أولى

رسائل سياسية متبادلة بين سورية والجزائر ترسم ملامح العمل العربي المشترك في المرحلة المقبلة

 حسين مرتضى

  لم تغب دمشق عن محور الأحداث السياسية فكانت الحاضر الأبرز في قمة طهران، كما كانت القضية السورية حاضرة في قمة جدة.

خلال الفترة الماضية شهدت المنطقة حراكاً دبلوماسياً بين عدد من الدول هدفه إعادة تشكيل التحالفات في المنطقة والعالم فكانت سورية جزءاً رئيسياً من هذا الحراك.

وعلى وقع التحضيرات لعقد القمة العربية في الجزائر أتت زيارة وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد إلى العاصمة الجزائرية حيث حمل رسالة للرئاسة الجزائرية ليأتي الردّ الجزائري عبر زيارة قام بها وزير الخارجية الجزائري رمضان لعمامرة إلى دمشق حيث التقى بعدد من المسؤولين السوريين وعلى رأسهم الرئيس بشار الأسد.

الزيارة تعتبر نوعية وهامة من حيث التوقيت إضافة للمواضيع التي تمّ بحثها.

مضمون الزيارة يتلخص بأهمية وجود سورية في جامعة الدول العربية حيث يُعتبر الوجود السوري نقطة قوة لدعم القضية الفلسطينية، خاصة أنّ القضية الفلسطينية ستكون العنوان الأبرز في القمة إضافة إلى دور دمشق السياسي في العديد من ملفات المنطقة والعالم.

الرئيس الأسد خلال اللقاء مع وزير الخارجية الجزائري أكد أنّ الجامعة العربية هي مرآة الوضع العربي، وأنّ ما يهمّ سورية هو صيغة ومحتوى ونتاج العمل العربي المشترك، لأنّ سورية حريصة على المضمون أكثر من الشكل، وهي تقدّر تقديراً عالياً موقف الجزائر الداعم للحقوق السورية في كافة المجالات.

من هنا سيكون الردّ الجزائري غالباً عبر إرسال دعوات للدول العربية كافة لحضور القمة، وبالتالي سيتمّ عقد القمة بمن حضر وهذه خطوة هامة على صعيد دعم سورية سياسياً بعيداً عن تعليمات الإدارة الأميركية التي تحاول عزل سورية سياسياً الأمر الذي أثبت فشله خاصة أنّ سورية رغم كلّ محاولات الاستهداف أثبتت بأنها عنصر أساسي في المعادلة السياسية الإقليمية والعالمية.

الردّ الجزائري جاء عبر الوزير لعمامرة الذي أكد أنّ سورية هي عنصر أساسي على الساحة العربية، وعضو مؤسّس في الجامعة العربية، وأنّ العالم العربي بحاجة إلى سورية وليس العكس، مؤكداً أنّ الجزائر ستكون مع سورية وستنسّق معها في الوضع العربي والدولي خلال رئاستها للقمة كما كانت دائماً.

المرحلة السياسية المقبلة ستركز على الدور السوري في دعم قضايا المنطقة، وبالتالي سيكون هناك حراك دبلوماسي مكثف لإيجاد حلول للكثير من الملفات بعيداً عن التهويل الأميركي الآتي عبر نوافذ عدد من الأنظمة العربية.

وأهمية هذه الزيارة وما تمثله سورية في الوقت الذي تسعى او تحاول فيه بعض الدول العربية التطبيع مع كيان الاحتلال «الإسرائيلي»، ما أثبت مجددا أن لا تطبيع ولا تصالح ولا نسيان للقضية الفلسطينية وهي قضية الأمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى