ردود فعل عنيفة بعد فاجعة مستشفى الحسين وحصيلتها وفاة أكثر من 60 وإصابة 50 آخرين
بغداد: الكاظمي يأمر بوقف مسؤولين وفتح تحقيق
عقد رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي اجتماعاً طارئاً للوقوف على تداعيات حريق مستشفى الإمام الحسين في الناصرية.
وأضاف بيان المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي أنه تقرر بعد الاجتماع «البدء بتحقيق حكومي عالي المستوى للوقوف على أسباب الحادثة. وإرسال فريق حكومي فوراً إلى محافظة ذي قار من مجموعة من الوزراء والقادة الأمنيين لمتابعة الإجراءات ميدانياً».
وقرّر مجلس الوزراء أيضاً «سحب يد وحجز مدير صحة ذي قار، ومدير المستشفى، ومدير الدفاع المدني في المحافظة وإخضاعهم للتحقيق. وتوجيه مختلف الوزارات بإرسال مساعدات طبية وإغاثيّة عاجلة إلى محافظة ذي قار. واعتبار ضحايا الحادث شهداء، وإنجاز معاملاتهم فورياً، وتسفير الجرحى الذين حالاتهم حرجة إلى خارج العراق».
رئيس الجمهورية برهم صالح اعتبر أن «فاجعة المستشفى في ذي قار نتاج الفساد المستحكم وسوء الإدارة الذي يستهين بأرواح العراقيّين ويمنع إصلاح أداء المؤسسات».
وشدّد على أن «التحقيق والمحاسبة العسيرة للمقصّرين هو عزاء أبنائنا الشهداء وذويهم»، مشيراً الى أنه «لا بدّ من مراجعة صارمة لأداء المؤسسات وحماية المواطنين».
بدوره، قال رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي عبر «تويتر» إن «فاجعة مستشفى الحسين دليل واضح على (الفشل) في حماية أرواح العراقيين»، داعياً إلى «وضع حدٍّ لهذا الفشل الكارثي، والبرلمان سيحوّل جلسة اليوم لتدارس الخيارات بخصوص ما جرى».
كما وأسفت شخصيات عراقيّة عدة لاندلاع حريق في مركز النقاء المخصّص لعزل مصابي كورونا، داخل المستشفى الواقع في مدينة الناصرية التابعة لمحافظة ذي قار، وأعلنت دائرة صحة محافظة ذي قار بجنوب العراق، عن ارتفاع حصيلة حريق المستشفى إلى 114، هم 64 قتيلاً و50 جريحاً، حسبما أفادت وكالة الأنباء العراقية.
من جهته، ذكر تلفزيون «السومرية» العراقية نقلاً عن مصدر أمني، أن «حصيلة ضحايا مستشفى الإمام الحسين في محافظة ذي قار وصلت حتى الآن إلى 63 وفاة، و100 إصابة».
وقال مصدر للسومرية، إن «العمل مستمر بالبحث تحت الأنقاض بسبب وجود معلومات عن تواجد جثث أسفلها».
إلى ذلك كشفت دائرة صحة ذي قار، عن سبب الحريق الذي اندلع في مركز عزل مصابي فايروس كورونا في مستشفى الإمام الحسين في المحافظة.
وقالت صحة ذي قار في بيان مقتضب، إن «حريق مستشفى الإمام الحسين ناجم عن عدم التعامل الصحيح مع عبوات الأوكسجين».
وقال أمين عام «حركة النجباء» أكرم الكعبي إن «تكرار هذه الحرائق وبالطريقة نفسها يشير إلى وجود تقصير حكومي واضح، وإن في وزارة الصحة المنهوبة أيادي خفية تتلاعب بمصائر ومقدرات الناس، وإلا ما معنى أن يموت الناس بالعشرات وتتفحّم جثثهم تحت وطأة النيران مرّات ومرّات من غير حلول أو محاسبة للمقصرين؟».
أما أمين عام «عصائب أهل الحق» فتساءل: «رئيس الحكومة وآخرون يبذلون كل جهدهم لمنع قصف القواعد العسكرية الأميركية حفاظاً على أرواح ومعدات الأميركيين، هل من الممكن أن يبذلوا جزءاً من هذا الجهد من أجل الحفاظ على أرواح العراقيين؟».
كما وطالب رئيس «تحالف قوى الدولة الوطنية» عمار الحكيم «الجهات المعنية بفتح تحقيق فوري للوقوف على أسباب الحادث ومحاسبة المقصرين والمتسببين»، معرباً عن استغرابه «من عدم اتخاذ الإجراءات والتدابير المطلوبة للحيلولة دون وقوع مثل هذه الحوادث المؤسفة».
وهذه ليست المرة الأولى التي يشهد العراق حريقاً مشابهاً، فقد وقعت، في نيسان/أبريل الماضي، كارثة إنسانية عقب اندلاع حريق في مستشفى ابن الخطيب في بغداد أدى إلى وفاة أكثر من 80 شخصاً وإصابة العشرات.
ونشب حريق، الاثنين، في الطابق الرابع في مدينة الطب وسط بغداد التابعة لوزارة الصحة، ونجحت فرق الدفاع بالسيطرة على الحريق وعملت على إخلاء المبنى من المرضى والكوادر الطبية، فيما بدأت الجهات المختصة بالتحقيق للوقوف على أسباب الحريق، وفق بيان وزارة الصحة.