أولى

مأدبة جعجع الرمضانية!

} عمر عبد القادر غندور*

قبل ايام اقام رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع مأدبة افطار رمضانية لعدد من المشايخ في معراب على بعد ايام قليلة من الانتخابات النيابية التي يحاول سمير جعجع ان يستثمرها سياسيا ورئاسيا.

وليس عجبا في لبنان ان يتطلع سمير جعجع وهو احد اعلام الحرب الاهلية في لبنان الذي يختصر ذاكرة الايام السوداء الدامية في تاريخ لبنان على الحواجز المتنقلة والذبح والخطف على الهوية. والقابض على اسرار المقابر الجماعية والمشارك في محاصرة غرب العاصمة اللبنانية عندما اجتاح الكيان الصهيوني لبنان ١٩٨٢ والذي لا يعتبره سمير جعجع عدواً بل حليفا وشارك حزبه في تنفيذ مجازر صبرا وشاتيلا وقاتل الجيش اللبناني عام ١٩٩٠ وهو ما عُرف بحرب الإلغاء وقتل فيها المئات واصيب الالاف من  المدنيين، وأدين بجرائم عدة في الحرب الاهلية ومن بينها السبت الاسود، وخطط لمجزرة اهدن في حزيران ١٩٧٨ واسفرت عن مقتل طوني فرنجية مع افراد اسرته ونجا منها سليمان فرنجية الحفيد الذي كان في منزل جده الرئيس الاسبق سليمان فرنجية، وخطف الديبلوماسيين الايرانيين الاربعة على حاجز البربارة العسكري ١٩٨٢، واغتيال رئيس حكومة لبنان الاسبق رشيد كرامي في حزيران ١٩٨٧ بتفجير طائرته العسكرية التي كانت تنقله من طرابلس الى بيروت، واغتيال داني شمعون وطفليه طارق و جوليان ووالدتهما انغريد ايليا عبد النور ١٩٩٠ قصدا وعمدا كما جاء في قرار المجلس العدلي الرقم ١٩٩٥/٥ وحُكم بالاعدام وخففه رئيس الجمهورية الياس الهراوي الى السجن مدى الحياة ثم استفاد جعجع بفعل قانون العفو، ولا نستغرب ان يكون سجله العدلي نظيفا لا حكم عليه! وهذا لا يكون الا في لبنان المفلس.

هذا غيض من فيض، وهذه التفاصيل عن بعض السيرة الذاتية لسمير جعجع المرشح لرئاسة الجمهورية والمبينة على «غوغل».

ما يهمّنا نحن ليس ما يريده سمير جعجع ويخطط له ومن يدعمه ومن يمده بالمال، بل اولئك المعمّمون الذين تسابقوا الى مائدة نجم الحرب الاهلية ولم يرقبوا في زيّهم حرمة ولا ذمة في دماء المسلمين وغيرهم التي سُفكت على يد هذا «النجم» وحزبه، بغير حق.

هؤلاء المعمّمون لا يمثلون الا انفسهم وكان الأحرى بهم أن ينزعوا عمائمهم ويتقوا لعنة التاريخ ولبئس ما ذهبوا اليه، ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة «المنافقون»: سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ – إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَسِقِينَ. والحمد لله رب العالمين

* رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى