إنّه الغيم يتدلى وهو يُغري لوز الأحلام
الشاعر مصطفى بدوي/ المغرب
1/ وأنا صغير كنت أحلم بالقمر وهو يتدلى حتى أمسكه بيدي..
كنت أحلم بالغيم وهو يتمطى على مقربة من شفتي.. وبالموت على متن صباباتي..
في شكل شموس ترسمها أجنحة الريح.. وتغري لوز صباحاتي.
2/ في العام المتهدّل من رؤياي..
رأيت القرية تعدو خلف الشبابة والناس نياما
رأيت النهر يراوغ عري الماء ويجثو..
محتمياً بالدهشة مشتبكاً وحفيف النبع..
3/ في العام المتساقط من جدران الغيب.. آثرت النوم على كتف الناي وأنا أتهجى القبلة محموماً من تلويحة شعر..
يجذبني من شعري الأهوج وأنا أتعثر في اخدود السحر..!
4/ في العام المقبل من جمر سبو ناداني الجمر فشققت الوهم بسكين الحلم.. ها مدن تهذي.. ها الهذيان يروّضني.. قلت؛ وما طلعت خيل الصفصاف لتعصف بي نحو محيطات الحلم!
ألبوم الفراغ:
الصورة الأولى:
يشتهي الشاب أن يأخذ صورة من أجل الـ green card فيبدو حالماً بليالي مانهاتن وهو يتسكع بحرية بين حاناتها المتخيلة. يتأبط ذراع فتاة أميركية شبيهة بمادلين اولبرايت ايام رشاقتها الاولى وعزها الأنثوي الفاره قبل ان تتزحلق في شحم السياسة وكوليستيرول السياسيين.. يطل على نفسه من شرفة الطابق الثلاثين ليرى سيارته الرولز رويس وهي تتلألأ تحت أضواء مانهاتن فيقرر ان يحتسي الـ (النابليون) الذي يذكره بايامه الأولى في قرية منفية.. فيقهقه من فرط غباء نابليون!
الصورة الثانية:
بحر يتيم من العراة يجهش بالنوارس والدموع!
الصورة الثالثة:
شاعر ينبح ككلب قبيلة في أدغال أفريقيا والناس نيام!
الصورة الرابعة:
امرأة في الأربعين تمتشق كرنفالاً من المساحيق وتبدو كمومياء بلاستيكيّة بلا طعم..
الصورة الخامسة:
فدائي في العشرينيات من عمره طالع لتوّه من روايات غسان كنفاني ويحمل شارة نصر أو هكذا خُيّل لي وأنا أبادله تحايا الرفاق..
***
He dies slowly (Neruda):
الذيل والتكملة
يموت ببطء من احترقت أنامله من فرط انفجار قصيدة محشوة بالأمل
يموت ببطء من تكبّده الخسارات داء المفاصل وتهديه أرشيفاً كاملاً من الخيبات ولا يقوى على التأوه في حضور الغلاظ القساة!
يموت ببطء من عضّه الورد والهواء الفصيح وأسلمه للتزلّج فوق (توليب) اليابسة!
يموت ببطء من لا يغرّد داخل القفص المسيج بالحدود الفاصلة.. ومن لا ينضوي في قوائم الميليشيات الزائفة!
يموت ببطء مَن لا يموت على هدي العاصفة!