الوطن

شخصيات عربية ودولية شاركت في تأبين رامزي كلارك

وكلمات أكّدت أنه أيقونة العدالة في العالم ونصير الشعوب المظلومة

الأمسية تحوّلت إلى تظاهرة تأييد لفلسطين وهبّة شعبها ورفض الحروب والعقوبات على سورية واليمن ولبنان وليبيا

بدعوة من المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن انعقدت عبر تطبيق «زوم» أمسية وفاء تأبينية للمناضل الأممي رامزي كلارك وزير العدل الأميركي السابق، والرئيس الفخري للمنتدى العربي الدولي من أجل العدالة لفلسطين، وحضرها رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن معن بشور والعديد من الشخصيات العربية والدولية وتابعها الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحدث فيها 37 شخصية عربية ودولية من الأقطار العربية ومن قارات العالم الخمس.

افتتح الأمسية باسم المركز الداعي لها المحامي خالد السفياني المنسق العام للمؤتمر القومي – الإسلامي، الأمين العام لمؤسسة محمد عابد الجابري في المغرب واختتمها نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية ورئيس مجلس إدارة «دار الندوة» في لبنان النائب السابق بشارة مرهج وأدارها منسق العلاقات الدولية في المركز نبيل حلاق. كما شكرت شقيقة الراحل ميمي كلارك مبادرة مركز التواصل والتضامن والمشاركين في الأمسية.

وقال السفياني في كلمته «لو كان رامزي كلارك بيننا اليوم لحمل سنواته التسعين وهبّ مع رفاقه في الولايات المتحدة والعالم منتصراً لهبة رمضان الشعبية ضد الاحتلال الصهيوني في القدس وعموم فلسطين»، فيما أكّد الوزير البحريني السابق الدكتور علي محمد فخرو المنسق العام للمنتدى العربي الدولي من أجل العدالة لفلسطين «على قضية العدالة التي حملها الراحل رامزي كلارك والتي جسّدها في دفاعه عن كل القضايا العادلة في بلاده وبلادنا وكل أرجاء العالم، مع تركيزه بشكل خاص على قضية فلسطين التي باتت من أكثر قضايا العالم عدالة».

وأشار إلى أن «جائحة كورونا حرمتنا من أن نعقد سوياً الدورة الخامسة لمنتدى العدالة لفلسطين في أوائل عام 2020، وبالتعاون مع الاتحاد التونسي للشغل، فإننا نرى في اجتماعكم اليوم دورة حقيقية لهذا المنتدى، لاسيّما في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها شعبنا الفلسطيني، ولنؤيد هبته الرمضانية الرائعة في القدس وفلسطين، رغم الغياب الجسدي لرئيسه الفخري الراحل ولكن روحه حاضرة دائماً في كل عمل من أجل العدالة لفلسطين ولكل الشعوب المظلومة في العالم».

بعد ذلك تعاقب على الكلام شخصيات من بلدان عربية تعرّضت لحروب وحصارات فكانت الكلمة الأولى من سورية للمستشارة الرئاسية السورية الدكتورة بثينة شعبان التي قالت «قلّما يجود التاريخ على البشرية بشخصيات من أمثال نيلسون مانديلا أو المهاتما غاندي أو جين فوندا أو مهاتير محمد أو فانيسا ريدغريف أو وزيرة خارجية السويد آن ليند مؤازِرة القضية الفلسطينية التي اغتالها العدوّ الصهيوني في ستوكهولم أو رمزاي كلارك او الشهيدة رشيل كوري الذين يرون مجريات الأحداث بعين إنسانية صرفة والقادرين على التمييز بين الحق والباطل وبين القانوني واللاقانوني حتى في الدائرة المقرّبة التي ينتمون إليها والتي من المفترض أنهم يعملون من أجلها، ولكن إيمانهم الأعمق بإنسانية الإنسان وحقه في الحياة العزيزة الكريمة في كل مكان تحتل أولوية أولوياتهم وتندرج كل المواضيع الأخرى بما فيها أشخاصهم وأعمالهم في ترتيب لاحق لهذه الأولوية التي منحوها جهدهم وضميرهم وكلّ وقتهم».

ثم تحدث من فلسطين ابن القدس المفكر المرموق منير شفيق الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، فقال «لقد انتقلت هذه الشخصية الفذة إلى جبهة الدفاع عن مظلومي العالم وعلى التحديد من ظلمتهم أميركا نفسها، فأصبح المحامي العالمي عن كل من فيتنام وكوبا ويوغسلافيا، إلى العراق واليمن وسورية وفلسطين. وخبرناه معنا في كل مؤتمراتنا التي وُجّهت ضد السياسات الأميركية – الصهيونية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية والقضايا العربية والإسلامية وشعوب العالم الثالث وقضايا حقوق الإنسان».

ومن العراق كانت كلمة الأمين العام لاتحاد المهندسين العرب الدكتور عادل الحديثي قال فيها «مثلما عرفه أحرار العالم شجاعاً جريئاً بوجه الظلم والاستبداد والعدوان مدافعاً عن الحق والحقيقة عرفه العرب مدافعاً عن قضاياهم، عرفناه مع الحق الفلسطيني مُديناً للكيان الصهيوني بكل أعماله القذرة اتجاه الشعب الفلسطيني، وكان نصيراً لهم في كل المحافل الدولية وجدناه في سورية أول سنة للحرب زائراً لها مؤكداً أن سورية على حق والحق ينتصر ويغلب القوة واستمرار العدوان يشكل تهديداً للإنسانية كما كانت له مواقف  ضد الحرب في ليبيا واليمن»ز

ومن لبنان تحدث عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض، فأشاد بمواقف كلارك الداعمة للبنان ومقاومته ومشاركته في أكثر من منتدى ومؤتمر انعقد في بيروت انتصاراً للمقاومة التي طالما رفض كلارك تصنيفها بالإرهاب كما كانت تفعل إدارة بلاده، مؤكّداً مشروعية مقاومة الاحتلال وشرعيتها في آن.

وتمنى الأمين العام لاتحاد المحامين العرب سابقاً عمر زين «أن تكون مواقف كلارك محطة أساسية تستدعي منا الالتفاف والمشاركة في النضال مع كل الشرفاء الأمميين أمثاله». فيما تحدث من اليمن رئيس جمعية كنعان لفلسطين  العميد يحيى محمد عبد الله صالح الذي أكد أن «الحق لا يحتاج سوى إلى ضمير حي وفكر منفتح ونهج متزن كي نتبعه ونكون إلى جانبه، ومن هذا المنطلق وقف كلارك إلى جانب القضية الفلسطينية وقضايانا العربية».

ومن ليبيا كانت كلمة نائب الأمين العام للمرصد المغاربي لمناهضة التطبيع أحمد خليفة الذي أشار إلى أن «لكلارك مع بلاده وقفات مشهودة منذ أن فرض الحصار على بلاده في تسعينات القرن الماضي إلى معارضته بشدة لحملة الناتو على بلاده عام 2011، ولمواجهته مشاريع تقسيم ليبيا والهيمنة على مواردها وخيارها».

وتحدث من مصر أمين عام المؤتمر القومي العربي  مجدي المعصراوي الذي قال «لو كان جمال عبد الناصر بيننا هذه الأيام وفي زمن الفتن والحروب في أمّتنا والعالم لما اختار غير رامزي كلارك ليكون ممثلاً له ولحركة عدم الانحياز وحركة التحرر العالمي».

وكانت كلمة للأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح الذي قال «ربما يتساءل البعض كيف يمكننا اختيار شخصية أميركية رئيساً فخرياً لمنتدى العدالة لفلسطين، والولايات المتحدة هي الدولة الداعمة والراعية للكيان الصهيوني والمهددة لدول محور المقاومة، لهؤلاء نقول أن هذا الاختيار جاء نتيجة منطقية للمواقف التضامنية التي أخذها الراحل الكبير رامزي كلارك مع قضايا أمّتنا المناهضة للسياسة الأميركية الاستعمارية الصهيونية».

 كما كانت كلمة للنقابي محمد قاسم باسم الأمانة العامة للمنتدى العالمي لدعم المقاومة ومناهضة الإمبريالية الذي كان رامزي كلارك رئيسا له. واستعرض قاسم مبادرات كلارك تجاه الشعوب المضطهدة منذ خمسين عاماً.

وكانت كلمة من فلسطين لمدير عام مؤسسة القدس الدولية ياسين حمود الذي رأى أنه  برحيل كلارك، خسرت فلسطين واحداً من رجالات الدفاعِ عن حقوقها وحقوق شعبِها، وخسرت شعوب الأمّة صوتاً داعياً إلى رفع قبضة الاستبدادِ عنها».

كما كانت من المغرب أيضاً كلمة للناطق الرسمي باسم الجبهة العربية التقدمية علي بوطوالة الذي حيّا باسم أحزاب الجبهة «روح الراحل الكبير» وأشاد بمواقفه التحررية والديمقراطية والإنسانية مؤكداً أن العدالة كلٌّ واحد لا يتجزأ.

ورأى الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي الدكتور زياد حافظ في كلارك «النقيض الكامل لصورة الأميركي البشع»،  فيما اعتبر رئيس ندوة العمل الوطني وأمين عام اتحاد الكتاب اللبنانيين سابقاً وجيه فانوس، أن «هناك وجه شبه بين سيرة الراحل وسيرة الرئيس الدكتور سليم الحص في أن الرجلين كانا رجلي مبادئ وقيم تفوق كل اعتبار آخر».

وشدّد نقيب أطباء السودان، أمين عام اللجنة الشعبية لنصرة العراق وفلسطين في السودان الدكتور أحمد عبد الله الشيخ على مواقف الراحل من قضايا الأمّة كلها ومواقفه تجاه السودان ورفضه الاعتداءات الأميركية و»الإسرائيلية» كما الممارسات القمعية.

كما تحدث عدد من الشخصيات الدولية. واختتم  مرهج الأمسية بكلمة باسم مركز التواصل والتضامن عزى فيها عائلة الراحل الكبير وشكر المشاركين في هذه الأمسية متحدثين وحضوراً، مشيراً إلى «أننا عرفنا كلارك رسولاً للعدالة والحرية في كل مكان وكان يجسد في مسيرته رمزاً للتواصل بين أحرار العالم وللتضامن مع كل الشعوب المظلومة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى