أخيرة

في الأول من آذار تكتسي القمم بالضوء

 

  الياس عشّي

 في الأول من كلّ آذار ذكرى ولادة سعاده، يشعر السوريون القوميون الاجتماعيون بالاعتزاز، والقوة، والفخر، فتكتسي القممُ بالضوء، وينسحب الظلام، وتستيقظ حدائق الورد من سبات الشتاء لتكون أوّل الوافدين للاحتفال بميلاد سعاده .

في الأول من آذار نفرح بعودة النوارس المهاجرة عنّا، ويكون فرحنا عظيماً عندما تكون أوغاريت على رأس مستقبليها.

في الأوّل من آذار أعود إلى سعاده، أتذكّر قوله: “الحزب نشأ لجعل الأمة السورية موحّدة”. فيزداد يقيني بأنّ أهميّة أنطون سعاده لا تختصر بتأسيسه للحزب السوري القومي الاجتماعي فقط، بل في فكره النهضويّ، ومناقبيته، وعلى الأخصّ في قدرته على توحيد المشاعر القوميّة، وتعميمها، وإخراجها من قفص الكيانيّة الضيقة إلى رحاب الأمّة، وتحريرها من طقوسيات العصبيات الدينية والعرقية التي برزت بحدّة مع بدء الانتدابين الفرنسي والإنكليزي على سورية الطبيعية.

 في الأول من آذار يحضرني قول الزعيم:

“ …إنّ أيّ اجتياح حربي للخطوط الاستراتيجية الجنوبية أو الشمالية يجعل سورية الطبيعية كلها تحت خطر السقوط في قبضة الجيش المجتاح (…)، فعند أيّ خطر على أية نقطة استراتيجية في الشمال أو في الجنوب أو في الشرق يجب أن تواجه الأمّة السورية كلّها الخطرلأنه خطر عليها كلّها. لا يمكن حفظ سلامة الوطن السوري إلا باعتباره وحدة حربيّة في وحدة استراتيجية”.

والسوريون القوميون، أينما وجدوا، يحفظون على ظهور قلوبهم، قول زعيمهم:

إنّ سرّ بقاء سورية، مع كلّ ما مرّ عليها من غزوات، هو هذه الوحدة الجغرافيّة البديعة”.

 

 أو قوله:

“… فلسطين هي جزء حيويّ من وطن كامل غير قابل التجزئة.. لأمّة واحدة هي الأمة السورية”.

وهذا ما يفسّر امتداد المقاومة اللبنانية إلى أراضي الشام، وإلى الجولان بشكل خاص، إذ ما الفرق بين مَن يُستَشهَد في جنوب لبنان أو في جنوب سورية أو في القصيْر أو في كسب أو في صيدنايا ويبرود وصدد؟ وما الفرق بين شهيد يحمل الهوية اللبنانيّة، وآخر يحمل الهوية الشاميّة، وثالث يحمل الهوية الفلسطينيّة؟ وما الفرق بين سناء محيدلي اللبنانية وعمّار الأعسر الشامي، والإثنان استشهدا في جنوب لبنان؟ وما الفرق بين شهيد شيعيّ، وآخر سنّي، وثالث درزي، ورابع مسيحي، وخامس علوي إذا كانت الشهادة من أجل فلسطين أو من أجل أية بقعة من بقاع الأمة السورية؟

فيا رفقاء النهضة ويا أصدقاءها، إنّ المقاومة ضدّ “إسرائيل، وضدّ الحركات التكفيرية، هي حرب واحدة لا تتجزأ، فلنعمل على تكريس هذه التوأمة في ذكرى ولادة الزعيم.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى