أولى

ما بين الاحتراب والاغتراب نحتاج عليّاً…

} السيد علي عبد اللطيف فضل الله*

أمام تحديات الوجود، حيث تكبر معاناة الأمة. من جراحات الاغتراب وصراعات التخلف وغزوات التوحش وثقافة الاغتراب وتعدّد الأرباب المصطنعة. كم نحتاج إلى تلمّس أفق الوحدة وتجليات الوعي وإلهية المقصد الذي نراه في إشراقات «عليّ».

في زمن تُهدَّد الهوية الحضارية من حامليها. وتجفّ الإنسانية المعذبة عند مدّعيها، نقتدي بـ «عليّ» حباً يقترن بالمعرفة لأنّ الحب بلا معرفة تعصّب، والحب مع المعرفة التزام. والفارق كبير بين الالتزام والتعصب. و»عليّ» نقيض المتعصّبين وإمام الملتزمين.

وفي الزمن الذي نواجه فيه ثقافة الغلوّ والخرافة والتكفير فيُرجم المصلح ويُتهم المتنوّر ويَحكم الجاهل. ويكثر فينا الدين في مظاهره ويقلّ في فعله ومقاصده ونموذجه، نسمو بروح التمرّد ونرتقي بفعل الوعي التزاماً بنهج «عليّ».

وفي الزمن الذي ينتشر فيه أنين الضعفاء والمظلومين الذين يرزحون تحت سياط ظلم أهل الأرض، نتطلع إلى عدالة السماء فنراها مكتملة في نموذج «عليّ».

وفي الزمن الذي كثر فيه الأدعياء ممّن تسقطهم شهـوة السلطة والمال، وتغـريهم ثقافة لحـس القصاع وخفق النعال، على قاعدة أنّ الصلاة وراء «عليّ» (ع) أكمل والأكل عند معاوية أدسم والوقوف وراء التلّ أسلم.

نتطلع إلى الألَق الرسالي الذي لا يخبو فلا نراه إلا في بهاء «عليّ»، وفي الزمن الذي تزداد فيه غربة المتديّن المجسّد للدين بإشراقة العقل وأصالة الموقف وسمو الخلق واستقامة السلوك. نتعلم أنّ ألم المعاناة ومرارة الصبر والغربة سبيل للارتقاء إلى سمو المعنى. وهذا ما نستلهمه من سيرة «علي».

وفي زمن تعميم ثقافة تسليع الإنسان حيث سحق الإرادة ومصادرة الحرية وتشتيت الوعي. نبحث عن ثقافة المحتوى والكينونة حيث يُحرَّر العقل من أسر الغـريزة وتنعتق الروح من أسر ترابية الجسد. فتتلمّس توهّج الرسالة وانبعاث نورها الجلي، فنراه في نور «عليّ».

في زمن كثر فيه الناكثون والقاسطون والمارقون والفاسدون والهمج الرعاع ممن لم يستضيئوا بنور العلم ولم يرجعوا الى ركن وثيق».

هل لنا أن نستعيد «علياً» بقوله «ظهر الفساد فلا منكر مُغير ولا زاجرٌ مزدجر، أين خياركم وصلحاؤكم، وأين أحراركم وسمحاؤكم، وأين المتورّعون في مكاسبهم المتنزهون في مذاهبهم…»

*رئيس»لقاء الفكر العاملي»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى