إحلال وليس احتلالاً…
دولة الإحلال، وليس الاحتلال، كما أعتقد أن نسمّيها من الآن فصاعداً، فهي دولة إحلال محلّ وإبادة للشعوب التي كانت موجودة حتى يتسنّى لها إقامة وجودها بدلاً ممن كانوا يقطنون الأرض، تماماً كما فعل الرجل الأبيض في أميركا الشمالية وأستراليا، هذا يسمّى إحلالاً وليس احتلالاً، هذه الدولة إنْ لم تتصدّ لها المقاومة، سواء في لبنان أو فلسطين، فلن يتصدّى لها أحد.
الدولة التي فشلت في إقالة الرجل الذي كان وراء الكارثة الاقتصادية التي حوّلت لبنان الى دولة فاشلة، أشكّ كثيراً أنّ بإمكانها أن تتخذ قراراً حاسماً للتصدّي للعدو في ما يتعلق بالسرقة المتوقعة لغاز لبنان في حقل كاريش، ولذلك فإنّ التعويل على انتظار قرار مجمعٌ عليه من قبل الدولة اللبنانية بكافة أطيافها المفرطة في التناقض وفي الانتماء هو محض خداع للذات، وأخشى ما أخشاه أن نجلس نتفرّج على العدو وهو يشفط غازنا ويبيعه ويستمتع بمردوده ونحن مشتبكون في محاولة للتوافق على الكيفية الأفضل لمواجهة عملية السطو، أو عدم مواجهتها من أصله.
إنْ تُركت إسرائيل تعربد في المنطقة، سواء في ما يتعلق بالانتهاكات اليومية للمقدسات، او سرقة غاز وثروات لبنان، فإنّ ذلك يحمل في طياته نهاية مشروع المقاومة، لن أجامل في هذه المسألة ولن أحابي أحداً، المعركة يجب ان تخاض البارحة وليس اليوم، وأيّ تعطيل لذلك أو تردّد سيهدّد وجود المقاومة…