أخيرة

تحالف…

إذن… هو تحالف لمواجهة إيران بعد الاتفاق النووي، أفهم أن تذهب الإمارات والبحرين والسعودية بعيداً مع «إسرائيل» في محاولة لإيجاد تجمّع استراتيجي قادر على أن يشكل موازناً لإيران في المنطقة، بعد أن اختارت الولايات المتحدة الأميركية ترك المنطقة ومشاكلها لأهلها، ولكنني لا أفهم الموقف المصري سوى أنه فهلوة مصرية…

مصر وبعد الإنجازات الاقتصادية المبهرة التي تمكنت من تحقيقها في العقد الفائت، لن تغامر بأن تضع كلّ ذلك في مهبّ الريح من خلال الدخول في تحالفات حربجية، غير مضمونة النتائج على الإطلاق، والأحرى انّ الانخراط في مشاريع تناطحية كهذه من شأنه أن يفقد مصر كلّ ذلك الزخم نحو اندفاعة اقتصادية تنموية قد تضع مصر في مصاف الدول الـ 15 الأولى في العال.

المصري شاطر بالسليقة، سيذهب معهم حتى لحظة الحقيقة طالما انّ هنالك مكاسب مادية آخذة في التحقق، ولكنه سيجد ألف وسيلة بعد ذلك للاستدارة 180 درجة، وخلفاً در، وسيجدون أنفسهم ساعتئذ بدون الكتلة الديموغرافية الكبرى والتي بدونها سيقوم الإيراني وحلفاؤه بسكب كمية كبيرة من الماء المثلج على عجائزهم…

هذه هي معضلة أولئك الذين يقومون طائعين مختارين بتسليم أقدارهم وقرارهم ومصائرهم لغيرهم، إذ انّ جلّ ما يطمحون إليه هو البقاء على قيد الحياة، بكرامة او بدون كرامة ليس أمراً ذا بال، أما «إسرائيل» فهي ترجو من هكذا تحالفات ان يقوم حلفاؤها الجدد بتقديم ضريبة الدم عنها، ولا بأس بالتمويل المالي أيضاً في حالة الانخراط في الصراع مع محور المقاومة، مقابل ان تقدّم التكنولوجيا والتخطيط، وإلّا فكيف نفسّر مع احتدام وتيرة اشتعال المنطقة وسيرها الحثيث نحو الصدام، قيام «إسرائيل» بتخفيض عديد قواتها؟

خلاصة القول، هنالك تخبّط في محور المشروع الصهيوني الذي يبدو أننا بدأنا نقترب بإصرار نحو نهايته الحتمية.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى