أخيرة

يا ناشد العدل

} يوسف المسمار

يا ناشــدَ العَـدْلِ ماذا تـنـفعُ الخطبُ

في ساحةِ الظلمِ والأحرارُ قد صُلبوا؟!

فليسَ بالقـولِ حُكـمُ العـدلِ منـتـصراً

وليسَ باللعـنِ عـهـدُ الظلـم يَحْـتجِبُ

فـحـالــةُ العـدلِ إقــدامٌ بمـعـرفــةٍ

وواقــعُ الظُـلـمِ بالإذلالِ مُـنْسكِـبُ

العدلُ! ما العدلُ ؟ ما معناهُ في زمنٍ

فيهِ الفـتـوحاتُ  للأقـزامِ  تنتسبُ؟!

والحقُّ! ما الحقُّ؟ إن صارتْ طلائعُهُ

في موكبِ الزورِ والبُطْلانِ  تنتصبُ؟!

يُـكـرَّمُ العَـبْـدُ خـوفـاً من مظــالمـهِ

ويُصْـفـعُ الحُـرُّ إنْ زلَّـتْ بـهِ الركبُ

عـدالـةُ الجـورِ والطغـيـانِ منطقُهـا

الشعـبُ ينهـارُ والسلطانُ يَـنْـطربُ

وسـادةُ الحُـكـمِ في أوطاننا فـعـلـوا

فعلَ المناكيدِ بالمسْتَحقَـرِ اعتصبوا

باعوا الكراماتِ للأعداءِ وافتخروا

في وقفةِ العزِّ قدْ خابوا وقدْ رسبوا

قدْ صَيَّـروا الناسَ قطعـاناً بذلَّـتهـمْ

واستهونوا العارَواختالوا بما ارتكبوا

وعمَّموا الإفكَ والتضليلَ ما خَجلوا

من فعلةِ السوءِ، رزقَ الناسِ قدْ نَهَبوا

وقَـدّمـوا الشـعـبَ قـربـانـاً لطاغيـةٍ

والأرضَ كرمى لعينِ المُعْتدي وَهَبوا

لا خيـرَ لا خيـرَ في الحُكَّـامِ  لا أمَلٌ

من نبتةِ الشـوكِ لا يُسْتـقطفُ العنبُ

حـكّـامُـنا الجَهـلُ والتلـفـيـقُ سنَّـتُهُـمْ

هلْ ينفعُ الناسَ من ناموسهُ الكَذِبُ؟!

ما حـلَّ فينا فـظيـعُ الـويـلِ مُسْتعـراً

لو ظـلَّ فـيـنا إلى المُسْتـقبلِ العَصَبُ

نحنُ ارتضينا حقيرَ الشأنِ موْضعَنا

لا يقبـلُ الـدونَ إلا الخـامـلُ التعِـبُ

يا نـاشـدَ العـدلِ إنَّ العـدلَ موقـعُـهُ

في العقلِ والحُبِّ والإصلاحِ مُـنتصبُ

إن شئتَ عـدلاً  فـنـورُ الحـقِ وجهتُهُ

صرعُ الأباطـيـلِ يبقى للعلى السَبَبُ

لا عـدلَ لا عـدلَ إنْ صارتْ حقيقـتنا

بالوهـمِ والغـشمِ والتضليـلِ تغْـتـربُ

بلْ يَكْمنُ العدلُ في وعيٍّ  بهِ انطلقتْ

إشـراقـةُ  العـقـلِ في الإنسانِ تلتهبُ

تستقطبُ الناسَ بالأخـلاقِ  شُعلـتُها

نحـوَ الأعالي ميـولَ الخلقِ تَجْتـذبُ

يا ناشـدَ العـدلِ والبهـتـانُ منـتـشـرٌ

في كلِ أرضٍ ودَرْبُ الحقِّ مُجْتَنَبُ

لا يَسْحَـقُ الظلـمَ والظـلاّمَ يقهـرُهُـمْ

إلا الفـداءُ الذي في صِدقـهِ الكسـبُ

من جادَ بالجسمِ روحُ الحقِّ تحفظُهُ

من كـلِّ سـوءٍ ولمْ تظفـرْ بهِ النُوَب

لكـنَّ من بـاعَ بالآثــامِ جـوهَـرَهُ

واستسهلَ العارَ بالخسرانِ  ينقلب

في عـزَّةِ  النفسِ للإنسـانِ مَكرُمَةٌ

والفـوزُ بالنفسِ لا بالجسْمِ والغَـلَبُ

أذلَّـةُ النفسِ رغم العيشِ قدْ نضَبوا

وفـتيةُ العـزِّ عُـمراً خالـداً وُهِـبـوا

لمْ يَسْلم العدلُ لولا صدق من بذلوا

من أجلـهِ الـدَّمَ والأجسادَ أو صُلِبـوا

شاعر قومي مقيم في البرازيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى