أخيرة

تكريم مشترك للشاعر طلال حيدر في بعلبك حميّة: سفير الثقافة وسفير الشعر البعلبكيّ في كل دول العالم

أقامت «الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب»، «جمعية ريشة ونغم»، بلدية بعلبك، و»منتدى بعلبك الإعلامي» حفل تكريم مشترك للشاعر طلال حيدر في قاعة تموز في بعلبك، تقدّم الحضور وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي حمية، النائب ينال صلح، العميد محبوب عون ممثلاً قائد الجيش العماد جوزيف عون، رئيس قسم محافظة بعلبك الهرمل دريد الحلاني ممثلاً المحافظ بشير خضر، الرائد روجيه ملو ممثلاً المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، مفتي بعلبك الهرمل السابق الشيخ بكر الرفاعي، رؤساء بلديات واتحادات بلدية وفاعليات ثقافية واجتماعية.

واعتبرت نبيلة وهبه رئيسة جمعية «ريشة ونغم» أن «هذه الاحتفاليّة لضيف الفرح على مدى العمر، للشاعر طلال حيدر الذي تسكن قصائده ألف فكرة عبقرية، والذي أسرج صهيل الشعر، وسيبقى منارة للزمن الآتي».

وبدوره رأى مصطفى الشل نائب رئيس بلدية بعلبك أن «الشاعر طلال حيدر قامة من قامات بعلبك الشامخة شموخ القلعة، رفع اسم بعلبك ولبنان عالياً في دول العالم، وأبرز الوجه الحضاري والثقافي للمدينة التي أحب بروائع كلماته العذبة».

وتوجّه الدكتور رامي اللقيس مؤسس الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب إلى المحتفى به، فقال: «حولت كلمات نرددها في حياتنا اليومية الجميلة والبسيطة كالثلج، برج الحمام، قرص العسل، العشب، الحيطان، السهل، سرج الفرس، القصب، الكفافي، المي، زهر البيلسان، الديب، الفخار، أوراق الخريف، المشمش والطاحونة، إلى أبيات شعرية زاخرة بالمعاني وببديع البيان والتشبيه والاستعارة والتورية، وخلدت بتلك القصائد الأعمال المسرحية والأغنيات. وعندما قصرنا في فهم التاريخ والحضارة، جعلت التاريخ الراسخ في أعماق أرضنا ينطق على مدرجات هياكل بعلبك، بكلماتك المفعمة بالمشاعر والأحاسيس».

وأكد الإعلامي حكمت شريف رئيس منتدى بعلبك أنه «آن الأوان لنكرم بياع الزمان، ونحن مدعوون إلى مائدة قصيدته على مرجة رأس العين لتدمع العين فرحاً، ويتمايل الحبر في القصب طرباً. لقد عرفناك أيها الشاعر البعلبكي أصيلاً ومبدعاً، فأنت صورة بعلبك الشمس التي لا يجرؤ الليل والعتم على الدنو منها».

وألقى الدكتور عبد الناصر صلح كلمة جمعية «ريشة ونغم» معتبراً ان «طلال حيدر قضى زمانه على عتبة اللامألوف، أرخى الستار على سور المحاذير، فأحيا في كل منا طفلاً او رغبة أو جنوناً. ناجى الروح فقدمها قربانا ليفتدي به كل من وجد في مفرداته ما تاه منا عبر السنين بشعر رقيق، معتق، رشيق، منمّق، يزهو بجمال لغته وروعة صوره».

حيدر

واستهل الشاعر طلال حيدر كلمته بأبيات من قصيدته المهداة إلى بعلبك، ومطلعها:

«بعل اللي كان بحبها ملبك

بدو هدية للشمس

عمّرلها بعلبك

يا نسر بدو يروح من حرمون لجلعاد

ويمر فوق بلاد ومحتار وملبك

يا نسر غير يا نسر دربك

ما في غير الآلهة بتمر ببعلبك».

وقال: «أيتها البلاد التي تطعن في القلب، وتطعن في الظهر، ولا تعلق الأوسمة إلا على التوابيت، من أين نأتي لك بهذه الأحزان مرة ثانية؟! أتيت من إيطاليا لأقول هذا الكلام في تأبين الشاعر الحبيب ميشال طراد بحضور الرئيس الهراوي الذي علق الوسام على التابوت، والحمد لله عمد الرئيس عون إلى منحي وسام الاستحقاق وأنا حيّ وعلقه على صدري وليس على التابوت».

وأضاف: «قامت الحبيبة نبيلة وهبه والحبيب حكمت شريف بهذا التكريم خوفاً عليّ من أن أرحل قبل أن يكرّماني، فحضنهما الصديق الدكتور رامي اللقيس وأنجز حلمهما، بعد أن تكرّم رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق مع نائبه مصطفى الشل، أبناء حارتي حارة النهر، بمنح الترخيص الذي أعد صيغته القانونية المحامي منيب حيدر، وذهبت مع اللجنة إلى معالي وزير الأشغال الدكتور علي حمية وتكرّم بإمضائه للسماح بهذا الحدث، ليتهم كلهم يقتدون بأخلاقه ومحبته وتفانيه. وهذه هي المرة الأولى التي لا افتخر فيها بتكريمي، لأنني هذه المرة افتخر بوجود وزير في لبنان يُسمّى الدكتور علي حمية يعلمني ويعلم المسؤولين من دون استثناء كيف يكون التواضع والإخلاص ومعنى تسلم السلطة لخدمة الناس وفرح الناس، ولكوني موجوداً في عهده فهو بحد ذاته تكريم لي وفرح لي».

واعتبر أن «هذا التكريم هو لبعلبك التي حملها شاعر من أبنائها إلى العالم، نقلت تراثها شعرا إلى الايطالية والفرنسية والإسبانية، ولاحقا إلى الصينية والإنكليزية، أنا كل ما فعلته شعراً ونثراً لم يكن إلا قراءة الزمان في دفتر بعلبك. وبعلبك كطائر الفينيق تبعث دائماً من رمادها، لا تخافوا عليها من هذه الأيام السوداء، اسألوا الأعمدة التي بقيت واقفة شامخة شاهدة على الزمان».

والختام بمختارات من قصائده ومن روائع صورها «صوتي مرق عالمسافة وسلم عليها، ما صدقت إنو مرق تشافت الحنه على إيديها».

وقدّمت الفنانة غفران ياغي لوحة يدوية شرقية للشاعر حيدر.

ثم انتقل الحضور سيراً على الأقدام إلى المكان الذي كان مشيداً فيه منزل الشاعر طلال حيدر، وأزاحوا الستار عن النصب التذكاري للمحتفى به.

وتحدّث الوزير حمية بالمناسبة، فقال: «بداية لا أستطيع أن أزيد أي كلمة بعد الذي قاله الأستاذ طلال، لكن فقط سوف أضيف عبارات وجدانية، لقد قال الأستاذ طلال إنه يقرأ من دفاتر بعلبك والذي هو دفتر عز وكرامة، بعلبك عزيزة، بعلبك كريمة، بعلبك أنجبت أبطالاً حرروا الأرض ودافعوا عن الحدود، كما هي بعلبك الشعر والثقافة».

وختم: «الأستاذ طلال حيدر قضى أيامه في جولات في أوروبا، وأخذ معه الشعر البعلبكي إلى العالم كله، فهو سفير الثقافة وسفير الشعر البعلبكي في كل دول العالم. أطال الله بعمرك ونحن لا نصل لما لديك من قدرة شعرية وغنى ثقافة».

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى