رياضة

إميل رستم.. سرقته كرة القدم فنسي «الماجستير»! لعب أولاً باسم شارل ودفع بطوني وبول إلى الملاعب

} إبراهيم وزنه

متجاوزاً ممانعة والده بولس وسائراً على خطى شقيقه الأكبر شارل، نجح إميل رستم في شقّ طريقه الكروي بالجدّ والاجتهاد وباستدراج شقيقه الأصغر طوني إلى الملاعب، ليتألقاً ضمن صفوف فريق الحكمة والمنتخب الوطني معاً، وفي مرحلة لاحقة شجّع ابنه البكر بول على إكمال الطريق وإبراز مواهبه فوق المستطيل الأخضر  مملؤاً بـ «عشق أخضر» لا يضاهيه عشق.

حكاية إميل رستم مع كرة القدم، فيها الكثير من الأحداث والمحطّات والخبريات، مسيرته حافلة بالتشويق والتحدّي، مطرّزة بالفرح والألم، والغصة والندم، وهو الذي تبادل العطاء مع تلك «الساحرة المستديرة» ولما يبلغ العاشرة من عمره… إليكم نبذة مفصّلة عن سيرة باني أمجاد الحكمة وحامي أسوارها لعقود من الزمن.

واسطة عقد بولس

ولد إميل رستم في منطقة الأشرفية في السابع والعشرين من آذار في العام 1952، ترتيبه في شجرة العائلة الثالث، يكبره لورانس وشارل ويصغره ميريلا وطوني، والده بولس رستم (فارق الحياة في العام 2015)، المولود في بلدة رشعين في قضاء زغرتا، خدم مع الجيش الفرنسي، وبعد «الجلاء» في العام 1946 التحق بمديرية الجمارك، استهوى الرجل التقليدي الصيد البري، ولم ينجح بإقناع أيّ من أولاده الثلاثة (شارل واميل وطوني) بالسير على خطاه… ويتذكّر الكابتن إميل، أن والده لم يحضر يوماً مباراة بالرغم من أن أولاده الثلاثة لعبوا وبرزوا في الملاعب، لكنه فرح كثيراً بمتابعة حفيده بول عبر الشاشة فقط.

الانطلاقة من مدرسة الحكمة

عن بداياته الرياضية، يختصر الكابتن إميل المشهد، ليسترسل موضحاً: «ليس طبيعياً أن تكون تلميذاً في مدرسة الحكمة ولا تكون رياضياً… هي قاعدة راسخة عند جميع طلاب هذا الصرح التعليمي، فالمشرفون من الآباء والأساتذة هم من كانوا يشجعون التلامذة على ممارسة الرياضة وخوض غمارها المتعددة الأوجه، يساعدهم على ذلك وجود ملعبين في المدرسة، ففي أيّامنا كانت حصّة الرياضة أساسية». وعن سرّ انجذابه إلى لعبة كرة القدم تحديداً، يقول: «في أيّامنا كانت كرة القدم اللعبة الأولى ولم تزل، كنت أتابع مباريات الحكمة كل سبت وأحد في المدرسة، وأثناء تمارين الفريق الأول كنّا نتسابق مع زملائي للمّ الكرات وإرجاعها إلى اللاعبين، وكم تمنينا أن نكون مثلهم ونأخذ مكانهم… وذات يوم من العام الدراسي 1961 ـ 1962، وعلى جنبات المباراة التي جمعت بين قسمي «الداخلي والخارجي» ونتيجة النقص الحاصل في صفوف طلاب «الخارجي» دعاني أخي شارل للمشاركة في تلك المباراة، ومن يومها تعلّقت أكثر فأكثر باللعبة، وزادت رغبتي في أن أكون لاعباً مهمّاً مستنداً إلى شغفي واجتهادي لتنمية قدراتي البدنيّة والفنية مع التزامي بالإرشادات التي كان يقدّمها لي أستاذ الرياضة وقائد الفريق فرانسوا ناكوزي وشقيقي شارل».

وعن مركزه في الملعب، من اختاره؟ وكيف حصل ذلك؟ يتذكّر: «في بداياتي الكروية مع فريق المدرسة تنقّلت في جميع المراكز، استأنست بالتهديف، فاخترت لنفسي مركز قلب الهجوم، لكن وبحسب حاجة الفريق كنت أتحوّل إلى مدافع وأحياناً إلى حارس مرمى، أما عن تثبيتي في مركز قلب الدفاع، فأذكر في موسم 1970 ـ 1971 وخلال مباراتنا ضد الهومنمن على ملعب الشبيبة المزرعة تعرّض المدافع سمير حاطوم إلى كسر في كتفه، ولحظة إخراجه من الملعب، طلب منّي الكابتن غي حلو أن ألعب مكانه، علماً أنه في الموسم السابق كان قد ألمح لاعبنا ومدربنا المصري ميمي الشربيني إلى امتلاكي المؤهلات اللازمة لشغل هذا المركز (قلب الدفاع)، ولا شكّ في أن توجيهات غي حلو أسهمت في تطوير أدائي الدفاعي».

حادثة عصيّة على النسيان!

طلبت من الكابتن إميل أن يخبرني حادثة عالقة في ذاكرته ولا يمكنه نسيانها من أيّامه الأولى مع كرة القدم، فضحك قائلاً: «في العام 1967 وبسبب هروبي الدائم من الصف (الثالث تكميلي) لأشبع رغبتي بلعب الكرة، وفي ضوء التعداد المفاجئ الذي قام به أحد الآباء على جنبات تشديد المراقبة على الطلاّب تأكّد للأب غيابي بعد سماعه عن خبريات هروبي من أكثر من مصدر، ولما حاول أن يضربني أمام رفاقي لم أتمالك نفسي فدافعت عن نفسي… على طريقتي! وهنا قررت الإدارة طردي من المدرسة، وبالفعل التحقت بمدرسة قريبة من بيت جدّتي لأمي بالقرب من مستشفى الجعيتاوي، وفيها درست صف البريفيه، ولاحقاً عدت إلى مدرسة الحكمة ملتحقاً بالصفّ الثانوي الأول بواسطة مباشرة من رئيس النادي ونقيب المحررين ملحم كرم… بعد صلحة واعتذار طبعاً».

لعبت أولى مبارياتي مع الحكمة باسم أخي!

يضحك إميل رستم مجدداً، قبل حديثه عن مشاركته الأولى بقميص مدرسة الحكمة، ويقول: «في العام 1964، شاركت في بطولة المدارس (تحت 12 سنة) التي كان ينظّمها المركز الثقافي الفرنسي، وأحرزنا لقبها»، ثم أكمل لافتاً: «مشاركتي الأولى بقميص فريق الحكمة كانت في 23 كانون الأول  1966، ففي ذلك اليوم ذهبت إلى ملعب الشبيبة المزرعة لأتابع مباراة الحكمة بمواجهة الانترانيك، ونظراً للنقص الحاصل في صفوف الحكمة متذيّل ترتيب البطولة (ثامناً) أشركني الكابتن غي حلو في المباراة التي لعبتها ببطاقة أخي شارل ـ وهذا السر احتفظت به طويلاً ـ وأذكر بأنني لعبت في خط الدفاع إلى جانب غي حلو وإدمون عساف، وفزنا بنتيجة  1 ـ 0 ليرتقي فريقنا إلى المركز السادس».

مع الجعيتاوي قبل الحكمة

قبل أن يوقّع على صفوف الحكمة، ومسايرة منه لرفاق طفولته في الحيّ، وجد إميل رستم نفسه موقّعاً على صفوف نادي الجعيتاوي (درجة ثانية)، والذي كان بمثابة النادي الظل للراسينغ في الأشرفية، ولما أراد الانتقال إلى الحكمة بعد موسم وحيد، وجد بعض الممانعة، ليكمل مستذكراً: «رفضوا منحي الاستغناء فلجأت إلى المرحوم ألبير خير (رئيس سابق للاتحاد اللبناني لكرة القدم وللراسينغ أيضاً) وهو والد زميلي في الصف عبدو خير، فحصل التجاوب ونلت الاستغناء، بعد ذلك توجّهت إلى مقر الاتحاد ووقّعت على كشوفات نادي الحكمة أمام الراحل أمين حيدر». ليستدرك شارحاً: «من المعيب أن تكون تلميذاً في مدرسة الحكمة وتلعب مع غير الحكمة، وأذكر أنّ عرّاب نادي الراسينغ جوزيف أبو مراد قام بعدّة محاولات لضمّي إلى فريقه لكن الشعور بالخيانة كان يلازمني كلما فكّرت بقبول عرضه في تلك الأثناء».

 أّولى مبارياتي الرسميّة ضد الصفاء

«وقّعت على كشوفات الحكمة في العام 1968، وأولى مبارياتي الرسمية بالقميص الأخضر فكانت على الملعب البلدي بمواجهة فريق الصفاء بتاريخ 15/12/1969، يومها لعبت في خط الهجوم وسجّلت هدفاً وانتهى اللقاء (1 ـ 1)، بعد ذلك لعبت ضد الرياضة والأدب على ملعب بلدية برج حمود وفزنا (1 ـ 0) بهدف من توقيعي أيضاً … أما أجمل مباراة خضتها فكانت ضد فريق دينامو باكاو الروماني (9 شباط 1972) على ملعب برج حمود وانتهت بالتعادل 1 ـ 1، ويومها تحمّلت عبء المباراة إلى جانب غي حلو والحارس سامي نهرا، أما أجمل هدف سجّلته في مسيرتي كمهاجم في مرمى الهومنتمن في نصف نهائي كأس إدمون ربيز في العام 1971، وفزنا يومها بنتيجة 1 ـ 0 «. وعن مباراة لا يمكنه نسيانها يقول رستم: «مباراتنا الودّية ضد فريق النهضة على ملعب برج حمود في الثمانينيات، يومها سجّلت هدفاً في مرمى فريقي عن طريق الخطأ، ثم عدت وثأرت لنفسي من خلال تسجيلي ثلاثة أهداف، فتحررت سريعاً من عقدة الذنب»، ومن صدى ذكرياته الجميلة في الملاعب، يتذكّر رستم بأنه سجّل أوّل «هاتريك» في مسيرته في مرمى التضامن بيروت في شهر شباط من العام 1970، وتحديداً خلال الجولة الثامنة من بطولة الدوري على ملعب برج حمود وفاز الحكمة بنتيجة (5 ـ 1).

أوصلت طوني ورفاقه للحكمة

في سياق حديثه عن مسيرته الكروية، لا بدّ أن يأتي إميل رستم عن دوره في صقل موهبة شقيقه طوني (مواليد 1956) واستدراجه إلى اللعبة الشعبية، وهنا يتذكّر: «كنت آخذه معي إلى الملاعب، درّبته مع مجموعة من رفاق صفّه الذين شكّلوا فريقاً واعداً أبرزهم سمير شمعون، واعتقد أن شخصيتي كمدرب بدأت تظهرمنذ تلك الأيام، وجدت في بعضهم خامات طيّبة، ولاحقاً التحق المجلّون منهم بفريق الحكمة الأول، بعدما أحرزوا بطولة المدارس مع الحكمة في العام 1975، وفي العام 1977 لعب طوني وسمير إلى جانبي ضمن صفوف المنتخب الوطني الأول».

حكايته مع شارة القيادة

قبل أن يتمّ العشرين من عمره، حظي إميل رستم بشرف وضع شارة القيادة للفريق الأخضر بالرغم من وجود عدّة لاعبين يكبرونه سنّاً، كيف حصل ذلك؟ ردّ موضحاً : «على جنبات موسم 1971 ـ 1972 ، اقترح لاعب الحكمة سمعان حطّاب على إدارة النادي أن تمنحني شارة القيادة لاعتبارات عدّة، فنّدها أمامهم في سياق إقناعهم بقبول مقترحه، وأبرزها ثقته بامكانياتي، إعجابه بأدائي، شخصيتي على أرض الملعب، ولا أنكر بأنني تأثرت ايجاباً بمجموعة من لاعبي الحكمة السابقين كسمعان حطّاب وغي حلو وطوني أبي راشد وإدمون عسّاف، لجهة الاهتمام بالوجوه الجديدة والمحافظة على استمرارية تواجد أبناء الحكمة في الفريق، وهذا ما حرصت عليه في مسيرتي التدريبية والإشرافية التي امتدت لسنوات طويلة».

22 سنة لاعباً قبل التحوّل إلى التدريب

بعدما لعب مع فريق الحكمة الأوّل لمدّة 22 سنة متتالية، حدد إميل رستم يوم اعتزاله من دون استشارة أحد، عن رحلته الطويلة ولحظة خروجه النهائي من الملاعب، قال: «في 17 تشرين الأول من العام 1988 وبعد مشاركتي في المباراة الحاسمة ضد الراسينغ على ملعب برج حمود، حيث فزنا باللقب الثاني لبطولة لبنان لأندية المنطقة «الشرقية»، جمعت اللاعبين وأخبرتهم بأن مباراتي معهم اليوم هي الأخيرة… وبعد ذلك تفرّغت لمهامي التدريبية، علماً بأنني أمضيت سبع سنوات لاعباً ومدرّباً (1981 ـ 1988) نتيجة إصرار رئيس النادي الراحل هنري الأسمر، والذي أكنّ له جزيل الحب والاحترام، ولا أردّ له طلباً، وفي هذا السياق سافرت إلى مدينة فيشي الفرنسية في العام 1981 وخضت أولى دوراتي في مجال التدريب وحصلت على الدبلوم من الاتحاد الفرنسي».

… ومع المنتخب الوطنيّ

عن رحلته مع المنتخبات الوطنية، قال رستم: «في العام 1973 تمّ استدعائي لأكون في عداد منتخب الشباب للمشاركة في تصفيات الأمم الآسيوية في طهران، وفي ضوء ما قدّمته خلال موسم 1974 ـ 1975 استدعيت لأكون في عداد المنتخب الأول … لكن، وللأسف إندلعت الحرب الأهلية، وخلال سنيّها القاسية، مرّت كرة القدم اللبنانية بمرحلة انعدام وزن مما انعكس سلباً على الأداء والنتائج، ولا أبالغ إذا قلت بأن رحلات المنتخب خلال تلك الفترة أصبحت لشمّ الهوا، حيث يتمّ تشكيل وتحضير المنتخب قبل اسبوع واحد من سفره لخوض الاستحقاقات، وهكذا تبددت أحلام كثيرين من أبناء جيلي الذين سرقت منهم الحرب وارتداداتها السلبية أجمل سنوات عطائهم الكروي… علماً بأنني لعبت بقميص المنتخب لتسع سنوات كاملة».

والجدير ذكره، أن رستم، وبناء على تمهيد لوجستي من خاله ايلي ديرهوفبيان، سافر في شهر تموز من العام 1976 إلى فرنسا بهدف خوض تجربة احترافية مع فريق ستراسبورغ، وبعد نجاحه في الاختبارات وارتباطه بعقد مبدئي، طلبت منه إدارة النادي تأمين كتاب من الاتحاد اللبناني لكرة القدم يفيد عدم ارتباطه مع أي نادٍ، وأنه يلعب كرة القدم كهاوٍ وليس كمحترف، فعاد إلى لبنان عن طريق مطار دمشق، بنيّة تأمين الكتاب، وفي طريق العودة تابع مع والده عبر الراديو خطاب القسم للرئيس الراحل الياس سركيس (23 ايلول 1976) ما جعله يعدل عن فكرة السفر نتيجة تفاؤله بغد مشرق لوطنه، وعدم تقبّله فكرة الابتعاد عن والديه اللذين كانا يرفضان فكرة السفر من أساسها.

إميل رستم محلّقاً في ميادين التدريب

شارك إميل رستم في عدد من الدورات التدريبية، بدافع سعيه الحثيث لتطوير امكانياته وإغناء ثقافته في هذا الميدان الذي يتناسب مع شخصيته وطموحاته، ففي العام 1984 شارك في دورة تدريبية ثانية في البرازيل، حيث حصل على شهادة من الأكاديمية البرازيلية، وحلّ في المركز الأول بين جميع المشاركين، وسمّي طليعاً للدورة التي شارك فيها لاعب نادي الزمالك المصري حسن شحاته.

اقتحم رستم ميادين التدريب من أوسع أبوابها، وهو الذي استهلها مع فريق مدرسة الحكمة قبل الفريق الأوّل، ودرّب الصفاء في العام 1990، كما درّب النجمة في موسم 2008 ـ 2009 وأحرز معه لقب الدوري وكأس السوبر، وعاد للإمساك بدفّة الصفاء الفنية في مواسم 2015 ـ 2016 ـ 2017 ، وأحرز معه لقب الدوري كما وصل إلى نهائي مسابقة الكأس، وأمسك بدفّة شباب الساحل الفنية لفترة قصيرة وكذلك الحال مع الأنصار. وفي فترة مفصلية للكرة اللبنانية في العام 1981، عيّنه الاتحاد اللبناني لكرة القدم مع الراحل عدنان الشرقي كمدربين للمنتخب الوطني. وأيضاً سمّي عضواً في اللجنة الفنية الوطنية في العام 1984 إلى جانب جوزيف أبو مراد والشرقي ورشيد ريشا وسمير العدو ومدرب المنتخب البلغاري … هذا، ويملك في منزله مكتبة كروية غنية ومتنوّعة، كان قد جمعها خلال سفراته العديدة الرسمية والخاصة، وإبّان فترة عمله في المديرية العامة للشباب والرياضة إلى جانب صديقه المدير العام زيد خيامي.

حارس الحكمة بعيداً عن أسوارها!

بقي إميل رستم لعقود من الزمن، الحارس الأمين على صرح الحكمة الكروي، 41 سنة متتالية أمضاها بالقميص الأخضر، ليصبح بنظر الكثيرين من أبناء ومحبي النادي «عميد الحكمة»، وحظي خلال تلك السنوات بثقة جميع الرؤساء الذين تعاقبوا على رئاسة النادي: «وفي مقدّمهم ملحم كرم وجوزيف فريحة وريمون غصوب وهنري الأسمر وصولاً إلى انطوان الشويري.. وبعد رحيل الشويري تبدّلت الأحوال والعقليات، حيث دخل عامل المال ليتسيّد القرارات على حساب عوامل أخرى، وهنا فسدت العلاقات بين عائلة النادي من لاعبين واداريين، حيث رفع بعض رؤساء تلك الحقبة (2007 ـ 2019) شعاراً برّاقاً «تحويل النادي إلى مؤسسة» ولم ينجحوا في مسعاهم، ولما رأيت أن الأمور قد اتجهت نحو الأسواً وخصوصاً لجهة اتهامي من قبل أحدهم بعدم مساعدته على تحقيق فكرة «المأسسة» اضطررت مع أخي طوني وإبني بول الابتعاد عن النادي على مضض تاركين لهذا «المتفلسف» المجال لترجمة أفكاره الخلاّقة وكنت قد وعدته برفع صوره على سطح المبنى الذي أسكنه فيما لو نجح في مسعاه!… ومضت السنوات الـ 12 صعبة على «حكمتنا» فسقط الفريق إلى الدرجة الثانية أكثر من مرّة، وكاد أن يسقط للثالثة، إلى أن تسلّم الصديق ايلي يحشوشي وهو من أبناء النادي دفّة الرئاسة (2019)، فطلب مني العودة إلى بيتي، حين خاطبني «أنت أتيت بي إلى النادي في الثمانينيات وأنا سأردّك إليه في العشرينيات»، فرضخت أمام رغبته وهو الذي أرى فيه مزيجاً من شخصيتي هنري الأسمر وانطوان الشويري».

 نصيحتي لبول؟

على خطى والده، سار بول إميل رستم في الملاعب، لعب مهاجماً ولم يبدّل مركزه، انطلق من صفوف الحكمة ووصل إلى منتخب لبنان، وخلال فترة ابتعاده مع والده عن ناديه الأم، تنقّل بول بين أندية الأنصار والنجمة والاخاء عاليه والراسينغ (غريم الحكمة التقليدي)، وهو حالياً يخوض تجربته الأولى كمدرب مساعد لمدرب المنتخب الوطني تحت 20 سنة الكابتن فادي العمري، بالاضافة إلى كونه مديراً فنياً لأكاديمية «ايليت» لكرة القدم التي اتخذت من ملاعب بلدية الداكونة مقرّاً لها. بماذا ينصح الأب ابنه الذي احتذى خطواته، وزاد عليها خطوات أخرى؟ يضحك إميل رستم، ويقول: «أنصحه بمواصلة التحليل الكروي للمباريات والسعي الجاد لتطوير نفسه في هذا المجال، كما أنصحه بالابتعاد عن مهنة التدريب مع الأندية، لأنها مهنة المتاعب، فيها وجع راس والكثير من نكران الجميل، وغالباً ما يكون المدرّب ضحية عدم توفيق الفريق .. بالإضافة إلى مواصلة اهتمامه بالأكاديمية والسهر على صقل المواهب الواعدة».

بطاقة شخصية

إميل بولس رستم

ـ محل وتاريخ الولادة: الأشرفية في 27/3/1952

ـ الوضع العائلي: متأهّل من سلوى نسيب أبو سليمان (1978) وله منها 3 أولاد: بول ولورانس وايلي.

ـ المستوى العلمي: حائز على ماجستير في اللغة الفرنسية وآدابها وخريج دار المعلمين العليا في العام 1976.

ـ الأندية التي لعب معها: الجعيتاوي (سنة واحدة) والحكمة (22 سنة) ومنتخب لبنان (9 سنوات).

ـ المهنة: أستاذ تعليم ثانوي.

الهواية: مدرّب كرة قدم!

ـ المركز في الملعب: بدأ مهاجماً واستقر مدافعاً.

ـ رقم القميص: 5.

ـ أفضل اللاعبين المحليين: في حراسة المرمى: قديماً عبد الرحمن شبارو وسامي نهرا، وحالياً نزيه أسعد. في خط الدفاع: حبيب كموني وغي حلو (نور منصور ـ علي السعدي)، في خط الوسط: محمد حاطوم (محمد حيدر)، في خط الهجوم: يوسف الغول وجمال الخطيب (حسن معتوق).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى