مرويات قومية

نـداء الـحزب السـوري القـومي الاجـتماعـي إلـى الـشباب المـتحدّر من أصـل لبـناني

بتاريخ 24 تموز 1972 عُقد في بيروت مؤتمر للشباب المتحدر من أصل لبناني.

بتاريخه وجه رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي في حينه الأمين مسعد حجل، نداء إليهم باللغات العربية، الانكليزية والاسبانية.

ننشره أدناه للإطلاع وللتاريخ…

*

أيها الأخوة الزائرون،

الحزب السوري القومي الاجتماعي يرحب بكم أجمل ترحيب ويتمنى، خلال إقامتكم القصيرة بيننا أن تقضوا أياماً سعيدة ونافعة.

الأيام السعيدة، لا شك أنها ستكون من حظكم كلما زرتم الوطن ذلك لأن بلدكم جميل بمناظره طيب بأهله.

أما الأيام النافعة فإنها تتوقف على مدى إطلاعكم على حقيقة همومنا أعني هموم أهلكم. ونحن نعتقد أن إطلاعكم الجيد على مشاكل شعبكم المقيم سيرتب عليكم مسؤولية مهما صغرت تظل نافعة.

ما هي مشاكل وطنكم؟

الحق نقول لكم أن كلّ مشاكل شعبكم تتلخص في مشكلة واحدة هي: «إسرائيل».

ما هي «إسرائيل»؟

هل هي معبد ديني لليهود أو مؤسسة جامعة للمؤمنين من أصقاع الدنيا؟

الحقيقة خلاف ذلك تماماً. فـ»إسرائيل دولة». والدولة مؤسسة سياسية اقتصادية عسكرية. و»إسرائيل دولة» ذات طبيعة اغتصابية عدوانية.

«إسرائيل» كتاب منقوش بخناجر النار على وجوه الأرامل واليتامى في حاصبيا. وقبل حاصبيا، «إسرائيل» ذئب الليل والنهار في العرقوب. وقبل العرقوب، «إسرائيل» مجزرة دير ياسين، حيث قتلت حتى الحبالى من النساء وأبيد سكان القرية دفعة واحدة عن بكرة أبيهم وسُوّيت معالم العمران فيها بالأرض.

و»إسرائيل» في البدء وعد انكليزي لا حقوقي مجرم فاغتصاب لفلسطين فتشريد لشعبها الآمن تشريداً جماعياً لم تفعل مثله برابرة التاريخ ولا الهمجيات الاولى.

و»إسرائيل» في النهاية أطماع صهيونية استعمارية لا تتوقف عند حدّ حتى اقتراف جريمة اغتيال أمتكم السورية العظيمة واحتلال وطنكم من أقاصي طوروس في الشمال حتى البحر الأحمر في الجنوب وتهديد العالم العربي كله بعد ذلك.

الحق نقول لكم انه لم توجد بربرية منظمة كالبربرية الصهيونية ولا جريمة حصلت في تاريخ البشرية مثل جريمة اقتلاع شعب من أرضه وقذفه في صحراء التشتت، حتى إذا ما استفاق على نكبته وبادر إلى المقاومة طورد حيث خيامه وراء الحدود.

إن القضية الفلسطينية أيها الاخوة هذه هي صورتها الحقيقية البسيطة: جماعة صهيونية مدعومة بالإمبريالية الأميركانية طردت جماعة هي جزء من شعبنا خارج فلسطين. وكل ما عدا ذلك باطل الاباطيل.

المسألة ليست إذن كما يدعي الإعلام الصهيوني مسألة فدائيين مخربين لأمن «إسرائيل». إنها قضية وجودنا كله يهدده كيان غريب شاذ كما تهدد الجرثومة الخبيثة جسم الإنسان.

فالقضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم وإنما هي قضية اللبنانيين أيضاً والشاميين والعراقيين والأردنيين والكويتيين، إنها قضية الأمة السورية كلها. وانّ الغفلة عن هذه الحقيقة كلفنا الويلات بعد الويلات واستمرار الغفلة عنها سيكلفنا اضطراد النكبات ودوام الكوارث التي لن يكون لكم بعدها أمل بزيارة قريب أو حبيب أو قضاء أيام سعيدة في أرض الوطن الرائعة الجمال.

تلك الحقيقة أعلنها سعاده مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي لكم في المغتربات وفي الوطن منذ عام 1932 ونبّه وحذر ودعا الامة إلى الاعتصام بتعاليم النهضة القومية الاجتماعية التي وحدها طريق الانقاذ والتقدم. وتلك الحقيقة ظهرت في اتحاد المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية للجحافل «الإسرائيلية» في العرقوب. وليس استشهاد اللبناني طربيه العنز بعد تصديه للقوة «الإسرائيلية» المكتسحة حقله عدواناً مجرماً الا مثلاً عظيماً شاهداً على ما نقول. ولو ان الأمة كلها تتوحد في جبهة الحركة السورية القومية الاجتماعية العلمانية التقدمية لكنا وضعنا حداً نهائياً لكل الفتوحات ورفعنا في وطننا صرح نهضة صناعية ثقافية لا مثيل لها. ولكانت الآن سفن دولتكم السورية الناهضة تمخر بكم عباب البحار والمحيطات لتقلكم تحت أعلام الحرية والقوة إلى وطنكم معززين مكرّمين.

أيها الزائرون الأعزاء،

لقد أطلنا عليكم الحديث عن همومنا لكن عذرنا الوحيد أنكم أبناؤنا وأنّ رجاءنا عند أبنائنا كبير في نقل الحقائق إلى البلدان التي سيعودون إليها ومحاربة الدعوات الصهيونية المغرضة هناك التي تزوّر الحق وتطمس الحقيقة.

يأ أبناءنا الزائرين،

إنّ أول درجات النهوض بأمتكم هو وعيكم مضافاً إلى وعينا اننا أمة واحدة تامة لا طوائف متحاقدة متقاتلة. قال سعاده: كلنا مسلمون لرب العالمين، منا من أسلم بالإنجيل ومنا من أسلم بالقرآن ومنا من أسلم بالحكمة.

وإنّ واجبنا أن نصون وطننا الجميل وذلك عن طريق دعمكم المادي والمعنوي وتأييدكم للمقاومة التي يبديها أهلكم لإحباط الاطماع «الإسرائيلية» والمخططات الإمبريالية.

فلا تنسوا أنكم تستطيعون أن تكونوا جناحاً من أجنحة النسر القومي الاجتماعي الذي انتفض من وسط العصور المظلمة ليشق طريقه نحو فجر جديد لسورية كلها، لبنانها وفلسطينها وشامها وأردنها وعراقها وكويتها.

فأهلاً بكم تقضون خلال إقامتكم بيننا أياماً سعيدة وأياماً نافعة. شكراً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى