مديرية لبّايا في «القوميّ» تفتتح حديقة النهضة بحضور ممثل رئيس الحزب سلوان: الحركة القومية الاجتماعية حركة بناء وقضيّتها قضيّة حياة المتّحد الاجتماعي ـ حياة الأمّة كلّها لن يثنينا شيء عن القيام بواجباتنا وسنعمل بكلّ ما فينا من قوة لوحدة مجتمعنا وقوته وانتصاره

بمناسبة عيد مولد باعث النهضة أنطون سعاده، افتتحت مديرية لبايا التابعة لمنفذية البقاع الغربي في الحزب السوري القومي الاجتماعي حديقة النهضة، بحضور عميد الدفاع علي عرار ممثلاً رئيس الحزب النائب أسعد حردان، عضو المجلس الأعلى أحمد سيف الدين، مرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي عن البقاع الغربي ـ راشيا أنطون سلوان، منفذ عام منفذية زحلة جابر جابر، ناموس منفذية البقاع الغربي وسام غزالي، ناظر مالية منفذية البقاع الغربي عمر الجراح، ناظر تدريب منفذية البقاع الغربي حسن شموري، ناظر تدريب منفذية زحلة عماد حدري، عضو المجلس القومي د. نضال منعم، مدير مديرية لبايا عباس عقل وأعضاء هيئة المديرية، مدير مديرية سحمر غسان الحرشي وأعضاء هيئة المديرية، هيئة مديرية مشغرة، بالإضافة الى رئيس بلدية لبايا عبد الحسن الحسين وعدد من أعضاء المجلس البلدي، مختار لبايا حسيب إبراهيم، ممثل التيار الوطني الحر حسين إسماعيل، وممثل حركة أمل علي عبد الرسول.

تعريف

عرّف الاحتفال ناموس مديرية لبايا علاء عبد القادر، مستهلاً كلامه بقول حضرة الزعيم: «إنّ الحق القومي لا يكون حقاً في معترك الأمم إلا بمقدار ما يدعمه من قوة الأمة. فالقوة هي القول الفصل في إثبات الحق القومي أو إنكاره». وأشار إلى العملية البطولية التي نفذها المقاوم الشهيد ضياء حمارشة مهنئاً الأمة بهذه العملية، ومؤكداً هشاشة كيان الاحتلال.

وتحدّث عن أهمية المناسبة لما تحمله من معانٍ في نفوس القوميين مؤكداً أنّ أنطون سعاده كانت له نظرة فلسفية بعيدة كلّ البعد عن الأنانية والنزعة الطائفية.

وأكد أنّ «حديقة النهضة» تجسيد لاهتمام الحزب السوري القومي الاجتماعي بجمال طبيعتنا لأنّ في أمتنا كلّ حقٍ وخيرٍ وجمال.

كلمة الطلبة

وألقت الطالبة كارلا فضة كلمة الطلبة فتحدّثت عن معاني المناسبة، وقالت: «من حق آذار أن يتباهى بين الفصول، ففي أوله ميلاد أنطون سعاده، الذي أسس نهضة عظيمة تعمل لخير أمتنا وتخليص مجتمعنا من كل الآفات الهدامة».

الكلمة المركزية

وختاماً ألقى ناظر إذاعة منفذية البقاع الغربي أنطون سلوان كلمة الحزب ومما جاء فيها:

«إنّ الترابط بين الأمة، أيّ الإنسان، والوطن، أيّ الأرض، هو المبدأ الوحيد الذي تتمّ به وحدة الحياة. لذلك لا يمكن تصوّر متحد إنساني اجتماعي من غير بيئة تتمّ فيها وحدة الحياة والاشتراك في مقوّماتها ومصالحها وأهدافها، وتمكن من نشوء الشخصية الاجتماعية التي  هي شخصية المتحد ـ شخصية الأمة. وإن المجتمع الإنسانيّ العصريّ المتمدّن هو نتيجة أو حاصل الثّقافات المتوالية على الإنسان التي ولّدها التّفاعل المستمرّ بين الإنسان وبيئته.

لذلك أكد أنطون سعاده بأنه «لا بشر حيث لا أرض، ولا جماعة حيث لا بيئة، ولا تاريخ حيث لا جماعة».

نلتقي اليوم في افتتاح حديقة النهضة العامة في لبايا، نلتقي في أواخر شهر آذار وشهر آذار يزخر بالمناسبات والأعياد. ففيه بداية فصل الربيع، فصل تجدّد الحياة، وفيه عيد الأرض، وعيد الأم وعيد الطفل وعيد المعلم ولآذار لنا نحن القوميين الاجتماعيين معنى خاص إضافي، ففيه ولد أنطون سعاده، مؤسس الحزب وباعث النهضة القومية الاجتماعية في شرايين الأمة.

في هذا اليوم من آذار، نتوّج عملاً قد يكون متواضعاً كمّا، ولكنه حتماً عمل جبار في ما يحمله من معان كبيرة ومهمة. فكلّ من يسعى لغرس شجرة، ولو واحدة، فإنه كمن يضع لبنة في مدماك حياة أفضل وكمن يضيء شمعة في ليل حالك شديد الظلمة. هذا العمل ما هو إلا دليل على فهم عميق لمعاني الحياة وتفاصيلها. ما هو الا تعبير عن إرادة الحياة والتطور والاستمرار، ما هو الا تصميم على إرادة الصراع والجهاد، ما هو الا دليل على فكر بنّاء ونظرة واضحة الى المستقبل.

إنّ هذه البيئة الغنية التي نحيا فيها، هي أغلى ما نملك، هي التي قدّمت وتقدّم لنا الثروات والإمكانيات على اختلاف أنواعها، مائية، ونفطية، وحرجية، ونباتية وسياحية، ومناخية، هي التي احتضنت أبناءنا بكلّ عطف ومحبة ليكبروا في كنفها ويتعلموا منها الدروس والعبر. هي التي أعطت لنا كلّ ما فيها، عطاء غير مشروط ودون منة أو مقابل. هذه البيئة وتحديداً في هذا المكان، هي التي وطأتها أقدام المقاومين في مسيرتهم لتحرير هذه الأرض من رجس الاحتلال، صخورها وأشجارها وتضاريسها هي التي حمتهم من أعين العدو ومن صواريخ حقده، ينابيعها هي التي روت ظمأهم، وثمارها هي التي أشبعت جوعهم، وترابها هو الذي ضمّ رفاة من استشهد منهم بعد أن ارتوى بدمائهم الزكية.

لذلك، فإنّ هذه البيئة تستحق منا أعلى درجات التقدير والتقديس. ولكن وللأسف، وفي المقابل، هل كان الوفاء لهذه البيئة على قدر عطاءاتها؟ هل استطعنا أن نحمي جبالها من كسارات تنهشها وتفترسها؟ هل استطعنا أن نحمي بحيراتها وينابيعها من شبح التلوث القاتل؟ هل استطعنا أن نحمي غاباتها وأشجارها من وحش الحرائق المفتعلة والقطع الجائر؟ هل استطعنا أن نحمي طيورها من القنص وحيواناتها من القتل وحشراتها من الإبادة؟ إن الفشل في هذا الموضوع المهم والأساسي كان ذريعاً جداً. فالنظام الطائفي الذي يصوغ القوانين ويسنّ التشريعات في هذا الكيان هو أعجز من أن يحمي الإنسان وأبسط حقوق الإنسان، فكيف بالتالي سيستطيع أن يحمي الصخور والمياه، الأشجار والنبات.

إذا أردنا بجدية أن نبني مجتمعاً تسوده العدالة، مجتمعاً قادراً على التطور والنمو، مجتمعاً قادراً على مواجهة التحديات، مجتمعاً موحداً تجمعه المصلحة العليا ولا تفرّقه التفاصيل الآنية، لا بدّ لنا أن نتعلم الدروس والعبر من هذه الطبيعة الساحرة التي يسودها نظام لا يميّز ولا يفرّق، يعطي كلّ ذي حق حقه، يثمن الإمكانيات والكفاءات ويقدّر العطاءات والتضحيات، ويحاسب دون تفرقة أو تحيّز. أما الخطر الأكبر الذي يتهدّد هذا النظام هو تدخل الإنسان بجبروته وعجرفته في قوانين الطبيعة ونظمها ومساراتها.

في ظلّ التحديات الكبيرة جداً والمخاطر التي تتهدّد الوطن، كلّ الوطن، نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي، كنا وما زلنا وسنبقى مع أبناء شعبنا وأهلنا لنواجه هذه التحديات مهما عظمت، مستعدون للتضحية بكلّ ما نملك من إمكانيات، بما فيها الدماء التي تجري في عروقنا من أجل أن ننهض بهذا الوطن ونعيد بناء ما هدمته الأيام والسنون الغابرة. لن نتراجع قيد أنملة عن ثوابتنا وقناعاتنا، لن يثنينا شيء عن القيام بواجباتنا، سنعمل بكل ما فينا من قوة لوحدة هذا المجتمع وقوة هذا المجتمع وانتصار هذا المجتمع لأنّ الحركة القومية الاجتماعية هي حركة إنشاء وبناء، وقضيّتها هي قضيّة حياة المتّحد الاجتماعي ـ حياة الأمّة كلّها ومصيرها».