أولى

مواجهة إيران أم حماية «إسرائيل»؟!

 مجتبى علي حيدري*

تصل إلى طهران في هذه الأيام رسائل عدة مفادها أنْ لا وجود لـ «ناتو عربي» ضدّ إيران، وأنّ تحالف ما يسمّى بـ «إبراهيم» هو لإرساء دعائم الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية في المنطقة وسينعكس إيجاباً على الجمهورية الإسلامية أيضاً.

كان الردّ الإيراني على هذه الرسائل واضحاً وصريحاً: حتى لو لم يكن التحالف ضدّنا لكنه أساساً أنشئ لحماية الكيان الصهيوني وبمحوريته، وهذا يبيّن سعي الإدارة الأميركية لتسليم مقاليد المنطقة أمنياً وسياسياً لـ «إسرائيل» وعلى هذا الأساس وافقت واشنطن على بيع معدات عسكرية استراتيجية لـ «تل أبيب» كما ستقوم إدارة بايدن بضمان أو تعزيز أمن البلدان العربية ضدّ العدو الوهمي من خلال «إسرائيل».

وأما الدول التي تستعدّ للانضمام في حلف «إبراهيم» الأميركي فهي متباينة في وجهات نظرها حول أنه ضدّ طهران أم لا، فالسعودية والبحرين والأردن ترى أنه يهدف إلى مواجهة طهران فيما ترى قطر وعمّان والإمارات ومصر والكويت والعراق أن له أهدافاً أخرى.

وفي ما يخص المفاوضات النووية فقد حذرت إيران من نقل ساحة الصراع مع الغرب من فيينا إلى الشرق الأوسط إذ إنها تفضل حلّ مشاكلها مع أميركا والغرب في فيينا التي استؤنفت فيها المفاوضات النووية الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي، ولا ترغب في نقل الصراع إلى منطقة الشرق الأوسط، لأنّ الشظايا الأولى لأيّة مواجهة ستصيب دولها. بيد أنّ هناك أطرافاً أخرى في إيران ترى في نقل المواجهة مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني من فيينا إلى المنطقة، فرصة تاريخية لطهران بسبب امتلاكها قدرات كبيرة لتكبيد أعدائها خسائر فادحة.

فـ صراع طهران القانوني مع الغرب في الملف النووي لن يفيدها كثيرا فيما سينتهي الصراع الميداني الأمني في الشرق الأوسط بانتصار الجمهورية الإسلامية. كما تؤكد هذه الأطراف المؤثرة في طهران أنّ التحالف العربي بقيادة السعودية الذي خسر في اليمن، لا يمكنه مواجهة إيران، إضافة إلى أنّ الجيوش العربية المسلمة لن تخوض مع «الإسرائيليين» معركة ضدّ أيّة جهة ذلك لأنها تؤمن بأنّ الكيان الإسرائيلي عدو يحتلّ فلسطين ولن يتحقق الأمن في المنطقة إلا بحلّ القضية الفلسطينية لا بمواجهة إيران.

وليس مستبعداً أن تكون هذه الأسباب هي وراء الانكفاءة الغربية الأخيرة حيث إن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قدّم الضمانات لطهران بمباركة أميركا التي كانت تعارض آلية اينستكس المالية الأوروبية…

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*باحث في الشأن الإيرانيّ.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى