أولى

تفجيرات بغداد

 

ليس من باب المصادفة حدوث تفجيرين انتحاريين لتنظيم داعش في بغداد بصورة إجراميّة حصدت أرواح الأبرياء بعيداً عن أي تفسير يتصل باعتبارات أمنية او عسكرية. فالمستهدف سوق شعبي لفقراء العاصمة العراقية والشهداء والجرحى هم من هؤلاء. والمعنى الوحيد للعملية هو إعلان عودة داعش لتشكيل خطر أمني كبير، وما يتضمنه ذلك من إعلان عن أن الحرب على داعش لم تنته ولا يمكن الاستكانة لنتائج الانتصار الذي تحقق قبل ثلاث سنوات.

التوقيت المتزامن للتفجير مع بدء ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن وبالتزامن مع النقاش المفتوح في العراق حول الدعوة لانسحاب القوات الأميركية من العراق يفرض حكماً مقاربة التفجير بصفته رسالة مباشرة في الأمرين معاً ومضمون الرسالة أن موعد الانسحاب الأميركي من العراق لم يحن بعد وأن العراق لا يستطيع المناداة بهذا الانسحاب وهو لا يزال بحاجة لبقاء القوات الأميركية.

إن كان بايدن وفريقه يرغبان بتخفيض الوجود العسكري في العراق فثمة في المخابرات وقيادة القوات الأميركية مَن لا يرغب بذلك، والرسالة موجهة لبايدن وفريقه. وإن كان بايدن وفريقه يرغبان بتغيير وجهة النقاش مع السلطات العراقية حول وجود القوات الأميركية، فالعملية من صنع أيديهم لخلق وقائع تفرض هذا التغيير.

تحت عنوان مقاتلة داعش تتمركز القوات الأميركية التي تحتل العراق، وتحت عنوان مقاتلة القوات الأميركية تندرج عمليات داعش، لكن تفجير اليوم خير دليل على الحبل الرابط السريّ بين الأميركيين وداعش ولا يستطيع أحد تقديم تفسير مختلف لتفجير الأمس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى