معادلات «سيف القدس» لا تراجع عنها…
} رنا العفيف
تهويد القدس والاستيطان تمثل الركن الأساسي في تغيير هوية المدينة الفلسطينية التاريخية والعريقة، والمقدس، عمد الاحتلال «الإسرائيلي» إلى تطويق القدس بالمستوطنات، وذلك لإفراغ المدينة من سكانها الأصليين (فلسطين) لتحقيق مآربهم الدنيئة التي ترنو إلى انقلاب ديموغرافي، لهذه الأسباب العديدة، جدّدت فصائل المقاومة الفلسطينية تحذيراتها لحكومة الاحتلال من السماح بما يُسمّى «مسيرة الاعلام» في مدينة القدس المحتلة، وإذا تمادت «إسرائيل» بالاستفزازات فستشهد المنطقة برمّتها ما لا يحمد عقباه، فهل اقتربنا من الصاعق الذي سيفجر المنطقة؟
التطورات الأحدث في ما يخصّ البيان الصادر عن فصائل المقاومة الفلسطينية التي أعلنت عقب اجتماعها إلى استنفار عام، ودعت جميع الجهات للضغط على «إسرائيل» للجم السلوك العدائي لها، فكان لهذا البيان دلالات ورسائل تحذيرية على المستويين السياسي والعسكري، فحوى كلّ منهما، بأنّ المقاومة وحلفائها في كامل الجهوزية القسوة، في حال تحركت «إسرائيل» باتجاه الاستفزازات عبر «مسيرة الأعلام» التي يترقبها المجتمع الدولي وهو بكامل القلق الكبير، فبحسب مصادر مطلعة حذر المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط من خروج الأوضاع عن السيطرة، كما أبدت الولايات المتحدة الأميركية أيضاً قلقها من تداعيات المسيرة التي تحمل غضباً شعبياً وعربياً وعالمياً، والعالم قاطبة يترقب بهدوء وصمت، العدّ التنازلي الذي ستبدأ به المقاومة، فعندما تقول المقاومة أنها بكامل جهوزيتها، تزامناً مع الكلام الحاسم للسيد حسن نصرالله بأنّ أيّ مساس بالأقصى من قبل «إسرائيل» سيفجر المنطقة وسيؤدّي إلى ما لا يُحمد عقباه، أيّ أنّ المقاومة اتخذت قراراً لا تراجع عنه في ما يخصّ تثبيت معادلة «سيف القدس»، خاصة أنّ قراءة المشهد واضحة من خلال أيضاً ما أكده يحيى السنوار منذ فترة في خطابه، قد تفاجئ المقاومة الاحتلال بالوقائع إذا سمح لهؤلاء المستوطنين بالمسيرة التي تشبه القنبلة الموقوتة، ونحن على أعتاب موعد مع المواجهة المفتوحة الذي لا يعلم أحد مداها، ستفتح على ساحتين ربما، وسيكون لها ميزاتها كما شاهد العالم عملية «سيف القدس» التي كان لها وقع بارز في منظورها الواسع، الذي شهد تضامناً على مستوى الإقليم، ليس فقط تضامناً شعبياً وعالمياً، لأنّ في ذلك كانت عواصم قرار تهدف لفلسطين في ظلّ ذروة التطبيع، وذلك من منظور التحليل في صوابية البيان وما يحمله من دلالات تبيّن أنّ فصائل المقاومة جاهزة للمرحلة الجديدة في حرب المواجهة التي سبق لها وأدخلت «إسرائيل» في عزلة غير مسبوقة، ورأى العالم كيف فشلت المنظومة الأمنية «الإسرائيلية» المتمثلة بالقبة الحديدية في معركة سيف القدس،
وأخيراً لا أعتقد بأنّ ردّ المقاومة سيتأخر في حال أيّ تحركات مشبوهة لـ «إسرائيل»، وقد تكون حاضراً بقوة لحماية الأقصى، ربما نشهد عملية جديدة تحت عنوان «سيف القدس 2» وستتجلى بأخذ زمام المبادرة والردّ حيال تجاوزات «إسرائيل» للخطوط الحمر، الأمر الذي سيُقرّب موعد زوالها، فجميع الاحتمالات واردة في حال تقصّد بينيت سياسة الانتحار العسكري بما أنه على أعتاب شرخ داخلي وسياسي في عمق أزمته الحالية، خاصة إذا خسر منصبه، وهو متشبّث به، وقلق واشنطن يثير الجدل من أيّ غلطة قد يرتكبها نفتالي بينيت.