أخيرة

والله ما إنتو مطولين

لكأني بالخميني العظيم كان يعلم أنه سيأتي في هذه الأمة في اللاحق من الزمن من سيتخلّى عن القدس، كان يعلم أنّ من أعطوا فلسطين هدية لهؤلاء «اليهود المساكين»، لن يعدموا وسيلة لإهداء القدس لهم.

كان هذا القائد الملهم العظيم يعلم ذلك، وكأنّ المستقبل كان صفحة مفتوحة أمامه، يقرأ منها وينهل تلافيف ما هو آت، ولذلك فلقد سارع بإعلان الجمعة الأخيرة من رمضان يوماً عالمياً للقدس، وأردف هذا التصريح للتذكير بقدسية القدس كلّ عام وضرورة استعادتها، أردف ذلك بالإجراء العملي الصارم بإنشاء فيلق القدس، كان يعرف الأعراب عن ظهر قلب، دعا الى التآخي والمحبة والسلام بين السنة والشيعة، ودعا الى الجلوس على طاولة واحدة للتعامل مع كلّ الإشكالات بمحبة وبتسامح وبإخاء، فردّ عليه الأعراب بحرب طاحنة امتدت لثماني سنوات، وها هم الآن تجد أبواق «مملكة الخير» يطلقون كلّ أنواع الهراء، وكلّ أنواع الباطل من الادّعاءات، لتقديم الأقصى وكلّ القدس هدية لكيان الاحتلال، فتارة، فلسطين ليست قضيتنا، وتارة أخرى يخرج علينا أحد أفّاقيهم ليقول إنه صلّى في مسجد في أوغندا، وشعر انّ هذا المسجد أكثر قدسية من الأقصى الذي تدّعون بأنه مقدس، ويردف بصلافة الجاهل، وغباء المدّعي، بأنّ هذه القدسية هي شيء اخترعناه من «عندياتنا»، وأنّ النبي ام يعرج من هذا المسجد، بل عرج من مكان آخر، وغير هذا الدّعي ابن الدّعي آخرين كثر ممن باعوا ضمائرهم وباعوا كرامتهم في سبيل المال، يتنطحون ويدلون بهذر كهذا من سفاسف القول.

لقد ردّ عليهم الخميني العظيم بقول وفعل استباقي، كان يعلم سقوطهم، وكان يدرك انبطاحهم، فأعلن للقدس جمعة، وأوجد للقدس قبضة، ستنهمر على وجه المحتلّ في يوم لتطيح بوجوده الى غير رجعة، لعلّ هذا الأمل وهذا العمل هو ما جعل امرأة مقدسية مُنعت من الولوج لتصلي في مسجدها، لأن تصرخ في وجه أولئك الأوغاد الواقفين على الأبواب والمدجّجين بكلّ أسلحة القتل والاستبداد… «والله ما انتو مطوّلين».

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى