدى إلى ارتقاء 5 شهداء وجرحى عديدين.

وكلمة محردة تعني مشرق الشمس. وهي اسم مدينة سورية تتبع إدارياً محافظة حماة ويسكنها اكثر من 20 ألف شخص، برز منهم أعلام في كل مجال. ولها عمق تاريخي تدل علية الآثار الموجودة في المدينة ومحيطها أهمها قلعة شيزر الشهيرة التي ترتفع على كتف صخري عالٍ ومعبد قديم وهو الآن معروف باسم كنيسة السيدة، وكانت وجدت إحدى البعثات الأثرية العاملة في المنطقة في أحد الكهوف (المغر) آثاراً لإنسان قديم تعود إلى العصر الحجري وإنسان العصر الحجري الوسيط الذي استوطن المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى