أولى

عملية التنف والردع الأبعد مدى

بعد أيام على صدور بيان غرفة عمليات حلفاء سورية الذي توعد بالرد القاسي على الغارات «الإسرائيلية» التي استهدفت منطقة البادية السورية، مشيراً إلى أن الطائرات المغيرة استخدمت تسهيلات العبور التي وفرتها قاعدة التنف، جاءت الترجمة بعملية إغارة استهدفت القاعدة بعدد من الطائرات المسيرة والصواريخ الموجهة التي انطلقت على التوازي من الأراضي السورية والعراقية، وأشعلت النيران وأوقعت أضراراً لم تكشف تفاصيلها في القاعدة.

أكدت العملية جدية محور المقاومة بترجمة الرد الموعود، وقدرته على الترجمة، كما أكدت العجز الأميركي عن الحؤول دون الرد ودون تحقيق أهدافه، فلا شبكات الإنذار الأميركية ولا الرادارات ولا الصواريخ المضادة، تمكنت من إبطال الهجمات التي استهدفت القاعدة، ولا الأميركي تجرأ على الرد على العملية، واضطر للاعتراف بها، متحدثاً عن رد في مكان وزمان يختارهما.

أعادت العملية الاعتبار لقواعد الاشتباك التي كان يلتزمها «الإسرائيلي»، باعتبار المنطقة الواقعة خارج مدى صواريخ تطلقها الطائرات الإسرائيلية من فوق البحر أو لبنان، بمثابة عمق استراتيجي محرم الاقتراب منه، بينما قدم الأميركيون نقطة التنف منصة لتوسيع نطاق الاستهداف «الإسرائيلي».

أكد محور المقاومة طابعه العابر للحدود بتكامل حركته عبر الحدود السورية والعراقية، وأفهم «الإسرائيلي بأن ما لم تقدر أميركا وترسانتها على منع حدوثه لن تستطيع قواعده التعامل مع مثله، وأن دخول إيران في مفاوضات حول ملفها النووي لا يعني أن محور المقاومة مقيد سياسياً عن القيام بما يلزم لتثبيت معادلات الردع وقواعد الاشتباك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى