أولى

ماذا عن مؤتمر صحافي للمعارضة البحرانية؟

شهد لبنان خلال سنوات مؤتمرات وتواجد علني وإتاحة منابر للمعارضة السورية المنخرطة في مواجهات مسلحة إلى جانب التنظيمات الارهابية، وتباهى بها منظموها وحازوا دعم القوى التي ترفع صوتها اليوم تحت شعار مصلحة لبنان بمنع مؤتمر صحافي لمعارضة سلمية في البحرين، لم تطلق الرصاص ولم تحمل السلاح، ويشهد لها العالم كله بمظلومية نادرة وغير مسبوقة وبحجم تأييد شعبي كاسح.

شهدت دول عربية خليجية مؤتمرات تحت عنوان فك شيفرة حزب الله، وتنظيم قوى المواجهة معه، ومؤتمرات دولية تحت عنوان التخلص من حزب الله بحرب عسكرية وعمليات استهداف أمنية، ونشرت المعلومات عن هذه المؤتمرات علناً، وبالطبع لم يحرج أحد الحكومة اللبنانية ويطالبها بالاحتجاج أو التدخل واتخاذ موقف.

في دول أوروبية عديدة، وخصوصاً في بريطانيا، يحظى المعارضون البحرانيون بحقوق الحماية وحرية التحرك، على رغم أن بريطانيا تعتبر راعية النظام في البحرين، وتحتفظ بقاعدة عسكرية فيه، ولم يرتب ذلك أي أذى على العلاقات البريطانية مع البحرين.

بيروت التي يعرفها العرب ويتباهى بها اللبنانيون هي بيروت الحريات، ومنبر الحقوق، وملجأ المعارضات، وتغيير هذا الوجه لبيروت بتحويلها إلى خيمة لحكام خليج انحدار خطير في مكانتها يمهد لسواد إعلامي وثقافي خطير.

السؤال الأهم يتصل بالحكومات التي طبعت علاقاتها بكيان الاحتلال، ولبنان لا يزال ملتزماً قانون مقاطعة “إسرائيل” ويجرّم التعامل معها، هو هل أن حماية الحكومات المطبّعة من أي انتقاد تحت شعار أن الانتقاد يسيء إلى علاقات لبنان العربية، يعني أن لبنان ينتقل من أن يكون عاصمة المقاومة بين العرب إلى حارس لحكومات التطبيع، وهل يتذكر المسؤولون بنود اتفاق 17 أيار وما تضمنت على الصعيد الإعلامي، أم أنهم يتذكرون وقد بدأوا بالتطبيق؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى