مقالات وآراء

سحقا للأعراب المتخاذلين الغافلين

} عمر عبد القادر غندور*

 من زمان لم يعد العرب والمسلمون يأبهون بأولى القبلتين ومقدساتهم في القدس وفلسطين، ولا يرون في اقتحام باحات المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين ما يفرض عليهم الاستنكار ولو بكلمة او شجب لا يردّ اعتداء ولا يمنع انتهاكاً!

بينما تتواصل عربدات اقتحامات المستوطنين المتطرفين اليهود من باب العمود الى أحياء القدس القديمة بأعلامهم وهم ينادون بالموت للعرب والإساءة الى نبي الاسلام، بينما لا نسمع حساً ولا ركزاً في بلاد العرب والمسلمين، المشغولين بالمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد الاسباني وليفربول الانكليزي وخروجهم بالآلاف في مظاهرات سيارة احتفاء بالفائز الاسباني، بينما اخوانهم من الفلسطينيين يتعرّضون لأفظع أعمال العنف والقتل العمد! حتى انّ وكالة :سي أن أن» الأميركية أفردت حيّزاً في صدر نشرتها لرئيس هيئة الترفيه في المملكة السعودية تركي آل الشيخ يقول فيها «فخر للعرب وإيطاليا» والحمد لله، باعتبار لاعب ريال مدريد كريم بنزيمة من أصول عربية ومدرّب ريال مدريد كارلو انشيلوتي من إيطاليا!

وما كان اهتمام الوكالة الأميركية بهذه التغريدة إلا إهانة للعرب والمسلمين ومقدساتهم!!

 وفي هدأة السكون الذي يلفّ عالمنا المشرقي، دعت وزارة الخارجية الإيرانية شعوب الدول الإسلامية للدفاع عن القدس ومواجهة الكيان العنصري في فلسطين.

والأكثر وقاحة أن يضلل بعض خطباء المساجد الناس وتذكيرهم بخطبة لرسول الله أوردها الإمام الشافعي نقلاً عن ابن عمر «فإني اباهي بكم يوم القيامة»! وإذا صحت الرواية فالنبي الأكرم يباهي السابقين والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوا النبي بصدق واخلاص، وليس أولئك الأعراب المنافقين والمتخلفين الذين وصفهم القرآن الكريم بما هم عليه بقوله «الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ»، حتى المسلمون من هؤلاء الأعراب قال القرآن فيهم «قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ «

 وعن مثل هذه الآيات الكريمة كرّرها القران الكريم بحق هؤلاء الأعراب الذين تعوّدوا على الكذب والنفاق والخيانة «يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ» وحتى هؤلاء الذين «يمنون» لم يقطع القرآن الكريم بأقوالهم فختم الآية بقوله «انْ كنتم مؤمنين» ومع ذلك لا نيأس ولا نفقد الأمل بالمؤمنين المسلمين حقاً، الذين حدّدهم القرآن الكريم بقوله: «وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ « واننا ان شاء الله على موعد مع الوعد الالهي الحق «فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا»

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى