أخيرة

حرب أهلية صامتة

دهش محدّثي الأميركي حينما قلت له انّ أميركا في واقع الحال تعيش حرباً أهلية صامتة، في بحر شهر واحد حدث إطلاق نار عشوائي على طلاب مدارس وأناس يتسوّقون في الأسواق أربع مرات، والقتلى والجرحى بالعشرات، أحدها حدث ليس بعيداً عنا، هنا في فيلادلفيا…

إيقاع هذا النوع من القتل للناس آخذ بالتسارع، ليس هذا فحسب، فالجريمة إذاً ما قورنت بمعدل الجرائم في اي مكان في العالم هي الأعلى بما لا يقارن، بالرغم من انّ الناتج القومي الإجمالي مقسوماً على عدد السكان هو من بين الأفضل في العالم…

جرائم القتل فقط كانت في أميركا في العام الفائت 24578 جريمة، أيّ بمعدل 68 جريمة قتل في اليوم الواحد. الشيء الوحيد الذي يكبح جماح هذا المعدّل المفجع للجرائم ويمنعه من ان يتحوّل الى حرب أهلية مفتوحة، هو الثراء الفاحش الذي تتمتع به هذه الدولة، وهو وضع سوف ينكشف بلا ضوابط، وسينفلت العنف من عقاله نحو حرب أهلية حين يتغيّر هذا الواقع.

فالأحقاد والضغائن والكراهية تحتبسها الأفئدة على مدى مئات السنين، وهي تنتظر الظرف المناسب أو النقطة الحرجة لتسفر عن وجهها القميء، الأسلحة في كلّ الأيدي، ويقبع خلفها نفوس محتقنة غلّاً وكراهية، وما ان يحين الحين حتى يشتبك الكلّ مع الكلّ، نتمنّى عدم حدوث ذلك، ولكن الأمور تؤشر الى مقتلة عظمى في هذا البلد.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى