ملتقى بخاسون للفن التشكيليّ في اللاذقيّة لوحات زاخرة بالألوان والتكوينات المستوحاة من طبيعة المكان
أقيم في قرية بخاسون في اللاذقيّة ملتقى للفن التشكيليّ حمل اسم القرية لتعكس ألق وسحر المكان وسط الطبيعة الخلابة التي شكلت المادة الدسمة والملهم الحقيقيّ لنخبة من الفنانين من مختلف المحافظات.
وسعى الفنانون المشاركون إلى تشكيل لوحات ساحرة تزخر بالألوان والتكوينات المستوحاة من طبيعة المكان ليترك كل فنان بصمته الخاصة التي تعكس جمال عمله الفني.
ويُقام ملتقى بخاسون للفن التشكيلي للسنة الثانية على التوالي والذي نظمه واستضافه اسكندر شعبان وزوجته حميدة علي تكريماً منهم للفنانين التشكيليين السوريين الذين ساهموا برفد الحركة التشكيلية السورية وإغنائها بتجارب جدية تتميّز بروح البحث وأثبتت خصوصيتها على مدى سنين طويلة.
شعبان وزوجته عبّرا في تصريح لوسائل الإعلام عن سعادتهما باحتضان الملتقى في منزلهما وحديقته التي شكلت لوحة فنية تتناغم مع الطبيعة والذي زاد من ألق المكان وروعته اللوحات الفنية النابضة بالحب.
وأكد شعبان أن الهدف من الملتقى التعريف بالمنطقة وتسليط الضوء على جغرافيتها والمناطق الأثرية الموجودة فيها إضافة إلى كونه فسحة للتأمل والتعبير عن الأمل وتبادل الخبرات والترفيه الذي يعيد الاعتبار للوحة من خلال ترجمة كل واحدة منها للمشاعر الخاصة للفنان تجاه المشهد الطبيعيّ الممتدّ في فضاء الكون.
ويشكل الملتقى فرصة لجذب السياح والزوار والتعرف على طبيعة المنطقة الخلابة والتذوّق الفنيّ الإبداعيّ وتسلط الضوء على مسيرة الفنانين المشاركين الطويلة وأعمالهم التي تشكل إرثاً فنياً سورياً يوثق بالريشة خصوصية المناطق السورية.
الفنان التشكيلي علي مقوص الذي ساهم بإغناء الملتقى ووجد فيه فرصة لحوار التجارب عن قرب وتبادل الأفكار والتواصل جاءت مشاركته بعملين بالألوان الزيتية ترتبط بالذاكرة الشاعرية الريفية مستخدماً ألوان الخريف الدافئة التي تعكس طبيعة البيئة الريفية وتهيؤات الإحساس الذي يشكل اللوحة التي تنطق الشعر والموسيقا وتتأرجح بين التجريد والرومانسية والواقعية.
الدكتور فؤاد دحدوح رئيس قسم النحت بكلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق عبر عن سعادته بالمشاركة في الملتقى واجتماعه مع زملائه الفنانين وفي لوحته استخدم الألوان الزيتية والإكريليك بتشكيلات جميلة تتحدث عن المرأة باعتبارها كياناً ينبض بالحياة.
بدوره الفنان جبران هداية شارك بلوحة صور فيها حنينه وشوقه لبناته فخيّم الحزن على تفاصيلها. فالفنان مرهف الإحساس بالبيئة والمحيط ويعتمد على المخزون الداخليّ للشخص ويتأثر بالمواقف التي يمرّ بها الإنسان في حياته.
الفنان عصام درويش صاحب ملتقى عشتار في مدينة دمشق اعتمد في أعماله الأسلوب الرومانسي في لوحاته والاحتفاء بالطبيعة والإنسان عامة والمرأة خاصة قبيل وإبان الحرب على سورية مقدّماً مجموعة من الأعمال المرسومة على ورق الذهب تحت عنوان وجوه عربية معاصرة.
الفنان ادوار شهدا وجد في الملتقى تأسيساً لحالة فنية وثقافية مؤكداً على فعالية هذا الملتقى وأهميته في تبادل الآراء والخبرات والنقد البناء فهو يستمد لوحاته من فضاء المكان، حيث يغلب على أعماله المزج بين الواقعي بعناصر هندسية مزج فيها بين فن المنمنمة الشرقي الإسلامي والفارسي والهندي والأيقونة السورية القديمة وتسليط الضوء على الأساطير. فاللوحة من وجهة نظره تشكل ثلاثة أبعاد البعد الثالث هو الخيال الذي يعكسه الفنان على اللوحة.
بدورها لينا ديب نائب رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية رأت في الملتقى حواراً فنياً بصرياً في مكان ساحر خلاب يتيح تعميق وتعزيز الرؤيا البصرية المرتبطة بالمخزون الثقافي والبصري والتاريخي وقد جاءت مشاركتها بلوحتين من وحي المكان تناولت فيها تصوير القرية وعلاقتها مع الأشجار والورود وصوّرت نساء فاتنات يتجولن في حديقة المنزل.