رياضة

العهد يتحدّى القرارات ويصمّ آذانه عن التمنيّات ثورة نادي النجمة ورئيسه في الوقت الضائع

ابراهيم وزنه

موقف غير موفّق، خطوة مجافية للحقيقة والمنطق، تصرّف أرعن نابع عن قناعات خاطئة… بهذه الكلمات، يمكننا وصف ما أقدمت عليه إدارة نادي النجمة على عتبة انطلاق الجولة التاسعة من الدوري اللبناني لكرة القدم… ابتداء بالتصريح (العنتري) لرئيسه أسعد السقال الذي أعلنها جهاراً “سنأخذ حقّنا بأيدينا”، مروراً بالتظاهرة غير المنضبطة التي صدح المشاركون فيها بعبارات نابية بعيدة كلّ البعد عن الأصول والأخلاق الرياضية، وصولاً إلى البيان الركيك الصادر عن المكتب الإعلامي في المنارة، وما رافقه من تصريحات منافية لكلّ حقيقة وواقع!

عصر السبت، توجّهت الأنظار إلى ملعب جونيه البلدي، قبل المباراة انطلقت التساؤلات، هل سيتمنّع النجمة عن الحضور إلى الملعب؟ وهل ستقام المباراة المرتقبة بين المتصدّر العهد والوصيف النجمة؟ وهل سيضرب النجمة عرض الحائط غير آبه بقرارات أو تحذيرات؟ وهل وهل…؟ أسئلة كثيرة وتخمينات أكثر، إلا أنّ المؤسف في المشهد الكروي المصاحب للمجريات غير الواضحة، هو ما أقدم عليه معالي وزير الداخلية، حين خرج بتصريح أشار فيه إلى أنّ الحرب الأهلية على الأبواب وربما ستندلع لو أقيمت المباراة في موعدها! وفي كلامه مجافاة واضحة للمسؤولية المناطة بشخصه ومهامه… فسقط متأثراً بتغليب عواطفه السياسية والمذهبية على حساب حسّه بالمسؤولية الوطنية. ومن جهته، حسناً فعل نادي العهد بتثبيت حضوره وتأكيد فوزه في جونيه متجاوزاً السواتر التي رفعها الوزير المواكب بمجموعة من البيانات التي لا تصرف على أرض الملعب، وللأسف أيضاً صدرت بمعظمها من أندية تدور في محور المهادنة والإذعان لرغبات إحدى الدول الخليجية! وهنا لا بدّ من الثناء على مجمل الخطوات التي قام بها القيّمون على نادي العهد، إنْ لجهة تعاطي الرئيس تميم سليمان الحضاري مع كلّ الذين تهجّموا عليه بالشخصي، أو لجهة ما بيّنه أمينه العام الحاج محمد عاصي من على أرض الملعب، فكان محقاً ومقنعاً وحريصاً تماماً، على عكس الواقفين في الجهة المقابلة من مطلقي الحجج الواهية، وصولاً إلى الإصرار على الدخول إلى الملعب والوقوف في قلبه الى جانب طاقم الحكام، وفي ضوء ما حصل في الملعب نطالب بالتحقيق مع الضابط الذي سعى إلى تنفيذ قرار شفهي تمنّاه عليه أحد المسؤولين، وهو بفعلته هذه، هتك حرمات الملعب واللعبة والأندية والاتحاد مجتمعين، علماً بأنّ أمين عام الاتحاد جهاد الشحف كان حاضراً في الميدان ومواكباً لكافة التفاصيل.

بعد الذي تابعناه خلال الأسبوع المنصرم، من مجريات ساخنة وتصرفات متناقضة، من المتوقع أن يعمَد الاتحاد إلى تطيير نصابه القانوني حتى لا ينعقد ويعمل على إصدار قراراته القانونية في هذه الحالة والقاضية بحسم 6 نقاط من رصيد نادي النجمة، وهذا سيناريو لبناني معتاد عليه… لكن الأكيد أنّ الاتحاد لن يحيد عن تطبيق قوانينه ولو بعد تأجيل… لا بل على الاتحاد أن يشتكي على كافة المتدخلين في إدارة اللعبة بأنفاسهم السياسية مستندين إلى مواقعهم الحكومية وغير الحكومية، وعليه أن يرسل التفاصيل إلى الاتحاد الدولي ليدعمه ويشدّ من أزره.

ختاماً، أسأل الخارجين عن النص، عن أيّ تهديد للسلم الأهلي من الملاعب تتحدثون وتلوّحون فيما جميع المباريات أقيمت في كافة الألعاب الجماعية والفردية، وإذا كانت (الثورة) النبيذية مردّها إلى حصول ظلم تحكيمي في بعض المباريات، فهل الملاعب العالمية خالية من تلك الأخطاء؟ والأخطاء في خدمة الجميع، ومن خلال مراجعة أشرطة المباريات يتأكد لنا ذلك، فلماذا فقط في بلادنا، يلجأ الفاشلون إلى اختراع أسبابهم و”همروجاتهم” للهروب من المحاسبة؟ هي حكاية أصبحت معروفة التفاصيل، احذروا الانزلاق لأنّ كرتنا في خطر… وها هي تتدحرج في سياق تفعيل الفوضى وزعزعة الاستقرار… نعود لندعو الاتحاد ليضرب بيد من حديد كما ندعو العائلة الكروية للتنبّه حيال ما يُحاك في ليل دامس… فلا تجعلوا أنفسكم مجرد أدوات بأيدي المتربصين بوطننا… عشتم وعاش لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى