بوتين التقى أردوغان: التعاون مع أنقرة أسهم في تطبيع الوضع في سورية

دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب أردوغان، أمس، إلى بحث كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها.

وقال بوتين في مستهل مباحثاته مع نظيره التركي في سوتشي: “بالطبع، سنتحدث عن القضايا التي كنا نتعامل معها لفترة طويلة. أنا أقصد القضايا الأمنية في الإقليم، وفي مقدمتها الأزمة السورية. روسيا وتركيا أسهمتا بشكل كبير في تطبيع الوضع هناك”.

ولفت بوتين إلى أنّ من “المقرر اليوم التوقيع على مذكرة حول تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين الاتحاد الروسي وتركيا”، مشيراً إلى أنّ موسكو “تقدر الخطوة التركية الهامة بخصوص نقل الحبوب الأوكرانية”.

بدوره، شدّد أردوغان على الحاجة إلى “إيلاء المزيد من الاهتمام” بالوضع في سورية، مؤكداً أنّ “تضامننا في هذا الصدد لهما أهمية كبيرة”.

وتابع أن “اجتماعنا اليوم سيعزز هذا الاتجاه”، مشيراً إلى أنّ “الاجتماعات بين وفدي روسيا وتركيا مثمرة”.

وتابع أنّ “على أنقرة وموسكو العمل على ضمان عدم تأجيل العمل في محطة أكويو للطاقة النووية”، المتفق عليها بين البلدين.

بدوره، رأى المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، أنّ التوترات بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي تايوان لن تهدأ سريعاً.

وأضاف بيسكوف في مؤتمر صحافي أن “الصين تتخذ خطوات شرعية تماماً لحماية سيادتها” رداً على استفزازات واشنطن في تايوان، مشيراً إلى أنّ “هذه الاستفزازات لن تبقى من دون عواقب”.

وفي ما يخصّ العملية العسكرية التركية في سورية، أشار بيسكوف إلى أنّ موسكو تتفهم قلق الشركاء الأتراك بشأن سورية، لافتاً إلى أنّ “من المهم منع زعزعة استقرار الوضع في سورية، وعدم تعريض السلامة الإقليمية والسياسية للخطر”.

وعلّق المتحدث الروسي على عدم إجراء محادثة هاتفية بين بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال الفترة الماضية، قائلاً إنّ “فرنسا دولة غير صديقة، والرئيسان لا يتصلان ببعضهما لأنهما ما زالا يعتقدان أنّ اللحظة لم تأت”.

من جهته، أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى استعداد بلاده مستعدة لمناقشة تبادل السجناء مع واشنطن من خلال القنوات الدبلوماسية القائمة.

وأضاف لافروف: “نحن مستعدون لمناقشة هذا الموضوع، ولكن في إطار القناة التي جرى الاتفاق عليها بين الرئيسين بوتين وبايدن”.

يأتي تصريح لافروف في وقت حكمت محكمة روسية، الخميس الفائت، على نجمة كرة السلة الأميركية بريتني غرينير بالسجن 9 سنوات بتهم تتعلق بحيازة المخدرات.

ويمكن أن يمهّد الحكم الصادر ضدها الطريق الآن لمبادلة سجناء بين الولايات المتحدة وروسيا، قد تشمل الرياضية البالغة من العمر 31 عاماً وتاجر أسلحة روسياً.

وفي تموز/يوليو، قالت مصادر مطّلعة إنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن “ستقترح على روسيا تسليمها المواطن الروسي الموقوف لديها فيكتور بوت، في مقابل الأميركيَيْن المحتجزَيْن بريتني غرينر وبول ويلان”.

على صعيد متصل، أكدت وزارة الخارجية الروسية أنّها طردت 14 دبلوماسياً بلغارياً رداً على إجراءات اتخذتها صوفيا ضد موسكو، على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وأفادت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إنّ “هذا الإجراء هو رد على قرار غير مبرر إطلاقاً من الجانب البلغاري بإعلان  70 موظفاً في مؤسساتنا في الخارج شخصيات غير مرغوب فيها، وفرض حد أقصى لعدد الموظفين الدبلوماسيين والإداريين والفنيين الروسيين في بلغاريا”.

وطردت بلغاريا، في وقت سابق من هذا العام، 70 من الموظفين الدبلوماسيين الروس لمزاعم تتعلق بالتجسس، ووضعت حداً أقصى لحجم تمثيل موسكو بعد عملية روسيا في أوكرانيا.