أخيرة

الكتابات والنقوش الأثريّة القديمة في السويداء تعكس غنى المنطقة الحضاريّ

تزخر محافظة السويداء بعدد كبير من الكتابات والنقوش الأثريّة القديمة المنتشرة في العديد من مواقعها التي تعكس غنى المنطقة الحضاريّ الممتدّ في عمق التاريخ وتوثق بعضاً من نشاطها البشريّ في مختلف مناحي الحياة ما جعلها تحوز اهتمام الباحثين والمؤرخين.

وتجمع الكتابات والنقوش المكتشفة في محافظة السويداء، حسب الباحث في مجال الآثار الدكتور نشأت كيوان، بين الآرامية والنبطية واليونانية واللاتينية والصفائية والعربية الإسلامية وتكتسب أهمية لتدوين حضارة المنطقة وتوثيق التاريخ والأحداث والآثار المادية لها.

وتتنوّع الكتابات القديمة في السويداء، وفقاً للباحث كيوان، بين جنائزية وتكريسية لغايات معينة تتعلق بالآلهة والعبادات، وكذلك نقوش وتضرعات مسيحية وتكريسات على شرف الأباطرة والحكام وأخرى فخرية متنوّعة وكذلك صفائية تدل على حياة القبائل التي عاشت في هذه المنطقة وآلهتها وعباداتها ونقوش أخرى تتعلق بالحياة الاقتصادية في جبل العرب فضلاً عن اكتشاف نقوش عربية إسلامية في صلخد والسويداء وعدد من قرى المحافظة منها ما يدل على تأسيس مرافق عامة مثل الجوامع والبرك وغيرها.

وأخذت الكتابات والنقوش كما يشير كيوان حيزاً من اهتمام ودراسة العديد من الباحثين والعلماء أو الرحالة الذين زاروا المنطقة منذ بداية القرن التاسع عشر منهم العالم الألماني «سيتزن» الذي زار منطقة حوران وجمع المئات من النقوش اليونانية واللاتينية وكذلك «بوركهارت»، حيث نسخ عدداً من النقوش اليونانية خلال زيارته للمنطقة عام 1812 ميلادي.

وتتالت أعمال العديد من الباحثين بالنقوش القديمة في حوران عموماً وفي جبل العرب خصوصاً، ومنهم عالما اللغات «فيتزيستين» قنصل بروسيا في دمشق و»ويدنغتون» الذي زار المنطقة برفقة الباحث «الكونت دوفوغيه» ونشر المجموعة الأولى من الكتابات اليونانية واللاتينية في سورية عام 1870 ميلادي.

ويُعد الباحث الفرنسي موريس سارتر من أكثر وأهم من كتب حول النقوش اليونانية واللاتينية في منطقة حوران في القرن العشرين. ولا يغفل كيوان جهود علماء كثر مثل «برونو» و»دوموماسيسكي» و»ليتمان» و»دوسو» و»ماكلر»، حيث درس الأخيران النقوش الصفائية في منطقة تلول الصفا ومحيطها.

وأشار كيوان إلى قيام العلماء بدراسة أكثر من 220 نقشاً من الكتابات والنقوش النبطية في حوران وجبل العرب وشمال الأردن ونشرها ولا سيما أنه تم العثور على كتابات نبطية في مناطق متعددة في محافظة السويداء كموقع سيع ومدينتي السويداء وصلخد وقريتي امتان وصما البردان.

وقال كيوان إن الرحالة الانكليزي «غراهام» نسخ العديد من النقوش والكتابات الصفائية في منطقة الحرة الواقعة شمال شرق جبل العرب والتي تدعى الصفا ثم تتالت الأبحاث حولها من قبل باحثين آخرين وجرى توثيق أكثر من 1300 نقش صفائيّ.

كما نشر العالم ليتمان من جامعة «برنستون» أكثر من 1500 نص صفائيّ وكذلك العالم هاردينغ عامي 1950 و1951 ميلاديّ، إضافة إلى قيام بعثة سورية بريطانية مشتركة في تسعينيّات القرن الماضي بدراسة الكتابات الصفائية برئاسة العالم ماكدونالد وعضوية الباحثة منى المؤذن من المديرية العامة للآثار والمتاحف والباحث الراحل حسين زين الدين مدير الآثار في السويداء سابقاً الذي جمع آلاف الكتابات الصفائية التي تنتظر النشر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى