أولى

فلسطين تواجه بشجاعة رغم الحصار والانفضاض

 بشارة مرهج*

فيما ينشغل العالم بالحرب الروسية الأوكرانية وأزمة الغذاء الضارية التي تهدّد قوت الفقراء في العالم يواصل الكيان الصهيوني العنصري الحرب على الشعب الفلسطيني ومقدساته ومؤسساته فيوجه السلاح القاتل إلى صدور الأطفال والمواطنين مثلما يوجّه أحقاده ورصاصه ضدّ المسجد الأقصى وكنيسة القيامة في محاولة منه لتيئيس الشعب الفلسطيني والنيل من حقوقه التاريخية الثابتة.

وإذ يصعّد هذا الكيان المحتلّ من «جهوده» لتحويل الخرافات الى «حقائق» وتكريس الأوهام على أرض القدس وأكنافها يتصدّى له الشعب الفلسطيني بكلّ فئاته مُصراً على حماية المقدّسات والمرابطة في باحاتها ومنعه من تحقيق أهدافه الرامية إلى احتلالها بأساليب ذكية لم تعد تخدع أحداً بعد أن انكشفت خططه الرامية الى تهويد القدس وإحراق المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه.

وإذ تفشل كلّ الحفريات الصهيونية المستمرة منذ عقود في اكتشاف أيّ معلم يهوديّ قديم تشهره السلطات المحتلة بوجه العالم لتبرير وجودها الاستعماري في فلسطين، تمضي هذه السلطات في سياستها الوحشية التي نشأت عليها، فتهدم المنازل والأحياء، وتملأ السجون بالأحرار من نساء ورجال، وتشرّد المقيمين في بلدهم وتحشرهم بين أسوار القهر وجدار الفصل، وتنتهز الفرصة تلو الأخرى لاقتحام الأقصى وإرهاب المصلين وإرغامهم على الخروج، وكلّ ذلك تحت نظر ومساندة الشرطة «الإسرائيلية» مما يبرهن أن الكيان الغاصب بقياداته وأحزابه ومؤسساته كله متورّط في هذه العملية العدوانيّة المستمرة لتجريد الشعب الفلسطيني من حقوقه كما من أرضه التي يسكنها منذ فجر التاريخ بهدف إقامة الدولة اليهوديّة الخالصة على كلّ الأرض الفلسطينية.

إنّ المحاولات الصهيونية المستمرة لتزوير الحقائق وزعزعة الوضع القانوني والتاريخي للمسجد الأقصى وتعويد الرأي العام العربي والدولي على رؤية الرصاص والقنابل داخل الحرم المبارك كلها أعمال عدوانيّة تستدعي وحدة الشعب والمؤسسات والساحات الفلسطينية للتصدّي بفعالية للخطة الصهيونية الإجرامية وكسرها رغم الحصار الذي يواجهه الشعب الفلسطيني بشجاعة قلّ نظيرها.

وكلّ ذلك يرتب على الشعب العربي وحكوماته من كلّ الأقطار المبادرة فوراً لإدانة العدوان الصهيوني وقطع كلّ العلاقات مع «تل أبيب» وإحياء المقاطعة العربية بكلّ أبعادها لإرغام الكيان العنصريّ على التراجع والتقهقر والتسليم بحقوق الشعب الفلسطيني الكاملة.

أما الأمم المتحدة التي ساهمت بالأمس في إنشاء الكيان الصهيوني ودعمه وحمايته، فلا يحقّ لها اليوم السكوت عن الحرب الدموية التي يشنّها هذا الكيان على الشعب الفلسطيني ومؤسساته خلافاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادئها. وهنا نذكّر بالوضع الخاص لمدينة القدس الذي يمنع الكيان الصهيوني من التصرف بها أو التحرك ضدّها بناء على قرارات الأمم المتحدة نفسها، مما يفرض على الهيئات الدينية والسياسية في العالم، وفي مقدّمها دولة الفاتيكان، التحرك فوراً لإجلاء القوات الصهيونية من القدس وفرض العقوبات الرادعة عليها. ولكن قبل تحرك الفاتيكان الذي ندعو له اليوم قبل الغد ندعو أيضاً هيئاتنا الإسلامية وكنائسنا المسيحية للمبادرة فوراً في اتخاذ كلّ الخطوات والتدابير التي تحاصر العدوان المتمادي وتساعد الشعب الفلسطيني على استعادة حريته وسيادته على كامل أرض فلسطين التاريخية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*نائب ووزير سابق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى