الوطن

مسؤول أوروبي أثار مسألة الهجرة غير الشرعية عون: لبنان لا يتحمّل أعباء النازحين وشكوك بأن ثمّة من يعمل لإبقائهم فيه

جال نائب رئيس المفوضية الأوروبية مارغريتيس شيناس، الذي يزور بيروت على رأس وفد للبحث في الآلية التي تقترحها المفوضية لوقف النزوح السوري واللبناني في اتجاه الاتحاد الأوروبي، على كبار المسؤولين، واستهل جولته  برفقة سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف، من قصر بعبدا، حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

 وأبلغ عون الوفد أن «لبنان الذي يتفهّم الهواجس الأوروبية حيال الهجرة غير الشرعية إلى عدد من دول الاتحاد الأوروبي، يأمل في  أن يتفهّم الاتحاد الهواجس اللبنانية على هذا الصعيد، ولا سيما أنه يستضيف على أراضيه أكثر من مليون و500 ألف نازح سوري ونحو 500 ألف لاجئ فلسطيني، وقد تركت هذه الاستضافة تداعيات كثيرة على الاقتصاد اللبناني وزادت من تفاقم الأزمات المالية والاجتماعية والتربوية والصحية التي يواجهها».

وأكد أن “لبنان يتخذ إجراءات لمنع أي هجرة غير شرعية من أراضيه في اتجاه أوروبا والقوى العسكرية والأمنية تراقب البحر دائماً لمنع عمليات تهريب الأشخاص في اتجاه الدول المجاورة، لكن في المقابل لم يلق لبنان تجاوباً مع الدعوات التي وجّهها مراراً وتكراراً لمساعدته على تسهيل عودة النازحين السوريين إلى أراضيهم، ولا سيما في المناطق الآمنة التي ارتفعت نسبتها كثيراً بعدما انحصرت المواجهات المسلّحة في منطقة إدلب. وبالتالي فإن لبنان الذي يتخذ التدابير الآيلة إلى منع الهجرة غير الشرعية من أراضيه، يأمل أن يلقى معاملة بالمثل من دول العالم ولا سيما الدول الأوروبية، لأنه لم يعد في مقدوره تحمّل المزيد من الأعباء التي ساهمت في تردّي الأوضاع الاقتصادية والمالية فيه”.

ولفت إلى أن استمرار المجتمع الدولي في تجاهل الدعوات اللبنانية لتسهيل عودة النازحين السوريين إلى ديارهم “بدأت تُحدث شكوكاً بأن ثمّة من يعمل لإبقائهم في لبنان، وهذا ما لا يُمكن للبنانيين القبول به نظراً للتأثير السلبي الذي يُحدثه في الوضع الديموغرافي المرتكز على التوازن بين مختلف المكوّنات اللبنانية”.  ووعد “بدعم الجهود التي يبذلها الاتحاد وغيره من الدول للحدّ من ظاهرة تسلّل المهاجرين من بيلاروسيا إلى دول الاتحاد الأوروبي في إطار سعيه إلى مكافحة الهجرة غير الشرعية”.

من جهته، أكد شيناس “امتنان الاتحاد الأوروبي للتعاون القائم بينه وبين لبنان، والدعم الذي تقدمه الدولة اللبنانية لرعاية شؤون النازحين السوريين”، لافتاً إلى أن “هذا الموقف له تقدير كبير لدى الاتحاد الأوروبي الذي يُدرك ضآلة الموارد اللبنانية والقدرة على مواجهة حاجات النازحين على مختلف الصعد”.

وأكد أن “الاتحاد سوف يواصل تقديم المساعدات اللازمة إلى لبنان في انتظار توافر الأسباب التي تُمكّنهم من العودة إلى ديارهم واستعادة حياتهم الطبيعية”. وطلب من الرئيس عون “مساعدة الدولة اللبنانية على الحدّ من تسلّل المهاجرين من بيلاروسيا إلى دول الاتحاد الاوروبي”، لافتاً إلى وجود “شبكات تهريب منظّمة تتولى نقل هؤلاء الأشخاص إلى الحدود مع بولندا ويتسلّلون عبر الأحراج إلى الأراضي البولندية”.

بعدها، انتقل الوفد إلى مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه برّي وجرى البحث في الأوضاع العامّة في لبنان والمنطقة والعلاقات بين لبنان والاتحاد الأوروبي. كذلك زار شيناس السرايا، حيث اجتمع مع  رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. كذلك زار المسؤول الأوروبي ، قصر بسترس، حيث التقى وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب حيث جرى البحث في موضوع النازحين السوريين والجهود التي يقوم بها لبنان لمواجهة هذه الأزمة من النواحي الاقتصادية والصحية والاجتماعية، إلى جانب  موضوع الهجرة غير الشرعية التي يعاني منها الاتحاد الأوروبي واتفق الطرفان على مواصلة التعاون والتنسيق من أجل حلّ المشاكل ذات الطابع المشترك.

 واختتم المسؤول الأوروبي لقاءاته باجتماع مع وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي. وتمنى شيناس على “مولوي المساعدة في الحدّ من الهجرة غير الشرعية التي تنطلق من لبنان إلى بيلاروسيا باتجاه دول الاتحاد الأوروبي”.

من جهته، أكد مولوي أن لبنان اتخذ إجراءات في مطار بيروت الدولي للحدّ من هذه الظاهرة، ولا سيما عبر حصر الرحلات إلى بيلاروسيا بواحدة أسبوعياً.

وتم الاتفاق بين الطرفين على “التواصل والتنسيق للحدّ من هذه الظاهرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى