الوطن

برّي رئيساً لمجلس النواب وبوصعب نائباً له: ليكن الخلاف والتنافس لأجل الأفضل للبنان واللبنانيين

أعلن رئيس مجلس النواب نبيه برّي، بعد انتخابه رئيساً للمجلس، أنه سيُلقي خلفه “كل إساءة وألاقي الورقة البيضاء بقلب أبيض ونيّة صادقة لإنقاذ لبنان”، داعياً إلى أن يكون الخلاف والتنافس من أجل الأفضل للبنان واللبنانيين. كما دعا إلى أن “نكون 128 نائباً لحفظ حقوق المودعين وإقرار كل القوانين المتّصلة بمكافحة الفساد والهدر واسترداد الأموال المنهوبة”، لافتاً إلى  أن اللبنانيين والعالم يتطلعون إلى النواب “كبارقة أمل وحيدة قادرة على إنقاذ لبنان”.

وكان برّي  انتُخب أمس رئيساً لمجلس النواب لولاية سابعة بـ65 صوتاً فيما تمّ إحصاء 40 ورقة ملغاة و23 ورقة بيضاء. وعلى الأثر ألقى الرئيس برّي كلمة استهلّها بالقول “الشكر للسادة النواب الذين استودعوني صوتهم. وأيضاً الشكر موصول للزملاء النواب الذين عارضوا انتخابي رئيساً للمجلس سواء بالتصويت “لا”، بورقة بيضاء، أو باختيار إسم آخر من خارج السياق المألوف أو بالاقتراع من باب “الزكزكة”.

أضاف “سأحترم وأعمل بهدي كل رأي أو نقد بنّاءً وسوف أُلقي خلفي كل إساءة وسنلاقي الورقة البيضاء بقلب أبيض ونيّة صادقة ويد ممدودة للجميع للتعاون المخلص من أجل إنقاذ لبنان. في ظلّ تفاقم الأزمات والتحديات التي تُداهم كل لبناني لأي طائفة انتمى ولأي توجه سياسي كان، أدرك وتدركون معي في هذه اللحظات العصيبة والراهنة التي يمرّ بها لبنان بأن أي كلام لا يُلامس وجع الناس واحتياجاتهم في كل ما يصنع حياتهم وحياة وطنهم. وأنَّ أي خطط ووعود وبرامج لا تُقدّم الحلول للأزمات على اختلافها وكثرتها هو كلام وخطط خارج السياق”.

وتابع “وإنّي أقتبس مما قرأته بالأمس القريب: “لن تكون جلسة الثلاثاء، على كل الأهمية المعطاة لها، سوى “المقبّلات” على “مائدة” الاستحقاقات التي تنتظر المجلس، لكن قد يكون من المفيد لجميع النواب والكتل أن يدركوا من خلالها حجم “التحديات” الملقاة على عاتقهم، في زمن لن يحظوا فيه بـ”ترف” المناورة، ولا سيما أنّ سلاح “التعطيل” المتوافر بين أيديهم، لن يُفضي سوى إلى “جريمة كبرى” بحق الوطن، الذي بات “يحتضر” بشهادة الجميع” . انتهى الاقتباس”.

وتوجه برّي إلى النواب قائلاً “اللبنانيون والعالم يتطلعون إليكم كبارقة أمل ربما وحيدة  قادرة على إعادة لبنان لتألقه وإنقاذه وبارقة أمل تُطمئن اللبنانيين في حاضرهم ومستقبلهم. فلنحتكم للإرادة الوطنية الجامعة المتمثلة بقلق الناس وآلامهم وتطلعاتهم وآمالهم بالقدرة على الإنقاذ والتغيير”.

أضاف “وبعد أن طوينا صفحة الانتخابات النيابية وفاز من فاز وبعيداً عن احتساب الأكثرية لهذا الطرف أو ذاك. أدعوكم كي نكون جميعاً على النحو التالي:

– 128 نائباً “نعم” لمجلس نيابي يُرسّخ مناخات السلم الأهلي والوحدة الوطنية، و128 نائباً “لا” لمجلس يُعمّق الإنقسام بين اللبنانيين ويُعيد إنتاج مناخات الاحتراب الداخلي ويوزعهم على محاور الانقسام الطائفي والمذهبي.

– لنكن 128 نائباً “نعم” لإنجاز الاستحقاقات الدستورية في موعدها و128 نائباً “لا” للفراغ في أي سلطة.

– لنكن 128 نائباً “نعم” جريئة ومن دون مواربة للانتقال بلبنان من دولة الطوائف والمذاهب والمحاصصة إلى دولة المواطنة والمساواة وتكافؤ الفرص والدولة المدنية.

– لنكن 128 نائباً “نعم” صريحة وقوية وواحدة موحدة ضدّ أي تفريط بحقوق لبنان السيادية في ثرواته المائية والنفطية مع فلسطين المحتلة و128 نائباً “لا” للتنازل أو المساومة أو التطبيع قيد أنملة في هذه الثروات تحت أي ظرف من الظروف ومهما بلغت الضغوط.

– لنكن 128 نائباً “نعم” لحفظ حقوق المودعين كاملةً وإقرار وتنفيذ القوانين كافةً المُتّصلة بمكافحة الفساد والهدر واسترداد الأموال المنهوبة».

وختم «أخيراً وليس آخراً… فليكن الخلاف والتنافس من أجل الأفضل للبنان واللبنانيين. أُجدّد الشكر للزملاء النواب. لوسائل الإعلام ولقادة الرأي. وإلى اللقاء في استحقاقات وطنية عنوانها الدائم وحدة لبنان، نعيش جميعاً إذا عاش لبنان».

نائب الرئيس

ثم جرت عملية انتخاب نائب رئيس المجلس التي تنافس فيها النائبان إلياس بوصعب وغسان سكاف. وبعد فرز الأصوات تبيّن حصول بوصعب على 64 صوتاً وسكاف على 49 إضافةً إلى 13 ورقة بيضاء وورقتين ملغاتين. وبعد جدل حول احتساب الأوراق البيضاء والملغاة، أُجريت دورة الاتخاب الثانية ففاز بوصعب بالمنصب بأكثرية 65 صوتاً مقابل 60 صوتاً لسكاف فيما وُ            ضعت  ورقتان بيضاوان وورقة ملغاة حملت اسم ميشال سكاف. على الأثر شكر بوصعب «أعضاء المجلس والزميل غسان سكاف على المنافسة الشريفة». وقال النائب «هذه هي الديمقراطية الصحيحة، وأحيي زميلي النائب غسان سكاف وأشكره على هذه المنافسة الشريفة التي حصلت… نعم، علينا أن نتعاون جميعاً من أجل لبنان ونأمل أن نتقارب في العمل من أجل المصلحة العامّة».

ودار سجال حول الآلية القانونية لانتخاب أمين السرّ، بحيث أكد الرئيس برّي أن انتخاب عضوي أمانة السرّ، يجري بالتصويت كل على حدة. وأضاف «في نصّ ما في اجتهاد، وسيتم انتخاب أمناء السرّ الواحد تلو الآخر». وبعد التصويت فاز النائب آلان عون بمنصب أمين السرّ المخصّص عرفاً للطائفة المارونية بـ65 صوتاً مقابل 38 لزياد حواط و4 لميشال دويهي و9 أوراق بيضاء و10 أوراق ملغاة. وفاز النائب هادي أبو الحسن أميناً للسر عن المقعد المخصص عرفاً للموحدين الدروز بالتزكية. وفاز النواب آغوب بقرادونيان وميشال موسى وكريم كبارة في عضوية هيئة مكتب البرلمان بالتزكية.

ودعا الرئيس برّي النواب إلى جلسة الثلاثاء المقبل لاختيار رؤساء وأعضاء اللجان النيابية.

… إلى بعبدا

وبعد الجلسة استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رئيس المجلس ونائبه وأعضاء هيئة المكتب لمناسبة انتخابهم وذلك وفقاً للتقليد.

وخلال اللقاء تمنّى عون، أن «يتمكّن مجلس النواب الجديد من مواجهة التحديات الراهنة على مختلف الصعد والمساهمة في إنقاذ لبنان من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية عبر سنّ التشريعات والقوانين اللازمة، ما يُحقق النهوض الاقتصادي الضروري للبلاد».

ولدى مغادرته قصر بعبدا سُئل برّي عما إذا كان الحديث مع عون تناول الاستشارات النيابية المُلزمة لتسمية رئيس الحكومة العتيدة، فاكتفى بالقول «من دون شك».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى