رياضة

العبرة في الملاعب أيّها المشاغب!

} ابراهيم وزنه

تعاني لعبة كرة القدم في لبنان من شحّ كبير في الملاعب، فالمدينة الرياضية «درة ملاعبنا» في الأيام الخوالي، تحوّلت ـ عن سابق تصوّر وتصميم ـ إلى ثكنة عسكرية مع مخازن احتياطية تابعة لبعض الوزارات، وقاعات خاصة لبعض الاتحادات والجمعيات … وللأسف أيضاً، ملاذاً ثابتاً للكلاب الشاردة.

وبالانتقال إلى ملعب بلدية بيروت الذي يبعد عن «المدينة» أقل من كيلومتر واحد، فحدّث ولا حرج عن مدى استفحال الضرر بكافة منشآته وأرضيته التي نبت فيها مؤخراً الشوك والبلان! أما ملعب الصفاء «جار المدينة والبلدي»  فهو خرج من الخدمة منذ زمن طويل بقرار من القيمين عليه، وحالياً يخضع إلى ورشة صيانة مع إعادة تأهيل، فيما ملعب صيدا البلدي يبقى على حاله ضحية للأهمال المستشري ـ وربما المتعمّد ـ فكلما صرفت عليه الأموال بغية إعادة بعض الوهج إلى مرفقاته ومعالمه الحضارية، سرعان ما تزول هذه النعم المستجدة ولا من يسأل أو يراقب أو يحاسب!

أما ملاعب الأطراف في طرابلس وصور وزغرتا، فهي بحاجة إلى صيانة كبيرة، وخصوصاً أرضياتها ذات العشب الصناعي، وهنا لا بدّ من لفت النظر إلى أن غالبية ملاعبنا باتت ذات أرضيات من العشب الصناعي، باستثناء صيدا وطرابلس، وهذا ما يتسبب بمزيد من الاصابات … وعند عيادات الطب الفيزيائي الخبر اليقين! ولم يبق في الميدان الا «حديدان» عنيت به ملعب جونيه البلدي، من منطلق نصف الجهوزية التي يتمتع بها، فحظي بشرف استضافة غالبية مباريات الدوري المحلي.

بالرغم من هذا الهلاك المستفحل في البنى التحتية للعبتنا الشعبية، يأتيك من يطالب بالنتائج الجيدة، مع الامعان في انتقاده العشوائي غير المستند إلى معطيات ودلائل وحقائق، وغير آبه بواقع اقتصادي متدهور، وأندية متواضعة الموازنات، وفوق هذا وذاك، غلاء فاحش في كافة الاتجاهات.

ويطيب لهذا الناقد الحاقد، الذي يعرف ويحرِف، أن يطرح جملة من الأسئلة … لماذا كرة السلة عادت لتحلّق من جديد؟ لماذا بطولاتها أصبحت أكثر قوة وفعالية مع ارتقاء المستويات الفنية وتسجيل إنجازات خارجية؟ لماذا كرة القدم في تراجع؟ وكلها أسئلة مصحوبة بخفة في الطرح واستخفاف بالواقع الأليم الرابض فوق ملاعبنا الخضراء ـ عفواً السوداء ـ فالمطاط الأسود أصبح أكثر حضوراً وتوهّجاً في ملاعبنا الآخذة بفقدان «خضرتها» … ويستمر سواد حبره «السوبّر» في قلب الحقائق وتعمية الرأي العام!

أيها السائل ـ الجاهل، هل تعلم بأن المقارنة، بين تألق سلوي مستجد وتراجع كروي ممتد من دون الإلتفات إلى معرفة الأسباب وفهم المعطيات تشوبه محاذير جمّة، لا بل فيه تجنٍ مقصود، وخصوصاً ممن يصرون على الرؤية بعين واحدة ومن زاوية ضيقة! فيطلقون كلماتهم وآرائهم بدوافع إنتقامية فقط لا غير! وبصراحة، لست هنا في موقع المدافع عن تراجع أصاب مقتلاً في اللعبة الأحبّ إلى قلوب غالبية أجيالنا الرياضية الواعدة، لكن متى عُرف السبب بطل العجب يا هذا … كفى إفتراءات على لعبة مصابة بفقدان الملاعب، والملاعب كما نعلم عصب اللعبة وأساس نهضتها والسبيل الوحيد للعودة إلى جادة تألقها وسابق عهدها.

في الختام كلمة … لاعبونا بخير، ولدينا الكثير من المواهب، وأصبح عندنا عشرات المحترفين في الخارج … فكفى هرطقات وخزعبلات … هاتوا ملاعب وخذوا ما يدهشكم … وخصوصاً أنتم أيها «المفترون» بلباس الغيرة والحمية، والخوف على سمعتنا الكروية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى