أخيرة

الفلسفة القوميّة الاجتماعيّة نقطة بداية وانطلاق هادف

} يوسف المسمار*

إن بداية الوعي واليقظة هي الأساس الذي ترتكز عليه نقطة البداية والانطلاق والهدف.

لا بداية سليمة وواقعية وعملية بغير وعي. وكل فكر أو قول أو عمل أو حركة أو سلوك أو نهج أو تصميم بدون الوعي هراء في هـراء، وهباء في هباء، ومضيعة للوقت والجهد.

ولأن هذه الفلسفة هي وعي جديد لم يكن مألوفاً من قبل فإنها تشكل نقطة البداية والانطلاق باتجاه الهدف، وهي في الوقت ذاته حلقة من حلقات الفكر الأصيل وخطط النفسية الراقية في أمتـنـا التي تُعـبِّر عن حيوية العقل المنفتح الخلّاق الذي لـم يقف مشلولاً عاجزاً مشدوهاً أمام عظمة الكون، بل تعاطى معه بنبوغ وعبقريّة فأبدع الشراع والشرع، والدين والتمدن واستنبات الأرض وتدجين الحيوان وعمار المدن وكتابة الأساطير والأدب والشعـر والرسم والموسيقى والغـناء والرقص وكل فن جميل يساعد على تسامي الحياة. فكان شعبنا بكل هــذه الإبداعات أول من فلسف الأسطورة معرفةً وعلماً وحكمة قبل أن تتأسطر الفلسفة جاهليّة وخرافة وضياعاً.

وكان أول من وضع حـداً لزمن الخرافات والجهالات وفتح لنفسه ولغيره من الشعوب أبواب النور والمعرفة والفضيلة على مصاريعها.

إن هذه الفلسفة التي تقول بأنه:
 «كلما بلغنا قمة تراءت لنا قمم كثيرة نحن جديرون ببلوغها».

 كما عبّر عن ذلك واضعها الفيلسوف أنطون سعاده عـيـَّنـت وقرّرت بشكل لا لبس فيه ولا شبهة أن لا سقف لها تقف عنده، أو نهاية مطاف تستريح عندها، بل هي أعلنت النهضة المتجدّدة دائماً، والثورة الواعية التي لا تقف عند حدّ، والمسيرة المتـصاعدة الى أبعد ما تستطيعه وتتمكّن منه عبقرية الإنسان وموهبته ونبوغه وإبداعه، بحيث يصبح ملكـوت السموات بنعيمه ونعمه محطة لانطلاق جديد متجددً «حيث لا أذن سمعت، ولا عين رأت، ولا خـَطـَرَ على قلب بشر»، كما ورد في الحديث النبويّ الشريف.

وهناك بالذات، ومن تلك المحطة حيث تلتقي وتتعانق نظرتنا الى الوجود بنظرة ما وراء الوجود الانساني تتراءى للناهضين الصالحين من الذين فهموا دينهم ودنياهم، كما ينبغي أن تـُفهم الدنيا ويـُفهم الدين منارات تجعـل الوجود أكثر سموّاً، وأكثر جمالاً، وأكثر بهاءً حيث العظمة التي لا تنتهي، والسناء الذي لا يُحدّ.

*باحث وشاعر مقيم في البرازيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى