أنشطة قومية

النائب السابق بشارة مرهج: استشهدت سناء من أجل تحرّر وطنها فلا يبقى في حبوس الإقطاع والمصارف والطوائف والسماسرة المنفذ العام رضوان رزق: وحدة الإيمان بالعقيدة القوميّة الاجتماعية المستمدة روحها من تاريخ الأمة هي استمرار خط سيرها الحضاريّ والثقافيّ والأخلاقيّ زينة أبو حيدر: سنقضي على كل من يتوهم إن باستطاعته إنهاء هذه القضية وتطويع حامليها

 

 

 

 

 

 

 

 

خطوة على طريق التحرير الكامل الذي لا نرضى عنه بديلا».

غصن
كلمة المركز الحزب، ألقاها عميد الخارجية غسان غصن وجاء فيها:

 

 

 

 

 

 

 

 

التاسع من نيسان سنة 1985، تاريخ حُفر عميقاً في الذاكرة، فتوقف الزمن متهيّباً أمام عظمة الفداء، إنه يوم سناء، يوم للبطولة المؤيدة بصحة العقيدة، يوم للمقاومة التي بالدماء والتضحيات ترسم خريطة الوطن وتصنع الانتصارات.

إيمانُ سناء عقيدة محييَة، وزادُ سناء بطولة وكرامة، وميزة سناء أنها برّت بالقسم، فردّت إلى الأمة وديعة الدم معلنة على رؤوس الأشهاد، أننا نحب الحياة ونحبّ الموت متى كان طريقاً للحياة.

على طريق الشهادة عزاً، مشت عروس الجنوب، أيقونة المقاومة، اقتحمت تجمّعاً لجنود الاحتلال الصهيوني عند معبر باتر ـ جزين فحوّلتهم إلى أشلاء، وأسقطت أكذوبة الجيش الذي لا يُقهر، وكتبت حكاية نصر لا يعرف النهايات.

فعلُ سناء، ضياءٌ شعّ نصراً، رسم خيوط الفجر لتسطعَ شمسُ التحرير في الخامس والعشرين من أيار عام ألفين، وليندحر الاحتلال الصهيونيّ عن معظم مناطق الجنوب اللبناني مهزوماً خائباً ذليلاً.

فعلُ سناء، هو ذاتُه فعلُ خالد علوان الذي شكلت رصاصاته فاتحة تحرير بيروت، وهو ذاته فعلُ الأبطال الذين أطلقوا صواريخ الكاتيوشا في 21 تموز على مغتصَبة «كريات شمونة» مسقطين شعار «سلامة الجليل» الذي رفعه الاحتلال شعاراً لعدوانه واجتياح لبنان عام 1982.

وفعلُ سناء، هو ذاته فعلُ كلّ مقاوم قاتل العدو، وإننا في هذه المناسبة نحيّي كلّ المقاومين على مختلف انتماءاتهم، ونحيّي المقاومة الفلسطينة بكلّ فصائلها، ونحيّي صمود وبسالة شعبنا في فلسطين الذي يواجه ويستشهد دفاعاً عن أرضه ويلقن الاحتلال دروساً عند بوابات بيت المقدس وساحات الأقصى وفي الشيخ جراح وفي مدن فلسطين المحتلة في الضفة وفي عمق الأرض السليبة عام 48. وها هي صواريخ المقاومة الفلسطينية تجبر المستوطنين على التأقلم مع عتم الملاجئ. وفعل المقاومة يطارد الغزاة في كلّ ساح ويتربّص بهم عند كلّ ناصية طعناً ودهساً ورمياً بالرصاص وليس آخرها العملية البطوليّة في مدينة يافا التي كشفت هشاشة الكيان الصهيوني وأربكت قياداته.

هو يوم لسناء، وكلّ أيامنا سناء محيدلي ووجدي الصايغ، ابتسام حرب وخالد أزرق، نورما أبي حسان وعلي غازي طالب، مريم خير الدين ومالك وهبي، فدوى غانم وعمار الأعسر، زهر أبو عساف ومحمد قناعة، ولكلّ الشهداء. فتحيّة الوفاء لهم جميعاً.

وتابع عميد الخارجيّة: الوفاءُ للشهداء ليس مجرّد شعار يُرفع، هو نهجٌ ثابت راسخ، ملتزمون به ومستمرون عليه، نجسّده مقاومة مقاومة بالنار لا مساومة، هذا عهدُنا وهذا دأبُنا، ولن نحيد عن نهج الفداء المعمّد بالدماء.

أما الذين يتنكّرون لتضحيات المقاومين ويحاولون تشويه صورة المقاومة، نقول لهم: لولا المقاومة لما اندحر الاحتلال الصهيونيّ عن العاصمة بيروت، ولولا المقاومة لما تحرّرت معظم الأرض اللبنانيّة، ولما ترسّخت معادلات الردع التي تحمي.

ونقول أيضاً إنّ التضحية والاستشهاد في سبيل تحرير الأرض شرف وكرامة، فكفى البعض رهانات خاسرة على عناوين الضعف والحياد. إنّ لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته أسقط كلّ هذه العناوين، وصار بلداً قوياً بثلاثيته الذهبية التي نتمسك بها لتحرير ما تبقى من أرض محتلة، ولحماية السيادة والكرامة والثروات.

إنّ الذين يصوّبون سهام حقدِهم على المقاومة وسلاحِها، يتخذون من الطائفية والمذهبية منصّات لهم، وينفذون أجندات قوى خارجية معروفة، إما متحالفة مع العدو الصهيوني أو مطبّعة معه، وهذا العدو لا يزال يحتلّ أرضنا ويعيث إجراماً وعنصرية في بلادنا.

المقاومة أيها الحضور، هي كلّ لا يتجزّأ، قوة موحدة الإرادة تحمي لبنان وتدافع عن كلّ اللبنانيين.

ونحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي، حزب أنطون سعاده، حزب خالد ووجدي وسناء ندرك جيداً بأنّ الهجوم على المقاومة يستهدف عناصر قوة لبنان، ويستهدف إعادة لبنان الى مربع الضعف والهوان، كي يستبيحه العدو الصهيوني ساعة يشاء. ولكن اطمأنّوا، لا عودة الى مربع الضعف، لأنّ المقاومة وضعت لبنان في مربع القوة والقدرة.

ثم أضاف: في موازاة التشديد على نهج المقاومة، نرى أنّ ترسيخ هذا النهج، يتطلب الوصول سريعاً إلى دولة مدنية ديمقراطية قادرة وعادلة، دولة تقطع نهائياً مع النظام الطائفي المقيت الذي لم يقدّم للبنان سوى الويل والخراب.

إنّ النظام الطائفي ولّادة حروب، وما نشهده راهناً من أزمات معيشية واقتصادية واجتماعية ونقدية، ما هو إلا نتاج للمحاصصة الطائفية، ونتاج السياسات الاقتصادية التي أهملت الزراعة والصناعة وكلّ عناصر اقتصاد الإنتاج، وذهبت باتجاه سياسات الاستدانة والارتهان تحت مسمّى «الاقتصاد الرّيعي» الذي لا يمتّ بصلة الى الواقع الاقتصادي في لبنان.

هذا النظام وهذه السياسات أوصلت بلدنا الى شفير انهيار اقتصادي، مفاعيله ترتبط بمشاريع الهيمنة الاستعمارية المستهدفة وحدتنا ومكامن قوّتنا، وفرض الارتهان لصندوق النقد والبنك الدوليين.

لاحظوا معنا، كيف أنّ الأوضاع الاقتصادية تفاقمت بسرعة مذهلة وكيف تمّ استخدام ما سُمّي «ثورة» للتغطية على تسريع تفاقم الوضع الاقتصاديّ. وهذا إنْ دلّ على شيء إنما يدلّ على أننا نتعرّض لحرب اقتصادية ممنهجة وظالمة، وبالتالي فإنّ المواجهة تفرض جراحة عاجلة وإجراءات سريعة للحدّ من تفاقم الأوضاع الاقتصادية ووضع الخطط المطلوبة للتعافي الاقتصادي والوطني العام.

المطلوب أن تقوم الدولة بدورها في الرعاية الاجتماعية وأن تتحمّل مسؤولياتها في الحماية الاقتصادية، وأولى الخطوات على طريق المعالجات، هي إدارة المرافق الحيوية الاستراتيجية، بما يضع حداً لتحكم وجشع كارتلات مستوردي النفط ومافيات احتكار القمح والطحين والدواء.

وعلى الدولة أن تعتق حقوق المواطنين من سطو المصارف على مالها وجنى العمر. وتؤمّن لأبنائها حقوقهم في العلم والعمل والسكن والطبابة والاستشفاء. ذلك لأنّ تحقيق العدالة الاجتماعية وصون الكرامة أولوية الأولويات.

وقال غصن: إنّ حماية البلد ومصالح الناس، ليست فقط بتجميع الحواصل الإنتخابية على أهمية هذا الأمر. بل انّ المطلوب أيضاً الوقوف مع القوى اللاطائفية التي هي ضمانة وحدة لبنان. والحزب السوري القومي الاجتماعي في مقدّمة هذه القوى وقد دفع أثماناً باهظة في مواجهة مشاريع التقسيم والتفتيت، وسيظلّ رأس حربة في هذه المواجهة شاء من شاء وأبى من أبى.

كلمتنا إلى الذين يحرصون على لبنان، بأن تعالوا وانخرطوا بصدق في معركة القضاء على النظام الطائفي ومحميّاته، ومحاربة الطائفية والفساد والسمسرات، ومواجهة الاحتلال والعدوان والإرهاب، وفي مواجهة الذين لا يعرفون ما هو الشرف وما هو العار.

تعالوا أيها الحرصاء وكونوا جزءاً من معركة حزبنا للوصول الى الدولة المدنية والى قانون انتخابات عصريّ على أساس لبنان دائرة واحدة واعتماد النسبية والانتخاب من خارج القيد الطائفي، والى قانون جديد للأحزاب يمنع تشكل الأحزاب الطائفية والمذهبية وإلى قانون للأحوال الشخصية يحقق المساواة بين المواطنين.

تعالوا وكونوا جزءاً من معركتنا في سبيل اقتصاد الإنتاج، ومن أجل قيام مجلس تعاون مشرقيّ يحقق التساند والتآزر بين دول المشرق، ويعود بالخير على أبناء المجتمع.

تعالوا لكي نعيد سوياً الاعتبار لعلاقات لبنان المميّزة مع سورية ـ الشام، والتي تصبّ في مصلحة لبنان، فسورية وقفت دائماً مع لبنان وقدّمت تضحيات جساماً في سبيل وحدته ومنع تقسيمه، ودعمت مقاومته التي هزمت الاحتلال الصهيوني.

إنّ الحواصل الانتخابية، ليست هدفاً بذاته، بل هي جزء من معركة نخوضها، وليعلم كل من افتأت على حواصلنا في هذه الانتخابات، بأننا حزب يعتزّ بحاصله المقاوم منذ الشهيد حسين البنا على أرض فلسطين 1936، إلى سناء وكوكبة الاستشهاديين الى شهداء نسور الزوبعة على أرض الشام في مواجهة الإرهاب.

أنّ الذين وضعوا مقاعدنا النيابية نصب جشعهم الانتخابي، لا يستطيعون أخذ مقاعدنا الوطنية لأنها عصية على أصحاب الخطاب الغرائزي.

ورأى أن في ذكرى سناء، نستذكر كلّ الشهداء الذي ردّوا للأمة وديعة الدم ونحيّيهم، لا سيما الشهيد مالك وهبي الذي تصادف ذكرى عمليته الاستشهادية في العشرين من الشهر الحالي.

 والتحية لشهداء مجزرة قانا التي تصادف ذكراها في 18 نيسان، وهي مجزرة مروّعة معظم شهدائها من الأطفال.

وختم: على درب الجهاد مشت سناء، ومشى آلاف الشهداء والمقاومون. بوصلتهم باتجاه الجنوب وجنوب الجنوب، ومعركتهم دحر الاحتلال الصهيوني عن أرضنا وصون حقنا القومي.

ويوم سناء، هو تمجيد لكلّ الشهداء، للشهادة الموقعة بالدماء.

هو العهد لفادينا ومعلمنا وزعيمنا أنطون سعاده، أن نبقى على ما أقسمنا، أبناء عقيدة التضحية والجهاد، جنوداً أوفياء، عنواناً للعطاء،

التحية لكم يا أبناء الحياة،

وأنتم المؤتمنون على صون دماء الشهداء

ولتحي سورية وليحي سعاده..

أبو الزور
تخللت الاحتفال قصيدة لسناء ألقاها الشاعر نزيه أبو الزور وجاء فيها:

 

 

 

 

 

 

 

 

يا شرق لا تلبس عباية وقبعة

ولا تنحني قدام دولة مقنّعة

نحن الشرق

نحن الزوايا الأربعة

من دمنا أرض الكرامة مشبعة

نحن الثقافة والوعي والمطبعة

وجمرة الحمرا فينا مطبّعة

نحن سعاده وضحكة هلال الخصيب

وصرخة وطن حامل ع صدرو زوبعة

يا شرق ما تنسى سناء محيدلي

ال وقعت على راس الأعادي محدلة

هي بنت عنا بوطنها مكللة

بدم الرجولة والكرامة مرسملة

هي بنت وقفت تحت نيحا تعتلي

صرخت ع المحتل ضرسك ما حلي

جاي تا قلك كيف بنت الزوبعة

بتطرح جسدها ع طريقك قنبلي

يا سناء محيدلي

صار الفدا بذمة وطن مجروح

عايش ع الهدا

فلوا العدا

واليوم واجهنا عدا جيوش الدراهم

وإنت الي طعمت الأرض لحمك ع المدى

والبلبل الغرّيد ع قبرك شدا

وتجار بلبنان عملوا مقبرة

تا يركعونا ع طول المدى

لو كان حكيي فج

حكيي بينصرف

صرنا عبيد بيوتنا بين الغرف

لا تهدّدونا بالدولار وبالدرف

ولا تشمتوا في شعب دمعاتو ذرف

يا رفيقتي

صرنا بزمن كلو قرف

ولو ما الضمير شوي عن دربه انحرف

المفروض نعمل جعبتك مخزن حبوب

وبوط الي بإجرك مصرف بيقرض شرف

لا تزعلي

ولا تفكري نجمك هرب

عنا قناعة موعد النصر اقترب

مزبوط نحن شعب بالنار انضرب

لكن بغزة طفل منا ما هرب

ويلي اشتروهم بالدولار

ما عاد يشفوا من مسامير الجرب

انت العروس ال كللت ارض الجنوب

وانت الكرامة ال كرّمت كل العرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى