الوطن

المقاومة جاهزة للدفاع عن لبنان وثرواته ولا سبيل لاستجداء الحقّ من أيدي الظالمين

} عمر عبد القادر غندور*

لا شك أنّ إطلالة سماحة السيد حسن نصر الله مساء أول أمس، نسفت جدول الأولويات في ملف الرئيس الأميركي جو بايدن الذي وصل للتوّ إلى فلسطين المحتلة، وبات عليه مراجعة ما قاله سماحة السيد حول النفط والغاز وترسيم الحدود البحرية في شرق البحر الابيض المتوسط.

كلام سماحة السيد كان كعادته صادقاً وشفافاً وصريحاً لا مكان فيه للتورية والبراغماتية، وقال: بات ضرورياً إنهاء لعبة تضييع الوقت ولم يبق إلا شهران لمباشرة «إسرائيل» باستخراج النفط والغاز، والخشية من أن يُضيّع لبنان فرصته الذهبية وهو يملك قوة حقيقية هي المقاومة ولدى المفاوض اللبناني ورقة قوية والدولة اللبنانية هي التي تفاوض والمقاومة خلفها ولن نقف مكتوفي الأيدي، وهنالك من يريد للشعب اللبناني أن يموت جوعاً وأن يقتل بعضنا بعضاً على أبواب الأفران ومحطات البنزين، وفي مثل هذه الحالة فالحرب أشرف كثيراً من الموت جوعاً أو دهساً على أبواب الأفران، ولنكن لمرة واحدة على قلب رجل واحد، والمسألة ليست فقط في الاعتراف بحدودنا البحرية، الأهم هو منح الإذن اللازم للشركات العالمية في مياهنا لاستخراج الثروة.

وإذا لم نتمكّن من ذلك، فلن يتمكن العدو من الاستخراج من كاريش وبعد كاريش، والعدو يعرف قدراتنا وهي متعدّدة ومتنوّعة في البر والجو والبحر وكلّ هذه الخيارات موجودة على الطاولة واللعب في الوقت ليس مفيداً وأمن الطاقة ليس على حدودنا البحرية مع فلسطين بل في عامة البحر والمعركة لا تقف عند حدود معينة، وكانت رسالة المُسيّرات واضحة ولا نقوم بحرب نفسية وخياراتنا مفتوحة جواً وبراً وبحراً.

وعن تهديد وزير الحرب «الإسرائيلي» بالسير الى صور وصيدا وبيروت فهو يضحك على نفسه وشعبه وينطق غانتس بكلام فارغ لا قيمة له.

ويتضح من هذا العرض لكلمة سماحة السيد نكرّر أنّ سماحته نسف جدول الأولويات في ملف الرئيس الأميركي الزائر الذي يريد مصادرة النفط ولا بد للأوروبيين الذين تركوا مقاليد بلادهم في يد الأميركي ان يتحمّلوا مغبة ذلك على كلّ المستويات.

وكما قال سماحة السيد انّ أميركا اليوم هي غير أميركا عام 2003 و 2006، ولا شك انّ العالم بعد الحرب الروسية الأوكرانية في حالة تحوّل كبير ومن حق الشرق الأوسط الذي يختزن الاحتياطي العالمي للنفط والغاز ان لا يبقى رهينة للاستعمار الأميركي، ويريد بايدن من زيارته الحالية تأكيد التزام بلاده بأمن «إسرائيل»، وإقناع دول الخليج بزيادة إنتاج وتطوير النفط والغاز ليكون بديلاً عن الغاز الروسي في أوروبا.

أما الذين يقولون انّ مثل هذه الأمور تخصّ الدولة اللبنانية فقط ولا يحق لاحد التدخل، فهو قول مردود عليهم لأنّ الدولة هي الشعب اللبناني الذي يرفض بأغلبيته الإذعان والانبطاح والركوع أمام العدو المتغطرس المتجبّر ولا يردعه، كما ثبت، إلا المقاومة والجيش. فحسبهم قول الله تعالى «وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ « واين هم من حكمة الله التي وردت في إطلالة سماحة السيد «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ «

وكيف لهؤلاء المنافقين الذين يغرقون «فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ»  الذين عميت عليهم كلّ الدلائل «فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ»

 

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى